لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تمارس أعمال الهدم المبرمجة للمباني الفلسطينية، في إطار الحرب على الوجود الفلسطيني، وضمن الخطط المعدة مسبقا، لتوسعة الاستيطان.ويؤكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” التابع للأمم المتحدة، أن سلطات الاحتلال هدمت 26 مبنى يملكها فلسطينيون أو صادرتها في المنطقة (ج) والقدس الشرقية، بحجة الافتقار إلى رخص البناء، خلال الأسبوعين الماضيين.ويوضح التقرير أن ذلك أدى إلى تهجير 42 شخصا، بينهم 24 طفلا، وإلحاق الأضرار بنحو 120 آخرين، حيث سُجِّل هدم 17 مبنى من هذه المباني، وجميع الأشخاص المهجرين، في المنطقة (ج)، حيث هدمت بنايتان في قرية عين شبلي (نابلس)، مما أدى إلى تهجير 17 شخصا، على أساس الأمر العسكري رقم 1797، الذي يجيز تنفيذ عمليات الهدم في غضون 96 ساعة من صدور “أمر الإزالة”.ونجمت عمليات التهجير المتبقية عن هدم أربعة منازل في تجمّعي التواني وخلة الضبعة في الخليل، وفي بيت جالا ببيت لحم. ولحقت الأضرار بسبل عيش 20 شخصا بسبب هدم بسطة خضار قرب مدينة قلقيلية، بينما تضرر 16 آخرون بفعل هدم منزلين غير مأهولين ومصادرة حاوية معدنية في اسطيح (أريحا). وهُدم مبنيان من المباني التسعة المستهدفة في القدس الشرقية على يد مالكهما.يشار إلى أن مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس”، أصدر تقريره الشهري عن فبراير الماضي، حول عمليات الهدم والمصادرة والإخلاء والاستيلاء ضد منشآت الفلسطينيين سواء الدينية أو السياحية أو الصناعية أو التجارية أو التعليمية أو الرسمية أو الزراعية وبالتركيز على السكنية منها، من قبل إسرائيل، والذي جاء تحت عنوان “تقرير الرصد الشهري حول عمليات الهدم والانتهاكات الإسرائيلية ضد منازل ومنشآت الفلسطينيين”، وقد رصد المركز استهداف سلطات الاحتلال نحو 265 منشأة فلسطينية بعمليات الهدم والمصادرة والإخلاء والاستيلاء خلال الشهر فبراير الماضي.وأوضح المركز أن أبرز الانتهاكات في عمليات الهدم هو إجبار الاحتلال لمالكي المنشآت على هدمها ذاتياً تحت طائلة التهديد بالغرامات والسجن.وفي سياق الحديث عن خطر الاستيطان، كان المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، أعرب عن القلق البالغ بشأن استمرار توسيع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية “خاصة في المناطق التي تتسم بالحساسية البالغة”.وقال في إحاطته لمجلس الأمن الدولي حول تطبيق القرار رقم 2334، مساء الخميس: “إن ذلك يُكرس الاحتلال الإسرائيلي ويقوض إمكانية إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة جغرافيا”، مشيرا إلى أن الأنشطة الاستيطانية تهدد آفاق تحقيق حل الدولتين، مؤكدا على الموقف الدولي الذي يؤكد أن المستوطنات “غير قانونية وتمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي”، وطالب إسرائيل بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية على الفور.وأشار إلى أن خطط إنشاء نحو 800 وحدة سكنية وطرح مناقصات لبناء 1900 وحدة في المستوطنات الموجودة في المنطقة (ج) بالضفة الغربية بالإضافة إلى 210 وحدة في القدس الشرقية. وقال إن نحو 40% من هذه الوحدات توجد في مستوطنات في عمق الضفة الغربية.