بغض النظر عن أن القائمين على مشروع وادي عتير يتغاضون بحماقة عن مشاكل قرى التوطين السبع ، وبغض الطرف ايضا على ان االمستفيدين من هذا المشروع هم ثلة من أهل العباءات والأمرة ، غرر بهم وتراكضوا امام الكاميرات لمعانقة سلفان شالوم -المزعم بأنه وزير تطوير النقب والجليل أو بالأحرى تهويد النقب والجليل لانه في هذا السياق دلل بذلك نتنياهو نفسه يوم المظاهرة الضخمه في القدس فقال مع نفعله مع بدو النقب هو لتطوير البدو ... - فأعجب والله اليس سلفان ونتنياهو في الفلك ذاته ، وهنا وهناك توزع منشورات وإشعارات الهدم لقرى وعوائل كامله ، فنركض نحن ووجهائنا المعتبرين بدلا من اعلان المقاطعة وعدم التعامل معهم بأي شكل من الأشكال نأتي ونساهم في تهويد الانسان والمكان ، حتى الأسم لم يحتج عليه هؤلاء الاعراب فسموه جريا مع التيار "عتير " وكانوا كالنعامة التي وضعت رأسها في التراب .. عتبي عليهم لأنهم تناسوا ام الحيران اول عتير التي ما زالت مهددة بالتهجير والترحيل ، تناسوا الغرة شرقي وادي عتير وتناسوا سعوة جنوبي عتير وكلهن في البلاء سواء هدما وترحيلا واقتلاعا ... يقولون انه مشروع سيحفظ الرونق الصحراوي ويستفيد من التقاليد والاقتصاد الذاتي للبدو ، وشر الأمور ما يضحك لماذا لا يطوروا ام الحيران ويطبقوا عليها المشروع بدل نصبه في ارضا خلاء على مئات الدونمات المباعة، والله ان ام الحيران لمنطقة صحراوية خلابه لو تأتى لها الدعم والعون لشكلت أجمل لوحة صحراوية عالمية بكل ما تحمل الكلمة من معنى ...
هذا المشروع تحركه أيادي خفية اولها صندوق الدعم الاسرائيلي في امريكا وهو الذي ساهم بجل المبلغ "بالملايين طبعا " وبذلك تغاضى كبارنا هنا عن ان هذا الصندوق هو الممول الرئيسي "للكرنكييمت" والدوريات الخضراء ومن اهدافه تشجير أغلب صحراء النقب للسيطرة على الاراضي وقد فعلوا ذلك في العراقيب مثلا ، ذكروا بأن هذا المشروع بمثابة مبادرة طلائعية للسكان البدو وان هدفه المعلن هو انشاء منظومة زراعية ذات بيئة صحراوية ، وانه يرمي للنهوض بالمعرفة والخبرة المتوارثة فأقول كذبوا ما هو الا مشروع سياحي سراقي سيتمدد رويدا رويدا على اراضي البدو في تلك المنطقة الجميلة خاصة انه سيأسس عند اهم نقطه استراتيجية في الجنوب المفرق الرئيس لعابر اسرائيل وشارع السبع عراد ولا شك انه سيبتلع ولو مستقبلا الاف الدونمات خاصة انه في طيات هذا المشروع قرر إقتناء ثروة حيوانيه ضخمة من الأغنام والابل وخصص لها حاليا 500 دونم للرعي (( وتدركون انه مستقبلا سيطالب هؤلاء بمراعي أخرى ونمنع نحن )) وفي ذات الوقت سيمنع اي تمدد لقرية الاطرش شمالا وغربا ولقرية السيد شرقا وجنوبا بمعنى انه سيحاصر هاتين القريتين الكبيرتين بالاضافة الى حورة نفسها فهذا المشروع من جهه ومركز المخابرات الذي سيقام عند مفرق السقاطي من جهة اخرى ... ولو صفت النية لهؤلاء الاقوام لقاموا بمشروع احسن من هذا ويعود بالفائدة على البدو الذين يقبعوا تحت خط الفقر فنحن ومن سنين نطالب بقرى زراعية نعتاش منها فهذا المبلغ الضخم لو تم توزيعة كبادرات لمشاريع صغيرة لمزارعين بدو لاستفاد كل النقباويين من ذلك وعندها سنغض طرفنا عن هذا المشروع وعن المزارعين المستوطنيين الذين يسيجون الاف الدونمات لابقارهم ويحصلون بشكل رسمي من الحكومة على الدعم الوافي والكافي ...
قد صاغ القائمون على المشروع اهدافا جميلة المحتوى لمشروعهم وزينوا ذلك في الصحف بلغة جذابة الا ان القارئ لما بين السطور يستشف خبث نية ويشم رائحة سوء ولو بعد حين ، من ذلك ان هذا المشروع قد انشأ وسينشأ علاقات وطيدة بين افراد من الكيبوتسات والمزارعين البدو ملاك الاراضي ليتعاونوا سوية على تقويض الكيان البدوي العريق الذي لا تلائمه ظروف وحياة الكيبوتسات ..
سيقوم هذا المشروع باستغلال الاغنام للالبان واللحوم وانتاج السماد العضوي في حين يلاحق بدو النقب الشرفاء الذين يقتنون الأغنام ويضيق عليهم بشتى انواع السبل ليتخلوا عن أغنامهم التي تثبت تمسكهم في الأرض فلا يسمح بنقل الأغنام للاسواق ويمنع الرعي في مناطق عديدة ومن يريد ان يقتني ولو خمسة رؤوس حلال عليه التسجيل في مصلحة الضريبه ...
هذا وسيمد المشروع بمنشات لانتاج الطاقة الشمسية ولا شك ان اصوات مواتير البدو ستزعج رواد هذا المشروع ... ومن جانبها لم تقصر شبكة مكوروت في مد انابيب المياة للمشروع في حين ما زالت عشيرة الصرايعة في الباط في مشهد يتيم من الانسانية ، جدا غير عصري ، ترد عشرات الكيلومترات لجلب المياه ... على ما قيل هذا المشروع المشروح بل المشروخ ما هو الا صرخة حق اريد بها باطل لتشتيت البدو وسرقة نموذج حياتهم باستنساخه في المشروع وفي ذات الوقت تقويض هذا النموذج عند اهله الاصليين وحصرة محدودا في هذه البقعة ليغدوا تراثا تنكب على دراسته الجامعات ، ففي الجامعات يدعو بعد الباحثين للحفاظ على حياة وتقاليد المجتمع البدوي واثنيته وخصوصيته العريقة ، هذه الدعوات التي لا تتماشى مع مخططات الحكومة فقررت اسكات الاكادميين والباحثين اليهود والامريكان بإقامة مثل هكذا مشروع لا يتجاوز الأذهان سوى في غرف المحاضرات التي ستقام في ثناياه لتزيف الحقيقة التي يتعرض لها البدو من الظلم والأجحاف ستتجاوز غرف المحاضرات هذه لزوارها الكرام عن معاناة البدو وظروفهم لتشرح لهم وتنص على حياة الانسان البدوي وشخصيته ونمط معيشته وثقافته هذا البدوي الذي ما فتأت اسرائيل حتى اليوم من محاولاتها لطمس ومحو هذا البدوي من الوجود فكرا وواقعا!!
صيحة تحذير من مشروع وادي عتير "1"
بقلم : علي ابوعيد ... 16.12.2011
النقب