بدأت حركة حماس تنظيم الفعاليات الجماهيرية الخاصة باحتفالات الذكرى الـ 34 لتأسيسها. وخرجت مسيرات حاشدة من مساجد مدينة غزة ومنطقة الشمال، تقدمها نشطاء من الجناح المسلح، كتائب القسام، ونظموا عروضا عسكرية.وتجمع المشاركون في نقاط حددتها الحركة في مناطق عدة، بعد أن فرغوا من أداء صلاة ظهر الجمعة، وهناك رفع نشطاء حماس راياتها ولافتات تندد بالاحتلال وأخرى تمجد حماس، وصورا لقادتها الذين سقطوا في عمليات اغتيال إسرائيلية، وأبرزهم مؤسس حماس أحمد ياسين.وجاء تنظيم هذه الفعاليات التي خرجت على شكل مسيرات من كافة مناطق، بمشاركة نسائية، بعد أن قررت هذا العام إقامة هذه الفعاليات المتفرقة، بدلا من المهرجان المركزي. وتقدم المسيرات عناصر من كتائب القسام الجناح العسكري للحركة، في عرض عسكري، وظهر النشطاء وهم يرتدون اللباس العسكري ويضعون أقنعة على وجوههم، ويحملون أسلحة رشاشة وأخرى مضادة للدروع.كما شاركت فرق كشفية في تلك المسيرات الجماهيرية التي انطلقت من المساجد حتى أماكن الاحتفال، التي حضرها مسؤولون من الفصائل الفلسطينية.والقى الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس، كلمة في تجمع المسيرات التي انطلقت من مدينة غزة، وجه خلالها التحية للقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف.وأكد أن يوم انطلاقة حماس يعد «يوم نهضة أمة تسعى لتحرير المسجد الأقصى المبارك» داعيا الشعوب العربية والإسلامية لدعم المقاومة حتى التحرير، وقال «إن تضحيات شعبنا ستثمر قريبًا».ووجه الزهار رسالة إلى المجتمع الدولي وقال «حقوق الإنسان لا تتجزأ، ونقول لبريطانيا وأمريكا اللتين اعتبرتا حماس إرهابية، إننا حركة تحرر وطني وإسلامي واجبها تحرير أرضها ومقدساتها، وإن كان ذلك إرهابا بنظركم، فنعم الإرهاب».كما انتقد القيادي في حماس خلال كلمته عمليات التطبيع التي تقوم بها أنظمة عربية مع دولة الاحتلال، وقال إنها تمثل «خيانة للإنسانية والشعوب التي حملت القضية الفلسطينية في قلبها».وفي الفعالية التي نظمت شمال قطاع غزة، قال القيادي في حماس مشير المصري، إن حركته في ذكرى الانطلاقة «تمثل آمل شعبنا والأمة في التحرير». وأضاف أن «شعبنا في معركة مفتوحة مع الاحتلال في كل أماكن وجوده» وتابع «سيخرج شعبنا في الضفة والقدس للمحتل بالسكاكين والرصاص والدهس» وكان بذلك يشيد بالعمليات الفدائية الأخيرة.وقال إن مدينة القدس المحتلة ستبقى محور الصراع ومفجرة الثورات. وأضاف محذرا الاحتلال من مغبة التغول على سكانها بعميات الطرد والتهجير «إن القدس خط أحمر» مؤكدا على خيار «المقاومة الشاملة» ضد الاحتلال، مطالبا السلطة الفلسطينية بـ «الانحياز لشعبنا ووقف التنسيق الأمني والاعتقال السياسي».وشدد على أن حماس ذاهبة لكل الخيارات من أجل كسر الحصار عن غزة، محذرا الاحتلال من الاستمرار في عملية تسويف عملية الإعمار.وأشاد بنضال الأسرى، وقال موجها رسالة لهم «أسرانا حريتكم دين في أعناقنا وسنواصل المشوار حتى تروا الحرية قريبا». وأضاف «قضية الأسرى هي أولوية حماس وسنسعى لتبييض السجون من كل الأسرى». وحين تطرق لملف اللاجئين قال «إن عودة اللاجئين إلى ديارهم في فلسطين المحتلة باتت قريبة جداً».