أحدث الأخبار
الاثنين 04 آب/أغسطس 2025
1 2 3 41142
صحافة: منذ اليوم الأول بعد 7 أكتوبر.. دولة الاحتلال كانت تهدف لقتل كل الفلسطينيين في غزة!!
04.08.2025

بدأ بعض الإسرائيليين الليبراليين أخيرًا بالاعتراف بما أدركه العالم منذ زمن طويل: ما يحدث في قطاع غزة هو إبادة جماعية، حقيقة كانت واضحة لكل من يمتلك عينين وحسًّا أخلاقيًا منذ اللحظة الأولى لهذه المأساة، حسبما ذكرت الكاتبة كايتلين جونستون في مقال نشرته على منصتها الخاصة.
منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كان واضحًا أن إسرائيل تسعى للقضاء على جميع الفلسطينيين في غزة. فمن غير المنطقي أن تعامل دولةٌ ما شعبًا بهذه الوحشية إذا كانت تخطط لترك ناجين على حدودها، لأن هؤلاء الناجين سيسعون حتمًا للانتقام لاحقًا.
يشبه الأمر ما يُعرف بمشكلة “إينغو مونتويا”: إذا قتلت والد شخص أمام عينيه، فمن المؤكد أنه سيقضي بقية حياته محاولًا قتلك. وإذا كنت تنوي ارتكاب أفعال وحشية تزرع في نفوس الأطفال رغبة في الانتقام، فأنت تحتاج – في عقليتك – إلى التخلص من هؤلاء الأطفال، ومن النساء اللواتي قد ينجبن غيرهم. وإلا فإنك تخلق مشكلة لأبنائك وأحفادك في المستقبل.
وتشير جونستون إلى أن هذا النمط من التفكير ليس جديدًا، فقد قال هاينريخ هيملر، أحد أبرز قادة النازية: “لم أشعر أن لي الحق في إبادة الرجال بينما أترك الأطفال يكبرون لينتقموا من أبنائنا وأحفادنا. كان علينا اتخاذ القرار الصعب بجعل هذه الأمّة تختفي من على وجه الأرض”.
منذ الساعات الأولى بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول، أظهرت وحشية الهجوم الإسرائيلي أن النية كانت واضحة: القضاء على أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، وتحويل حياة البقية إلى جحيم لدفعهم إلى الرحيل. لا يمكن تفسير هذا القدر من الدمويّة بأن هناك خطة لترك ناجين يعيشون على مقربة من إسرائيل.
وهذا ما حدث فعلًا. حوّلت إسرائيل غزة عمدًا إلى أرض غير صالحة للحياة، وخلقت كابوسًا مستمرًا من الموت والمعاناة. ويعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوضوح أن الأمر لن ينتهي إلا “بإزالة جميع الفلسطينيين بطريقة أو بأخرى”.
وتضيف جونستون أنه حين ترتكب دولة أو جيش فظاعة كبرى، فإنها غالبًا ما تمضي إلى المزيد من القتل لتجنّب عواقب أفعالها. فمثلًا، من يرتكب جريمة اغتصاب وتعذيب ضد طفل لن يفكر في تسليمه للمستشفى، لأنه يعلم أن الشرطة ستطرق بابه لاحقًا. والأمر نفسه ينطبق على من يقتل زوجة عدوّه وأطفاله أمامه، فهو لا يتركه حيًّا ليأتي للثأر يومًا ما.
وتوضح الكاتبة أن نوايا إسرائيل في غزة كانت منذ البداية واضحة: إبادة جماعية وتطهير عرقي. حتى لو لم يطلق المسؤولون الإسرائيليون تصريحات صريحة تدعو للإبادة، وحتى لو لم تتغلغل هذه الأفكار في الوعي الجمعي لدولة الأبارتهايد، فإن النظر إلى الواقع على الأرض في غزة يكفي لفهم أن إسرائيل لم تكن تنوي ترك أي فلسطيني هناك.
وتختم جونستون بالقول إنه حين يزعم البعض اليوم أنهم “يصلون على مضض إلى استنتاج” أن ما يجري في غزة هو إبادة، فإن ذلك محاولة لتبرئة الذات، بعد أن كان واضحًا منذ البداية أن إسرائيل لم تكن تخطط لترك ناجين من هذه الجريمة على حدودها. بالنسبة لهم، هي محاولة لغسل أيديهم من دماء التواطؤ في محرقة القرن الحادي والعشرين طوال الأشهر الـ22 الماضية.