نشرت صحيفة “إندبندنت” افتتاحية ناشدت فيها العالم للتدخل ووقف الحرب الوحشية في غزة ووقف معاناة أهلها. وعلقت فيها على فكرة نقل الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا واصفة أنها ظلم فادح وعلى العالم أن يتحرك لوقف مزيد من الجرائم والكارثة التاريخية.
وقالت إنها قبل أسبوع تعهدت بالتحدث علانية ضد الحرب في غزة، وفي كل يوم تحصل على سبب جديد لكي تفعل هذا. فقصف الجيش الإسرائيلي المستمر لهذا الشريط الساحلي الذي يعيش فيه مليونا فلسطيني يعني مزيدا من الضحايا. والصحيفة لا تريد الاعتماد على أرقام وزارة الصحة في غزة للسبب المعروف لدى الإعلام الغربي، وهي أنها تحت سيطرة حماس. وفي المقابل ترفض إسرائيل السماح للعالم أن يطلع على ما يجري هناك. وعلى الصحيفة، والحالة هذه افتراض الأسوأ. ففي ليلة الجمعة، على سبيل المثال، أُبلغ عن مقتل أكثر من 100 شخص، ومن المرجح أن يكون عدد القتلى على مدى الأيام الثلاثة الماضية أعلى.
**رأت الصحيفة أن العملية العسكرية الحالية في غزة تذهب أبعد من حق إسرائيل للدفاع عن النفس وتعارضها عائلات الأسرى المحتجزين في غزة التي ترى أنها تعرض حياتهم للخطر
ورأت الصحيفة أن العملية العسكرية الحالية في غزة تذهب أبعد من حق إسرائيل للدفاع عن النفس وتعارضها عائلات الأسرى المحتجزين في غزة التي ترى أنها تعرض حياتهم للخطر. وبالنسبة لمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية فإن الهدف من العملية العسكرية هو جعل الحياة مستحيلة للفلسطينيين وإجبارهم على الرحيل. وأشارت لتصريحات بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية التي قال فيها إن سكان غزة سيتم حصرهم في جنوب غزة و”سيكونون يائسين ويفهمون أنه لا يوجد أمل لهم في غزة ويبحثون عن انتقال وبدء حياة جديدة في أماكن أخرى”.
ولم يكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهذه الصراحة حيث قال إنه سيتم نقل السكان “لحمايتهم” في داخل غزة، مع أن الاستنتاج من أفعاله، يؤدي بلا شك لتحقيق ما تحدث عنه سموتريتش.
وفي ذكرى نكبة عام 1948، حيث أجبر الفلسطينيون على الخروج من قراهم ومدنهم للعيش في مخيمات اللجوء بغزة، فاقتراح إخراجهم بشكل كامل من بلادهم أمر سيئ جدا وعلى العالم شجبه بالكامل.
وتؤكد التقارير بأن إدارة ترامب درست خطة لنقل سكان غزة إلى ليبيا، مما يعني أن الولايات المتحدة لم تعد وسيطا نزيها في هذا الصراع.
خطة ليبيا تبدو وكأنها امتداد لحديث ترامب عن تحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط بعد سيطرة أمريكا عليها
وقد تحالف الرئيس ترامب مع نتنياهو، الذي يتبع استراتيجية ستترك تداعيات وتزيد من عزلة إسرائيل في العالم.
وتقول الصحيفة إن خطة ليبيا تبدو وكأنها امتداد لحديثه عن تحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط بعد سيطرة أمريكا عليها. ويعلم العالم أن حربا ضد حماس تنتهي بترحيل جماعي لشعب بأكمله لن تؤدي إلا إلى تفاقم مظالم الشعب الفلسطيني المبررة، والتي ستؤدي إلى ظهور منظمات جديدة ملتزمة بالعنف. وقالت إن آمال حل الدولتين في إسرائيل وفلسطين تبدو الآن يائسة. أفضل ما يمكن للمجتمع الدولي أن يعمل من أجله هو رفع الحصار الذي يمنع أي مساعدات إنسانية من الوصول إلى سكان قطاع غزة.
وكما أكدت تقارير صحيفة “إندبندنت” فإن خطر المجاعة حقيقي لمن نجوا من الهجمات الصاروخية. ويجب أن يتبع إنهاء الحصار وقف إطلاق نار يحمي سكان غزة من الفقر والتشريد والموت.
لكن الرد من قادة العالم ظل الصمت في أحسن حالاته، وحثت الصحيفة مرة أخرى رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر على رفع صوته وأن يطالب نتنياهو ويحث ترامب وقادة العالم على وقف الحصار والقصف العشوائي.