أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
11012 1013 1014 1015 1016 1017 10181059
صحافة : الغارديان: في ظل أزمة فيروس كورونا فقد العالم الثقة بقيادة ترامب العالمية!!
16.05.2020

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا شاركت في مجموعة من مراسليها من واشنطن إلى سيدني وبرلين وبروكسل ولندن حول خيبة أمل الحلفاء في قيادة الرئيس الأمريكي جهود مكافحة فيروس كورونا.
وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس دونالد ترامب قالت مرارا إن الولايات المتحدة “تقود العالم” في الرد على وباء فيروس كورونا، ولكنها لا تمشي في الطريق التي يريدها العالم أن تمضي به. ففي أنحاء أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية هناك إجماع بأن إدارة أمريكا للأزمة كانت فاشلة. والمواقف السلبية منها تتراوح ما بين من الغضب والمقت إلى التعاطف. فتأملات ترامب أثناء إيجازاته الصحافية من البيت الأبيض لفتت انتباه العالم، خاصة اقتراحه حقن المرضى بالمواد المطهرة للقضاء على الفيروس.
وعلق فينتان أوتول، كاتب عمود في “أيرش تايمز”: “أثارت الولايات المتحدة وعلى مدى قرنين المشاعر في بقية العالم: حب وكراهية، خوف وأمل، حسد واحتقار، صدمة وغضب” و”لكن هناك شعور واحد لم يتم توجيهه نحو أمريكا: الشفقة”. فقد أصبحت الولايات المتحدة البؤرة العالمية الأولى لكوفيد-19، ومع زيادة أعداد الضحايا فزعم ترامب بقيادة العالم أصبح بعيد المنال. وأخبر الجمهوريين في الأسبوع الماضي أنه أجرى سلسلة من المكالمات الهاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وعدد آخر من القادة الذين لم يسمهم و”عدد كبير منهم وأقول كلهم” يؤمنون بالدور القيادي الأمريكي في الأزمة. ولم يقل أي من القادة الذي ذكرهم شيئا يؤكد أن ما قاله صحيح. ففي كل مرحلة أساسية من الأزمة شعر قادة أوروبا بالدهشة لعدم استشارة ترامب لهم، خاصة عندما علق الرحلات الجوية بين أمريكا وأوروبا في 12 آذار/مارس بدون استشارة بروكسل.
وبعد أسبوع قال السياسيون في برلين إن ترامب قام بعمل “غير لطيف” عندما “عرض مبلغا كبيرا من المال” لكي تنقل شركة ألمانية تعمل على تطوير اللقاح فرعا لها إلى أمريكا. كما أثار قرار الرئيس المفاجئ الشهر الماضي قطع الدعم الأمريكي عن منظمة الصحة العالمية صدمة. وكتب مسؤول السياسات الخارجية في الإتحاد الأوروبي، وزير الخارجية الإسباني جوزيف بوريل، تغريدة على تويتر قال فيها: “لا يوجد ما يبرر التحرك في وقت يحتاج إلى جهودهم أكثر من أي وقت مضى للمساعدة على احتواء وتخفيف وباء فيروس كورونا”.
وفي استطلاع أجري الأسبوع الماضي في فرنسا وجد أن ميركل هي أكبر زعيمة في العالم تحظى بثقة عالمية. وعبرت نسبة 2% عن ثقتها بترامب وبنسبة أقل برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الصيني شي جينبينغ. وفي استطلاع مسحي نشر هذا الأسبوع أعدته مجموعة السياسات الخارجية البريطانية وجد أن نسبة 28% من البريطانيين يثقون بقدرة الولايات المتحدة على التصرف بطريقة مسؤولة على المسرح العالمي، أي تراجع 13% عن النسبة المسجلة في كانون الثاني/يناير، وسجلت نسبة التراجع الأعلى بين المصوتين لصالح حزب المحافظين الحاكم.
وقال رئيس الوزراء الروماني السابق داشيان سيولوز ويقود مجموعة أوروبا في البرلمان الأوروبي إن “أساليب التواصل العاطفية التي تستخدمها الحركات المتطرفة والشعبوية لا تصلح لهزيمة كوفيد-19”. وقد نفرت إستراتيجية ترامب “أمريكا أولا” الحلفاء حول العالم، ففي كندا، كان قرار البيت الأبيض في نيسان/إبريل وقف شحن أقنعة واقية أن 95 إلى المستشفيات الكندية، هو نقطة الانهيار. وقال رئيس وزراء أونتاريو دوغ فورد الذي تحدث في الماضي دعما لترامب إن القرار يشبه قرار تجويع العائلات أثناء الأزمة. وأضاف فورد: “عندما تواجه وضعا صعبا فستعرف من هو صديقك” و”أعتقد أنه اتضح خلال الأيام الماضية من هم أصدقاؤنا”.
وفي دول تعاني من طرق حكم سيئة هناك شعور أن الولايات المتحدة انضمت إليها. وقال أزمير ميلافيتش، المحرر في القناة التلفازية البوسنية “أن وان تي في”: “يعيش البيت الأبيض حالة من العجز ولا يتحدث بصوت واحد”. وأضاف ميلافيتش أن “نائب الرئيس يرتدي قناعا أما الرئيس فلا، وبعض الموظفين يرتديها وآخرون لا وكل واحد يتصرف حسبما يريد، ومع مرور الوقت يبدو البيت الأبيض مشابها للبلقان”. وبعد اقتراح ترامب استخدام المطهرات لمحاربة الفيروس كتب المعلق في كوريري ديلا سيريا بيبي سيفرجيني: “محاولة الدخول في عقل ترامب أصعب من التوصل للقاح ضد فيروس كورونا، أولا يقرر فرض الإغلاق ثم يدعو المتظاهرين للتظاهر ضده، إن الوضع مثل فيلم لميل بروكس”.
ووجدت سلطات الصحة في عدد من الدول نفسها مجبرة على وضع تحذيرات من النصائح القادمة من البيت الأبيض مثل استخدام لقاح الملاريا ضد الفيروس وشرب المطهرات. ووضعت الحكومة النيجيرية تحذيرا جاء فيه: “لا توجد أدلة عن نجاعة كلوروكوين في منع والتعامل مع عدوى فيروس كورونا”، خاصة بعد نقل أشخاص إلى المستشفيات في لاغوس عندما تجرعوا حقنا من الدواء. وأدى قرار ترامب عدم المشاركة في الجهود الدولية لمكافحة الفيروس وقطعه الدعم عن منظمة الصحة العالمية إلى شكاوى تتعلق بتخلي الولايات المتحدة عن دورها العالمي. وفي افتتاحية صحيفة “إستادو دي ساوباولو” البرازيلية: “لو كان هناك زعيم عالمي يمكن اتهامه بالتعامل بطريقة سيئة مع الأزمة الحالية فسيكون دونالد ترامب والذي تسبب احتقاره لكوفيد-19 بآلاف الوفيات في أمريكا”. وأضافت أن ترامب قرر التعامل بجدية مع الفيروس بعدما “حوصر بالحقائق”!!