أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47740
القدس المحتلة : الطفل سعيد... 45 دقيقة درعًا بشريًا أمام جنود الاحتلال!!
15.11.2018

خمس وأربعون دقيقة قاسية جدًا، على السيدة منار عواد، خوفا على فلذة كبدها سعيد، الذي لم يتجاوز عامه الرابع، حينما استخدمهم جنود الاحتلال درعا بشريًا خلال مواجهات شهدتها بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس، في الخامس من تشرين ثاني نوفمبر الجاري، "لقد كاد قلب منار أن ينفطر في ذلك الموقف!".عصر الإثنين من الأسبوع الماضي، كانت منار تقود سيارتها في شوارع بلدة أبو ديس وبرفقتها طفلها سعيد، حينها تفاجأت بضابط في جيش الإسرائيلي يقف أمامها ويأمرها بإطفاء محرك المركبة وسط الشارع، ليحتمي وجنوده المدججين بعتادتهم العسكري خلف سيارتها، حينها أصبحت منار وطفلها درعا بشريا، لإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين خلال مواجهات شهدتها أبو ديس، بينما قد تصيبها الحجارة والزجاجات الحارقة التي كان يرشها المتظاهرين تجاه قوات الاحتلال، توضح منار في حديث لـ"القدس" دوت كوم.منار التزمت بطلب قوات الاحتلال حينما هددوها مشهرين أسلحتهم في وجهها، خوفا من رصاصة يمكن أن يطلقها جنود "مصاريع"، كما تصفهم، لصراخهم المستمر بوجهها وبوجه طفلها سعيد، الذي وصل رأسه مؤخرة المقعد الخلفي خوفا ورعبا من صراخهم وهيآتهم وبنادقهم.الأم طلبت من سعيد عدم رفع رأسه إطلاقا مهما حصل، لتحميه من أي ضرر قد يتسبب به الجنود، بعدما توقف الشبان المتظاهرون عن إلقاء الحجارة، بعدما تنبهوا لاستخدام جيش الاحتلال الأم وطفلها درعا بشريا، وبدأوا بإطلاق وابل من الرصاص والغاز المسيل للدموع من خلف المركبة نحو الشبان.وتضيف الأم لـ"القدس" دوت كوم، "رغم إيقاف الشبان إلقاء الحجارة، إلا أن الجنود أصروا على إبقائنا درعا بشريا، واستمروا بإطلاق الرصاص، غير آبهين بأي ضرر قد يحصل لنا".وتؤكد منار أنها "لو تحركت بمركبتها بعد ما شاهدته من رعب وصراخ وإشهار السلاح نحو الموجودين بالمركبة، فإن الجنود لن يترددوا بإطلاق النار علينا، لذلك اخترت البقاء كما أنا منتظرة رحمة الله".
كانت منار في سيارتها برفقة طفلها وأمها المصابة بأزمة تنفس، إذ تضررت بشكل مباشر من رائحة الغاز المسيل للدموع، وسعيد أيضا، أما السيارة فقد تضرر هيكلها الخارجي نتيجة ذلك الموقف.بعد مضي 45 دقيقة وحينما فشل جنود الاحتلال باستدراج المتظاهرين لإصابتهم أو اعتقالهم، أو قتلهم، أصدروا أمرا بمغادرة السيارة، بعدما كاد الموقف أن يصبح جريمة إعدام ميداني جديدة لجدة وأم وطفلها الذي التصقت في مخيلته مبكرا ملامح العنف والظلم والقهر، تشير منار.خمس وأربعون دقيقة كانت كافية لجعل قلب "أم سعيد" أن يبلغ حنجرتها؛ خوفا، قلقا، ووجعا، وهي تحاول إلزام طفلها بالبقاء ثابتا أسفل المقعد الخلفي، ورغم مرور نحو عشرة أيام على الحادثة إلا أن سعيد لم ينسَ ما جرى، ويذكر أمه فيها.ذات الـ 45 دقيقة التي قضاها سعيد تحت زخات الرصاص، وقنابل الصوت، وقنابل الغاز المسيل للدموع، كانت كافية لامتلاك سعيد قصة يرويها لوالده وجده وأقرانه، راويا مصطلحات لا يفقه معناها، وأصبح يررد "عملنا بشري الجيش" في إشارة لجعل جيش الاحتلال الأم وطفلها درعا بشريا، بحسب ما سمع من أمه، ويصف صراخ الجنود وبنادقهم ولباسهم العسكري باللون الأسود.ترك ذلك المشهد لسعيد أياما أخرى قادمة في مخيلته، بل إنه في المرة القادمة، وحينما يوقفه جيش الاحتلال، سيضربهم، لأنهم صرخوا بوجه والدته!!

1