أخلت قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الإثنين، منزل عائلة الصالحية في الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وذلك من أجل إقامة مشاريع لـ"الأغراض العامة".وصادرت بلدية الاحتلال الأرض التي تتواجد بها العائلة من شركة الفنادق العربية لـ"الصالح العام"، وهو إقامة مدارس ومراكز تعليمية وغيرها، حيث أصدرت محكمة إسرائيلية قبل 3 سنوات قرارها بالإخلاء.وحاصرت قوات الاحتلال المنزل ومنعت من المتضامين الوصول إليه وتفردت بأفراد العائلة، وقامت بالاعتداء عليهم والتنكيل بهم خلال إخلاء المنزل بالقوة، كما تم الاعتداء على المتضامين الذين توافدوا للدفاع عن منزل عائلة الصالحية.وانتشرت وحدات معززة من شرطة الاحتلال بمحيط منزل العائلة، كما تمركز عناصر من الوحدات الخاصة فوق سطح المنزل الذي اقتحمته وحدات خاصة بغية إخلاء أفراده، فيما تحصن رب العائلة مع أسطوانة للغاز فوق سطح المنزل.ورفض صاحب المنزل المقدسي محمود صالحية، الخروج من المنزل، وهدد بتفجير المنزل بأسطوانات الغاز والبنزين، قائلا "لماذا يطردوننا من منازلنا وتسلم للمستوطنين، ولماذا يصادرون أراضينا ويتذرعون ببناء المدارس، هي مدارس توراتية ومراكز استيطانية، لن أخرج من منزلي..".وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، قرارا يقضي بإخلاء العائلة من الأرض بمساحة 6 دونمات تضم منزلا ومشتلا، وسلمت صالحية مهلة لتنفيذ قرار إخلاء أرضه المبني عليها منزله، حتى الـ25 من شهر كانون ثاني/ يناير.يقول صالحية إنه يواجه بلدية الاحتلال وما يسمى "حارس أملاك الغائبين" بمحاكم الاحتلال منذ 23 عاما، لم تستطع خلال هذه السنوات مصادرة الأرض بأي شكل كان. وأضاف أنه في السنة الأخيرة أصدرت قوات الاحتلال قرارا بمصادرة الأرض تحت بند "المنفعة العامة" لبناء مدارس، مؤكدا أن هذ القرار جائر وبمثابة جريمة حرب وتطهير عرقي.ويفند مزاعم الاحتلال بشأن بناء مدارس لـ"المنفعة العامة"، ففي الوقت ذاته تتواجد في البلدة القديمة 17 مدرسة يضيق على أغلبها وأغلق عدد منها، مشددا على أن ما يحدث إنما هو خطة استيطانية جديدة لأراضي حي الشيخ جراح.ولفت إلى أن فريقا قانونيا قد رفع دعوى باسم أفراد عائلة صالحية من سكان المنزل والبالغ عددهم أكثر من 40 فردا، رفضا لقرار المصادرة، إلا أن محاكم الاحتلال رفضتها.وقال إن ثلاث عائلات تسكن في منزله المبني على هذه الأرض، فيما يستفيد من الأرض ثماني عائلات، وسيؤثر قرار الإخلاء على دخل أكثر من 22 عائلة، وأضاف "17 شخصا نسكن المنزل، أنا وأطفالي الخمسة، وشقيقتي وأطفالها الأربعة، ووالدتي".وقال صالحية "جئنا إلى هنا بعد أن تهجرنا عام 1948 من بلدة عين كارم.. في البداية كنا نعيش في أرض كرم المفتي البالغة مساحتها 30 دونما، ثم صادرتها سلطات الاحتلال".وبين أن قوات عرضت عليه التمديد لمدة 8 أشهر لإقناعه بالتوقيع على ورقة يصبح بموجبها مستأجرا للمنزل لكنه رفض، وأكد المواطن المقدسي ثباته وصموده في الأرض رغم كل التضييقات، مرددا "لن أخرج من منزلي سوى إلى القبر، تهجرت مرة ولن أتهجر مرة أخرى، ولن أوقع على أي ورقة يعرضها الاحتلال".وشدد على أن كل الوعود من سلطات الاحتلال إنما هي كذب على المقدسيين ولا عهد لهم، وقرارهم هو تهجير لحي الشيخ جراح ثم تهجير لكل أهل القدس بعد ذلك.
الاحتلال يخلي منزل "الصالحية" بالشيخ جراح!!
17.01.2022