أحدث الأخبار
الجمعة 29 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1840 841 842 843 844 845 8461061
فيروس كورونا ينتشر في أمريكا مثل النار في الهشيم وترامب يلعب الغولف!!
18.11.2020

قالت مجلة “تايم” إن حالات كوفيد-19 تتزايد بشكل كبير في الولايات المتحدة، وبدلا من مواجهة الوضع، التزم الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بـ”قانون الاختفاء” والتحلل من مسؤولياته.
وفي تقرير أعده بريان بينت، قال إن ترامب لم يحضر اجتماعا واحدا لفرقة المهام الخاصة لمكافحة فيروس كورونا، في وقت انتشرت موجاته القاتلة في 46 ولاية أمريكية. ولم يصدر عن الرئيس أي تصريح حول الضغوط المتجددة على المستشفيات، ولم يضف صوته للضغوط المتزايدة على حكام الولايات للمطالبة بارتداء القناع والالتزام بالتباعد الاجتماعي. وهو تحركٌ يدعو إليه مسؤولو الصحة في حكومته ويقولون إنه قد يؤدي إلى إنقاذ حياة آلاف المواطنين في وقت تدخل البلاد في موسم شتاء قد يكون قاتلا قبل توزيع اللقاح المضاد للفيروس.
وفي 17 تشرين الأول/ نوفمبر، قاد نائب الرئيس مايك بنس مكالمة مع حكام الولايات حول الفيروس وكان ترامب غائبا. وكشخص لا يزال رسميا لمدة شهرين، ويزعم خطأً أنه فاز بالتنتخابات، فإن ترامب لم يظهر اهتماما بمواصلة واجبات مكتبه كرئيس وقائد أعلى للقوات المسلحة.
وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض: “لا يحب الحديث عن الموضوع (فيروس كورونا) وهو جالس هناك ويعرف أنه خسر الانتخابات بسببه”. وأضاف: “لمدى معين، يعرف أنه خسر بسبب كوفيد-19”.
ومنذ خسارته الانتخابات قبل أسبوعين، لم يظهر ترامب إلا نادرا في مناسبات عامة. وما بين الاتهامات الكاذبة عن التزوير في الانتخابات، أدار الحكومة أحيانا بالعبث في أصابعه، وعزل وزير دفاعه بتغريدة. ويوم الأحد كتب تغريدة مادحا إميلي ميرفي المعيّنة والتي رفضت حتى الآن المصادقة على عملية انتقال السلطة من ترامب إلى جوزيف بايدن، وقال فيها: “عمل عظيم إميلي”.
وأصدر ترامب قرارا بتخفيض القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق. وليس لديه مناسبات مقررة هذا الأسبوع في وقت يعتمد فيه مصير مجلس الشيوخ على إعادة انتخابات في 5 كانون الثاني/ يناير ولكنه لم يفعل شيئا لمساعدة المرشحين الجمهوريين في ولاية جورجيا. وفي نهاية الأسبوع ترامب لعب الغولف مرتين. وفي طريق عودته إلى البيت الأبيض طلب من سائق الليموزين إبطاء السيارة حتى يلوح لأنصاره الذين جاءوا إلى واشنطن ورددوا مثل الببغاء مزاعمه حول التزوير في الانتخابات.
وقال المؤرخ مايكل بتستشلوس: “هناك نوع من الصدام بين زعم ترامب أنه يواصل رئاسته لأربع سنوات أخرى وقانون اختفائه” و”لا يوجد ما يشير إلى أن دونالد ترامب يعمل الكثير ليكون رئيسا” رغم تأكيده أنه فاز بولاية ثانية.
وفي 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، ظهر ترامب لأول مرة أمام الصحافيين في حديقة الزهور في البيت الأبيض ليقدم دعم إدارته للقاح كوفيد- 19 الجديد. ولم يجب على أسئلة الصحافيين أو يتحدث عن الخطوات التي ستتخذها أمريكا لوقف انتشار الفيروس وحماية حياة الناس وقبل أن يتوفر اللقاح.
