نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعدته فيفيان سلامة وويليام مولدين ونانسي يوسف، قالوا فيه إن الولايات المتحدة تفكر بنشر تقرير استخباراتي يكشف عن إمكانية تقديم مساعدات عسكرية صينية لروسيا.
ويكشف التقرير الأمني أن الصين قد تنهي القيود التي فرضتها على نفسها من ناحية توفير الإمدادات العسكرية لموسكو.وتكشف الوثيقة حسب التفكير الأمريكي عن نقاشات داخل المؤسسة الصينية الحاكمة، إن كانت ستزود أسلحة لحرب روسيا في أوكرانيا.
وتضيف الصحيفة أن النقاش بشأن الكشف عن التقرير الاستخباراتي يأتي في ظل اجتماع مجلس الأمن الدولي الجمعة، في الذكرى الأولى لشنّ الحرب. كما أنه يعقب عددا من المناشدات للصين والتي نسقها حلف الناتو ووصلت ذروتها بتحذير لوزير الخارجية الصيني وانغ يي في نهاية الأسبوع أثناء مشاركته في مؤتمر ميونخ الأمني، ومن عدة مسؤولين غربيين، كان أحدهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية البريطاني جيميس كليفرلي.
وخرج بلينكن على العلن بعد اجتماعه مع المسؤول الصيني، وقال في مقابلة مع شبكة “سي بي أس” إن الصين تفكر بجدية في تزويد روسيا بالسلاح.
وانتهى لقاء بلينكن- وانغ على هامش المؤتمر الأمني في ميونخ بدون أي توافق حول القضايا الرئيسية، وذلك بحسب وصف الأشخاص العارفين بما جرى في اللقاء. ووصفه مصدر بأنه كان “متوترا” وخيّم عليه موضوع المنطاد الصيني الذي أسقطته مقاتلة عسكرية أمريكية. وسيلقي بلينكن خطابا أمام مجلس الأمن الدولي في الذكرى الأولى على الغزو الروسي لأوكرانيا.
واتصل بلينكن مع المجلس وشاركه بالمعلومات الأمنية التي يملكها الأمريكيون عن الغزو الروسي. ورفض البيت الأبيض ومجلس الأمن التعليق. وبحسب مسؤولين أمريكيين وغربيين قالوا إن أجهزة الاستخبارات الغربية التقطت في الأسابيع الماضية إشارات تشي بأن الصين قد تنهي القيود التي فرضتها على نفسها وتبدأ بمساعدة روسيا عسكريا، مع أن الصين لم تتخذ بعد قرارا نهائيا. ومنذ بداية الحرب، التزمت بكين بالحذر، وحاولت قصر دعمها لروسيا على الاقتصاد وشراء النفط الروسي، إلا أن التقييمات الغربية تظهر تحولا في التفكير الصيني من الحرب.
وقال مسؤول غربي بارز: “حتى هذا الوقت، ظل هناك قدر من الغموض حول ما يمكن أن تقدمه الصين من دعم عملي لروسيا”، وأضاف أن المعلومات الاستخباراتية الأخيرة تبدو “أقل غموضا”. ولم يعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبن عندما سئل يوم الأريعاء حول إرسال الصين أسلحة فتاكة لروسيا، إلا أنه قال: “هناك حقيقة معروفة أن دول الناتو بما فيها الولايات المتحدة، هي من أكبر مصادر السلاح للمعركة في أوكرانيا، ولكنهم يظلون يزعمون أن الصين قد تمد روسيا بالسلاح”.
ولا توجد خطط لعقد لقاءات لاحقة بين المسؤولين الصينيين والأمريكيين البارزين في الاجتماع الدولي القادم، إلا أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، قال يوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب، للتأكد فيما إذا زودت الصين روسيا بأسلحة فتاكة. ومع مرور عام على الحرب في أوكرانيا، عملت واشنطن مع الحلفاء الأوروبيين على تقوية العزيمة بدعم أوكرانيا وتحذير الصين من انخراط أكبر في دعم موسكو. وزار الرئيس جو بايدن كييف يوم الإثنين، حيث وعد بتقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا.