وأكد أن إسرائيل تقوم بزيادة عمليات هدم ومصادرة المنشآت المملوكة للفلسطينيين، بما في ذلك مشاريع ممولة دوليا، مشددا على ضرورة وقف إسرائيل لهذه الأعمال، التي تشمل إجلاء السكان الفلسطينيين، بما يتوافق مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، والموافقة على خطط تسمح للمجتمعات الفلسطينية بالبناء بشكل قانوني ومعالجة احتياجاتها التنموية.إلى ذلك، فقد ذكر تقرير “أوتشا” أن مستوطنين إسرائيليين أصابوا ستة فلسطينيين بجروح في محافظة الخليل، وألحقوا الأضرار بممتلكات تعود للفلسطينيين، بما فيها مركبات وأشجار.ولفت إلى أن أربعة فلسطينيين تعرضوا للاعتداء الجسدي في ثلاث حوادث، فيما أصيبَ فتيان، يبلغان من العمر 13 عاما و14 عاما، بجروح في حادثتين منفصلتين في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في مدينة الخليل ومنطقة بير العِدّ.وفي الحادثة الأخيرة، تعرّض الحمار الذي كان الفتى يركبه للطعن. وتعرّض رجل وامرأة للهجوم بالهراوات قرب منطقة شِعب البطم، حيث أصيب الرجل بجروح بالغة في رأسه، فيما كان المصابان الآخران راعييْن أُلقيت الحجارة عليهما وتعرّضا للهجوم بالسكاكين قرب بني نعيم (الخليل)، فيما أصيب ثلاثة من خرافهما بجروح.وفي عدد من المناسبات الأخرى في الخليل (خربة سدة الثعلة) وبيت لحم (كيسان)، طرد المستوطنون الرعاة من هاتين المنطقتين، واقتُلعت 42 شجرة وشتلة على الأقل في قريتيْ كفر قدّوم (قلقيلية) والتواني (الخليل)، كما سُرقت أدوات زراعية في الحادثة التي وقعت في كفر قدوم. وأفاد فلسطينيون بأن المستوطنين رعوا ماشيتهم في أراضٍ تعود ملكيتها للفلسطينيين في قرية اليانون (نابلس)، مما أدى إلى إتلاف أشجار الزيتون، وهاجموا المزارعين الذين كانوا يفلحون أراضيهم في عين سامية (رام الله)، مما أسفر عن إلحاق الأضرار بجرار زراعي. ووفقا لمصادر فلسطينية، ألحق المستوطنون الإسرائيليون أضرارا بخمس مركبات على الأقل، وبمنزل ومبنًى زراعي في قرى جالود وحوارة (نابلس) وكفر الديك وبروقين (سلفيت).وخلال الفترة التي غطاها التقرير، أصابت القوات الإسرائيلية 62 فلسطينيا، من بينهم تسعة أطفال، بجروح في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وقد أصيبَ 41 من هؤلاء في اشتباكات في خمس قرى بمحافظة نابلس، حيث شهدت في معظمها إلقاء الحجارة من جانب الفلسطينيين وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط من جانب القوات الإسرائيلية، كما نفذت القوات الإسرائيلية 193 عملية اعتقال طالت 172 فلسطينيا، من بينهم 15 طفلا، في مختلف أنحاء الضفة الغربية. حيث سجلت محافظة رام الله أعلى عدد من هذه العمليات (48)، وتلتها محافظتا الخليل (37) والقدس (35).وفي غزة، أطلقت القوات الإسرائيلية النيران التحذيرية في 29 مناسبة على الأقل قرب السياج الحدودي أو قبالة الساحل، مما أدى إلى إصابة صياديْن وإلحاق الأضرار بقاربهما. وفي ثلاث مناسبات أخرى، جرّفت القوات الإسرائيلية أراضي قرب السياج. ولم تَرِد تقارير تفيد بوقوع إصابات!!
قوات الاحتلال تهدم 26 مبنى فلسطينيا خلال أسبوعين وتشرّد عشرات المواطنين في العراء!!
27.03.2021