تشهد مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية خلال الأعياد اليهودية، أجواء محفوفة بالخوف والهلع، مع تزايد الاغلاقات واعتداءات المستوطنين على الأهالي في أحياء المدينة القديمة.وبدأت سلطات الاحتلال ظهر اليوم الاثنين، بإخلاء منطقة واسعة من سوق الخليل القديمة، وصولا إلى منطقة باب الزاوية، وأغلقت الحرم الابراهيمي الشريف أمام المصلين، ومنعت أهالي الأحياء من التنقل والوصول إلى منازلهم.وتقول الناشطة في توثيق اعتداءات المستوطنين في الخليل القديمة، منال دعنا، قالت” إن “أجواء الأعياد الإسرائيلية نكبة حقيقية على أهالي الخليل، حيث يتم إجبارهم على إغلاق محالهم التجارية، بينما تغلق سلطات الاحتلال الأحياء ويمنع الدخول والخروج إليها إلا عبر طرق التفافية صعبة وبعيدة تزيد من معاناتهم”.وتضيف: “منذ يوم أمس الأحد مع بدء الأعياد اليهودية التي تستمر نحو 7 أيام، يعيش الأهالي كابوسا مليئا بهواجس الخوف والرعب، حيث يتجمع آلاف المستوطنين في الخليل لأداء طقوس دينية، وينظمون خلالها جولات استفزازية يتخللها مهاجمة الأهالي وممتلكاتهم”.وتشير إلى أنه منذ الصباح، انتشر المئات من الجنود وأجبروا أصحاب المحال التجارية على إغلاق متاجرهم، ليفسحوا المكان أمام آلاف المستوطنين الذين يحضرون من مناطق مختلفة لتأدية طقوس دينية داخل الحرم الإبراهيمي، أو كما يعرف لدى المستوطنين (عتنائيل) في وسط الخليل.وفي حي تل الرميدة المغلق، وسط الخليل، يقول عماد أبو شمسية ناشط من الحي في توثيق الانتهاكات،” إن أحياء الخليل القديمة تعيش حالة رعب واستنفار للتصدي لاعتداءات المستوطنين، لافتا الى أن المستوطنين بدأوا يتجمعون فوق أسطح المنازل على ما يبدو استعدادا لحفلة التنكيل المعهودة في الأعياد اليهودية.ويضيف أبو شمسية “أنه في الأعياد يضطر إلى تعطيل أبنائه عن الدراسة، كما تغلق بعض المدارس في منطقة باب الزاوية أبوابها لتفادي اعتداءات المستوطنين”.وتشهد أحياء الخليل القديمة، التي تتوسطها بؤر استيطانية إلى اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، كما يغلق الجنود مداخل هذه الأحياء بحواجز عسكرية تقوم بتفتيش المارة والتنكيل بهم.ويمنع أهالي هذه الأحياء من استخدام المركبات، كما تمنع ما تسميهم الغرباء من دخول الأحياء الفلسطينية إلا بإذن مسبق من سلطات الاحتلال.وفي السياق، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، سياسة الإغلاق الإسرائيلية التي تفرضها على المواطنين في الأعياد اليهودية.وأوضحت الوزارة في بيان: “سلطات الاحتلال تعمل على استغلال كافة المناسبات والأعياد الدينية وتوظيفها لأغراض سياسية تصب في مصلحة مشروعها الاستعماري التوسعي، وتعميق عملياتها الاستيطانية وتهويد الأماكن والمناطق الأثرية، عبر إغراقها بأعداد كبيرة من المستوطنين والزوار اليهود على مدار العام ومحاولة تغيير ملامحها بما يخدم روايتها التلمودية وإحكام سيطرتها وفرض القانون الإسرائيلي عليها”.وتابعت: “إن هذه السياسة يُطبقها الاحتلال على العديد من المواقع الدينية والاثرية والتاريخية، آخرها ما تعرضت له البلدة القديمة في القدس المحتلة والبلدة القديمة في الخليل وسبسطية وبتير”.وأشارت إلى أن قوات الاحتلال “أقدمت على إغلاق تلك المناطق وفرض تقييدات واسعة النطاق لمنع المواطنين من الوصول إليها، وسط تصعيد اعتداءاتها على المواطنين الفلسطينيين ومدارسهم وممتلكاتهم، ونصب عديد الحواجز على مداخلها، وتكثيف اقتحاماتها كما حدث في المسجد الأقصى المبارك بقيادة الوزير الاسرائيلي “اوري اريئيل”، وما حدث في منطقة سبسطية عندما تم وضع مكعبات اسمنتية على مداخل سبسطية والبلدة القديمة في الخليل واحتجاز المواطنين والحيلولة دون وصولهم الى أماكن عملهم، هذا بالاضافة الى اقدام قوات الاحتلال على اغلاق الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل”.وفرضت سلطات الاحتلال طوقا أمنيا مشددا على الضفة الغربية يستمر إلى نهاية الأسبوع الجاري، بمناسبة الأعياد اليهودية، وأغلقت معابر الضفة وقطاع غزة.* المصدر : وكالات
الخليل : الأعياد اليهودية.. نكبة على أهالي الخليل..!!
22.04.2019