ورحب بأي جهد عربي وإسلامي لتحقيق المصالحة. وقال «يد حماس ممدودة للوحدة وقد قدمت تنازلات كبيرة ومرونة عالية في سبيل ذلك». وانتقد في الوقت ذاته الدول العربية التي عقدت اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال، وطالبها بتصحيح المسار، وقال «التطبيع خيانة وطعنة في خاصرة قضيتنا العادلة».وكانت حركة حماس قد أعلنت عن إلغاء المهرجان الجماهيري المركزي بذكرى انطلاقتها الـ 34، وقالت إنها ستخصص موازنته لـ «الأعمال والمشاريع التطوعية» وخدمة المواطنين وتعزيز صمودهم.وأعلنت في وقت سابق أن فعاليات الانطلاقة هذا العام ستكون تحت عنوان «حماس.. درع القدس وطريق التحرير» وذلك «تتويجًا لانتصارات شعبنا ومقاومته، وفي مقدمتها كتائب القسام التي بددت وهم جيش الاحتلال وقياداته الجبانة، وكشفت زيف كيانه المزعوم، وهزمت منظومته الأمنية والعسكرية والسياسية».وشرعت الحركة منذ أيام بتنظيم فعاليات مختلفة اشتملت على أعمال تطوعية، وزيارات لأسر الشهداء والجرحى والأسرى، كما انه من المقرر أن يجري الجناح المسلح مناورات عسكرية، علاوة عنلى أنشطة وفعاليات إعلامية.وشددت الحركة في بيان الإعلان عن فعاليات الانطلاقة على عدم تراجعها عن ثوابتها، وقالت «لن نتنازل عن أي حق من حقوق شعبنا، ولا عن ذرة تراب من أرضنا، وإن أي اتفاقات تنتقص من حقوق شعبنا لن تغير من الحقيقة شيئًا».وكانت حماس قد أعلنت عن انطلاقتها في يوم 14 كانون الأول/ ديسمبر 1987 بعد أيام من اندلاع «انتفاضة الحجارة».وتحظى الحركة بحضور كبير في الساحة الفلسطينية، حيث تمكنت عام 2006، من الفوز بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، وشكلت وقتها الحكومة الفلسطينية العاشرة، لكن خلافات دبت مع حركة فتح، أوقعت الانقسام، الذي سيطرت فيه الحركة منذ عام 2007 على قطاع غزة، ولم تنجح حتى اللحظة كل الوساطات في رأب الصدع وإنهاء الانقسام.وتعرضت الحركة منذ تأسيسها لعدة محاولات إسرائيلية لتفكيكها، بدأت بحملة اعتقالات واسعة بعد أشهر من الإعلان عن انطلاقتها، تلتها حملة اعتقالات أخرى جمع فيها غالبية قيادة الحركة في غزة والضفة، وجرى إبعادهم عام 1992 إلى منطقة مرج الزهور في الجنوب اللبناني، لكن قادة الحركة رفضوا الأمر، وبقوا في تلك المنطقة، حتى تمكنوا من العودة إلى الضفة وغزة، كما تعرض قطاع غزة بعد سيطرة حماس لثلاث حروب إسرائيلية، قال وقتها الاحتلال أن هدفه القضاء على حماس، لكن ذلك لم ينجح.ولحركة حماس حاليا علاقات مع العديد من الأنظمة العربية والإسلامية، مكنتها من افتتاح مكاتب لها في الخارج، كما أن لحركة حماس قيادة مركزية تدير الحركة في كافة مناطق الوجود في غزة والضفة والخارج وداخل سجون الاحتلال، ويرأس حاليا المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.وفي عام 2017 طرحت حماس وثيقة سياسية جديدة أعلنت بموجبها تأييد إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، لتصبح الوثيقة جزءا من أدبيات الحركة الفكرية والسياسية.
حماس تبدأ الفعاليات الشعبية للاحتفال بذكرى الانطلاقة الـ 34… وقادتها يؤكدون استمرار المقاومة وينتقدون التطبيع العربي!!
11.12.2021