دخلت والدة الشهيد أشرف نعالوه منفذ عملية بركان التي اسفرت عن مقتل مستوطنين وجرح مستوطنة، المعتقلة في أحد السجون الإسرائيلية، في حالة «هستيريا»، عندما علمت بنبأ إعدام قوات الاحتلال نجلها فجر الخميس الماضي، بعد عملية مطاردة دامت لأكثر من شهرين. وبكت تلك الأم المكلومة بحرقة، وقالت إنها كانت تشعر قبل عملية استشهاده بأن شيئا كبيرا سيصيب نجلها.بداية تلقيها خبر استشهاد نجلها، وهي خلف قضبان أحد السجون الإسرائيلية، حيث تعتقلها قوات الاحتلال وزوجها، منذ أن نفذ نجلها أشرف عملية إطلاق نار داخل إحدى المستوطنات الإسرائيلية قبل أكثر من شهرين، نطقت الأم وفاء نعالوه بكلمات مؤثرة، بعد أن انهمر الدمع من عينيها، وقالت لمحاميتها التي روت المشهد «روحوني من هون يا خالتي، بدي اشوف ابني واسلم عليه، نفسي أشوفه، صارلي شهرين مشفتوش».وتابعت الأم التي دخلت في حالة هستيريا بعد سماعها نبأ استشهاد نجلها «ابني ما مات لسا عايش، طلعوني من هون نار مولعة بصدري، طيب ليش قتلوه، قالولي بدك إياه شهيد واللا أسير، قلتلهم اقتلوني أنا ما تقتلوش أشرف. ابني أشرف شجاع ، راح ابني… مين هسا يقف مع بناتي لحالهم بعزوا حالهم، حابسيني أنا وأبوهم وأخوه ما فش حدا بالدار، والدار بدهن يهدوها».وتابعت الأم التي لم تصدق حتى سماعها خبر استشهاد أشرف وما ألم به، قائلة لمحاميتها «خالتي هذا الدم اللي شفته بالتلفزيون مش دم ابني، روحيني من شان الله بدي أشوف أشرف».وقد أبلغت الأم وفاء نعالوه محاميتها حنان الخطيب عند زيارتها، أنها كانت تشعر منذ يومين، أن قوات الاحتلال ستقتل نجلها أشرف. وقالت «غدروه ، كووا قلبي الله يكويهم، ابني عايش ابني بطل، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم».وأخبرت كذلك الأم المكلومة محاميتها أنها تعرضت قبل يومين من استشهاد نجلها إلى معاملة قاسية من السجانين، وقالت بلغتها «أنا يا خالتي بهدلوني، قبل يومين كان عندي محكمة بمحكمة سالم، دفع وإهانات وتنكيل وكل هاد لأنو تهمتي إني حكيت لابني دير بالك على حالك يما»، وتعتبر سلطات الاحتلال هذه المقولة تهمة موجهة للأم، وتتهمها بأنها كانت تعلم بما يخطط له نجلها أشرف.وكان الشهيد أشرف نعالوه قد أعدم على أيدي قوات خاصة إسرائيلية، داهمت منزلا تحصن فيه في مخيم عسكر التابع لمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وأظهرت صور من المنزل الذي جرت فيه عملية التصفية، أماكن لمئات الطلقات النارية التي أصابت المكان، ولبقع دماء كثيرة سالت من الشهيد نعالوه بعد إصابته. وقامت قوات الاحتلال باختطاف جثمانه.وتتهم إسرائيل نعالوه بتنفيذ هجوم مسلح في مستوطنة «بركان» شمال الضفة، قبل أكثر من شهرين، الأمر الذي تسبب في مقتل اثنين من المستوطنين.وقالت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن والدة الشهيد الموجودة حاليا في «سجن الدامون» تعيش حالة من الحزن والصدمة والهيستريا، وإن ما رأته من أفعال وكلمات نطقتها الأم، كانت أصعب وأقسى المشاهد التي مرت بها كمحامية، أثناء زياراتها مئات المرات لأسرى وأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.يشار إلى أن قوات الاحتلال تعتقل هذه الأم وزوجها منذ 40 يوما، واعتقلت لفترات متفاوتة باقي أفراد الأسرة بمن فيهم شقيقات الشهيد أشرف، ويوم أمس قامت قوات الاحتلال بهدم منزل العائلة الواقع في حي الشويكة في مدينة طولكرم شمال الضفة الغرب!!
«كووا قلبي بدي أشوف ابني وأسلم عليه»… هكذا استقبلت والدة الشهيد نعالوه خبر إعدامه وهي خلف القضبان!!
18.12.2018