وأكد أنه لن يعلن حالة إغلاق عام. واقترب من الاعتراف بهزيمته عندما قال: ” لن أذهب- هذه الإدارة ليست ذاهبة للإغلاق، ونأمل مهما حدث في المستقبل ومن يعرف أي إدارة ستكون؟ الزمن سيخبرنا”. وبعد تلك التعليقات طلب ترامب من الأمريكيين التزام الحذر خاصة مع حلول البرد، حيث يصبح الخروج من البيت وعقد تجمعات خارجه صعبا.
ويقول البيت الأبيض إن الرئيس يتلقى بشكل منتظم إيجازات حول الفيروس، لكن هناك الكثير لعمله، فقد دفعت الحكومات الفدرالية الملايين مقابل شراء لقاحات، وهي تحتاج إلى دعم لوجيستي من الولايات ودوائر الصحة لتوفيرها على مدى الأشهر المقبلة. وحتى تتحقق المناعة للمجتمع، فهناك أشهر أخرى كي يتمكن السكان من الحصول على اللقاحات.
وفي الوقت الحالي يخترق الفيروس البلاد، ويفرض تحديات على معدات الوقاية والمستشفيات. وتقارن المجلة بين تصرفات ترامب ورؤساء من قبله. ففي أيام هاري ترومان الأخيرة في كانون الثاني/يناير 1953، ظل يواصل مسؤوليته كقائد للقوات الأمريكية في الحرب الكورية. وظل ليندون جونسون يتلقى التقارير اليومية عن الحرب في فيتنام حتى مغادرته البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير 1969.
وواصل جيمي كارتر الذي هزمه رونالد ريغان العمل حتى الدقائق الأخيرة من رئاسته لتحرير الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية بطهران، ونام في المكتب البيضاوي في الليلة الأخيرة من حكمه. وأفرجت إيران عن الرهائن في اليوم التالي لتولي ريغان الحكم. وكان جورج هيربرت بوش في حالة يرثى لها عندما خسر أمام بيل كلينتون في 1992، ولكنه ظهر مبتسما مع كلينتون في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 1992 في البيت الأبيض.
وفي الوقت الذي يقف فيه الرئيس ترامب على الجانب لمواجهة كوفيد-19، تحذر دكتوراة ديبورا بيركس وغيرها في البيت الأبيض من موجة جديدة ووفيات في الأسابيع المقبلة. وأصدر مستشار الأمن القومي لترامب، روبرت أوبراين، بيانا يوم الإثنين تحدث فيه عن إصابته بكوفيد-19 في تموز/يوليو، وشجع “كل واحد على ارتداء القناع” والالتزام بالتباعد الاجتماعي وغسل الأيدي بشكل مستمر. ونشر مجلس الأمن القومي خمس تغريدات يوم الإثنين حول فيروس كورونا وضرورة التزام قواعد السلامة.
وقال مسؤول في الإدارة إن الدكتورة بيركس وغيرها يحاولون إقناع من هم في حالة إنكار حول مخاطر الفيروس والتحرك لاتخاذ إجراءات. وجزء من هذا “إيصال رسائل من خلال الإعلام المحافظ” حول فائدة أمور مثل ارتداء القناع. ولكن أهم العقبات التي يواجهونها هي التعليقات من ترامب نفسه. فقد زاد من حملة التضليل ضد ارتداء القناع وزعم مخطئا في 15 تشرين الأول/أكتوبر أن من يرتدون القناع هم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وهذا ليس صحيحا.
ويحاول مسؤولو البيت الأبيض إقناع القادة المحافظين ودفعهم للتشجيع على ارتداء القناع بناء على دراسة معدلة لمراكز التحكم ومنع الأمراض المعدية، والتي تقول إن ارتداء القناع يحمي من يرتديه وغيره ويمنع الإغلاق العام.
وحاولت بيركس تشجيع حكام الولايات على تعميم القناع ومنع التجمعات الكبيرة. وفي حديث مع الوسائل الإعلامية في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر بمدينة سولت ليك، قالت بيركس إن على العائلات الممتدة عدم التجمع أثناء حفلات عيد الشكر وعيد الميلاد حتى يتم تسطيح المنحنى و”يمكننا الاحتفال في العام الجديد ونهاية الربيع”.
وبعد أيام من تقديم الدكتورة بيركس بيانات مدمرة حول الفيروس في ولاية يوتا، لحاكمها الجمهوري غاري هيربرت، أعلن فرض القناع على سكان ولايته.