أكد مشاركون بالمؤتمر الدولي "العلاج النفسي، المعالج/ة والعلاقة العلاجية في سياق الاستعمار الإستيطاني الإسرائيلي في فلسطين"، الذي نظمه المركز الفلسطيني للإرشاد، بمدينة البيرة، على مدار يومين (أمس الإثنين، واليوم الثلاثاء)، أن نسبة عالية من الاضطرابات النفسية في فلسطين، هي استجابات ناجمة عن السياق الاستعماري.وأكد المشاركون على وجود خطة احتلالية ممنهجة تستهدف الشعب الفلسطيني وبنيته التحتية، أساسها النفس حيث يسعى الاستعمار إلى حصار الإنسان الفلسطيني ليصبح عاجزًا ضعيفاً، بالتالي فإن الوعي لخطة الاستعمار من الناحية النفسية هي من أهم الأهداف التي يجب أن يعمل المهني الفلسطيني على رفعها.وشدد المشاركون بالمؤتمر على أن الحيادية في الصحة النفسية في فلسطين تمثل موقفاً غير مهني وغير أخلاقي، يضر بالمعالج والمتعالج، ما يتوجب على الصحة النفسية الخروج من الأعراف العلاجية لتصبح رافعة لتحرير الإنسان بمستويات عديدة.وحث المشاركون على توسيع سلة الأدوات البحثية التي يستخدمها ويستعين بها الباحثون، لتتلاءم مع الواقع الفلسطيني المركب، والإبداع في إيجاد سبل بديلة للارتقاء بالصحة النفسية في فلسطين، داعين إلى التخلي عن كلاسيكيات دراسة وأبحاث الصدمة وغيرها من أدوات ومصطلحات الاضطراب المستوردة من الغرب، باعتبار أنها "تسطح" الإنسان والواقع الفلسطيني، وتبني لغة أوسع بالمفردات والأدوات.ولفت المشاركون إلى حيوية دور المهني الفلسطيني باعتبار أنه الخبير بقضايا شعبه، وكونه القادر على القراءة الصحيحة والتدخل الصحيح، مشيرين إلى أهمية مساهمتهم في توثيق المعرفة وتصديرها إلى منصات عالمية بحثية وعلاجية وإسماع الصوت الفلسطيني في الميدان، مشيرين إلى ضرورة الاستفادة من المهنيين الأصدقاء للشعب الفلسطيني في كل العالم.وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من أخصائيين ومهنيين من شتى أنحاء فلسطين والشتات، فضلا عن علماء في مجال الصحة النفسية عرب وأجانب، تناولوا بشكل معمق التأثيرات النفسية التي يواجهها المواطن الفلسطيني في ظل السياق الاستعماري، ما يجعل من حقل الصحة النفسية ذي طابع استثنائي وخاص في فلسطين يختلف عن أي بلد آخر.وقدم المشاركون إضاءات من زوايا متنوعة حول خطورة ما يتعرض له المشهد الفلسطيني جراء قساوة الممارسات الإسرائيلية، التي تترك آثارا نفسية عميقة، يبدو وكأن الأجيال تتوارثها جيلا بعد جيل.ويعتبر المؤتمر الذي اختتم أعماله اليوم الثلاثاء، الثاني للمركز، بعد سلفه الذي أقيم في العام 2007، وهدف إلى الانكشاف على التجارب المحلية الوطنية والعالمية، التي تداولت قضايا العلاج النفسي في ظل منظومة استعمارية، بما يشمل تلك التي تخص المعالج النفسي كذات فاعلة في مثل سياق كهذا، إضافة إلى تسليط الضوء على الأدوات والخبرات التي طورها العاملون في هذا المضمار، والتحديات التي تجابه خصوصية العمل النفسي العلاجي في فلسطين.أما محاور المؤتمر، فتمثلت في الصحة النفسية في فلسطين، وأثرها بالسياق الاحتلالي الاستعماري والمعايير المهنية التي تواجه عمل المعالجين والمرشدين، إلى غير ذلك.
مؤتمر دولي: خطة احتلالية "نفسية" تستهدف حصار الإنسان الفلسطيني!!
21.03.2023