وتشير الصحيفة لإمكانية مواجهة أمريكية مع الصين وسط التصعيد بين واشنطن وبكين بشأن الحملة الغربية للضغط على روسيا التي شنت الحرب العام الماضي. وعلى مدى 2022، دعمت الصين روسيا بشراء نفطها وتقديم الرقائق الإلكترونية وبيعها المسيّرات التجارية التي يمكن استخدامها لأغراض عسكرية. ولم يكشف المسؤول الأمريكي عن فحوى التقرير الاستخباراتي، إلا أن تفكير الصين بتقديم معدات قتالية لروسيا هو تحول عن تقديم البضائع العامة ذات الاستخدام المزدوج والتي ترسلها الشركات الصينية منذ العام الماضي. ويؤكد التقرير القلق الصيني من إمكانية لجوء روسيا إلى السلاح النووي، والذي هدد الرئيس فلاديمير بوتين باستخدامه. وهذا هو الموقف المشترك الوحيد بين الصين والغرب إزاء الحرب في أوكرانيا.
وفي الوقت الذي تخاف فيه الصين من روسيا قوية إلا أنها تخشى من التداعيات السياسية والاقتصادية لتحول روسيا لدولة فاشلة. وكشفت إدارة بايدن قبل الغزو عن كم من التقارير الاستخباراتية المتعلقة بالحرب وعلاقات موسكو العسكرية مع طهران. ومع أن إدارة بايدن تعمل على رفع السرية عن التقرير، إلا أن القرار النهائي لم يتخذ بعد، ولا توقيته.
وتظل صفقات السلاح الصينية مغلفة بالسرية، ولا يعرف أي نوع من السلاح ستحصل عليه روسيا. وتعتبر الصين رائدة عالمية في إنتاج الأسلحة المستخدمة بشكل كبير في أوكرانيا، بما فيها أنظمة المدافع طويلة المدى، وراجمات الصواريخ الدقيقة، والصواريخ المضادة للدبابات، ومسيرات صغيرة.
ويعاني الجيش الروسي من نقص في الذخيرة والمعدات ومن مشاكل في القيادة على مستوى القمة والقاع. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون والغربيون، أن الصين قد لا تمد روسيا بأسلحة متقدمة، ولكنها قد تعوّض النقص في المعدات التي خسرتها روسيا، أو تسد الثغرة في إنتاج الأسلحة نظرا للعقوبات الغربية على تصدير المعدات الإلكترونية. وقال فاسيلي كاشين، المتخصص بالصين، ومدير مركز الدراسات الدولية والأوروبية الشاملة في الكلية العليا للدراسات الاقتصادية في موسكو: “المسألة ليست متعلقة بالتكنولوجيا” و”لكنها مشكلة قدرة إنتاج. وفيما يتعلق بالقدرات الإنتاجية، فالصين لو أخذنا بعين الاعتبار أسلحة القوات البرية، قد تكون أقوى من روسيا ومن دول الناتو”.
وجاء تحذير بلينكن قبل زيارة وانغ إلى روسيا، حيث تحضر بكين لتقديم خطوط أولى لمبادرة تنهي الحرب في أوكرانيا، وستعلن عنها الجمعة، 24 شباط/ فبراير. وأعلن بوتين يوم الأربعاء أن الرئيس الصيني شي جينبنغ سيزور روسيا. وهناك شكوك غربية من إمكانية لعب الصين دور الوسيط بين الطرفين نظرا لتحيزها تجاه موسكو. ومنذ بداية الحرب تحدث شي مع بوتين عدة مرات ولكنه لم يتحدث مع رئيس أوكرانيا.
صحافة :وول ستريت جورنال: واشنطن تفكر في نشر تقرير استخباراتي حول دعم بكين العسكري لروسيا!!
23.02.2023