من الواضح ان الشعوب العربيه تعيش مأزق تاريخي ووطني حقيقي في ظل وجود انظمه عربيه حاكمه تتبع امريكا وتسير في ركبها اينما سارت وكيفما شاءت لابل ان هذه الانظمه تقوم من خلال منظومتها الاعلاميه ومراجعها الدينيه بتشريع وتشجيع وتبرير استمرار الجرائم الامريكيه والغربيه بحق الشعوب والاوطان العربيه وماهو جاري الان من مخطط يستهدف ما تبقى جابرا من العالم العربي اكبر بكثير من تدمير تنظيم " داعش" كما تزعم امريكا وحلفاءها من عرب الرده والهوان الذين قادوا وما زالوا يقودوا ملايين العرب الى مذابح ومسالخ الامبرياليه الامريكيه والغربيه وبالتالي يخطأ خطأا فادحا من يظن ان كل هذا التحشيد العسكري يهدف الى تحجيم "داعش" الذي لم ولن يبلغ حجمه هذه المكانه من القوه الذي يروج لها الاعلام الغربي والعربي الرجعي حيث تُضخم قوة داعش عمدا لتبرير عدوان سافر جديد على العالم العربي ومن استمع لاكاذيب امريكا وعرب الرده في فترة التحضير لغزو واحتلال العراق 2003 يرى ان الامر نفسه يتكرر بما هو حاصل مع داعش 2014 حيث تضخم اخطار وخطورة داعش كما ضخمت اخطار وخطورة سلاح صدام الكيماوي التي لم تثبت صحة وجوده حتى يومنا هذا لكن بهذه الحجه و تحت هذه الذريعه غزت امريكا العراق 2003واحتلته ودمرته دمارا شاملا على مستوى الشعب والدوله والمفارقه ان داعش كفكر وكنواه وتنظيم نشأ في العراق ابان الاحتلال الامريكي... الانظمه العربيه التابعه وعلى راسها النطام السعودي دعمت عام 2003 عملية غزو العراق واحتلاله وهذه الانظمه نفسها تدعم اليوم حرب امريكا على داعش..منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا فتَّت امريكا العراق والعالم العرب ي والان تعود مع حلفاءها العرب لتفتيت المفتت وقتل وتشريد المزيد من العرب ..ملايين العرب في العراق وسوريا وليبيا ولبنان وفلسطين وغيرهما من دول عربيه اصبحوا في تعداد الاموات والمشردين واللاجئين منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا ا؟!!
المعادله المطروحه اليوم هي إما وجود امريكا وإحتلالها للعالم العربي او وجود داعش وتمددهها وتهديدها لانظمة الحكم التابعه لامريكا اوتلك اللتي نصبتها امريكا او تلك التي تقتل شعوبها بصك امريكي بمعنى إما امريكا او داعش وهذه المعادله بحد ذاتها اخطر من خطيره لان الحرب على داعش سيدفع ثمنها العرب دما وعذابا والاما وخرابا وهي حرب ستستمر طويلا وستاكل الاخضر واليابس وستهشم وحدة الجغرافيا والديموغرافيا في العراق وسوريا والدول العربيه المجاوره لها ايضا والواضح تمام الوضوح ان الانظمه العربيه العدميه وعلى راسها النظام السعودي اختارت كما فعلت من قبل المعسكر الامريكي والغربي وهذا المعسكر بام عينه ودمه ولحمه هو المعسكر نفسه الذي دمر العالم العربي وفتت وحدته وشن الحروب والغزوات عليه وفرض تقسيم سايكس بيكو والاهم من هذا وذاك ان هذا المعسكر الامريكي والغربي والعربي المعادي لم يفرض تقسيم فلسطين زورا وبهتانا فحسب لابل فرض الكيان الاسرائيلي الاستيطاني على ارض فلسطين قلب العالم العربي والملاحظ انه منذ بدء الحراكات والثورات العربيه عام 2010 سعى هذا المعسكر المعادي عبر الدلال والقوَّاد السعودي الى اجهاظ الثورات العربيه واشعال الحروب الاهليه وهو الامر الحاصل اليوم في ليبيا واليمن وسوريا والعراق اساس ومنطلق الطائفيه التي اطلقت امريكا لها العنان في هذا البلد العربي بهدف زرع الفرقه والطائفيه في كامل الوطن العربي وهذا هو الحاصل اليوم..الحاصل تعدى مقولة فرق تسد والفوضى التدميريه الخلاقه وبلغ مرحلة الدمار الشامل.. العراق سوريا وليبيا امثله لا يجب ان تخطأها العين المجرده ولا الرؤيه المعطوبه التي تروج لها وسائل الاعلام العربيه..!!
اللافت والملفت للنظر هو تكرار التضليل الاعلامي التي تمارسه وسائل اعلام عربية وعلى راسها فضائيات البترودولار وهو الترويج لمسمى " التحالف الدولي" المعادي ل"داعش" كما روجت من قبل لمسمى " قوات التحالف الدولي" في العراق لتعطي بهذا الانطباع ان القضيه مجرد تحالف دولي او قوات التحالف الدولي لإخفاء حقيقة ان هذ ه القوات تشن اليوم عدوانا على سيادة اكثر من دوله عربيه بحجة محاربة داعش تماما كما حدث في العراق واستعمال مصطلح "قوات التحالف"لإخفاء حقيقة ان هذه القوات كانت قوات احتلال احتلت وتحتل بلد عربي اسمه العراق وبالتالي الحاصل هو تضليل اعلامي وسياسي لحقيقة اهداف الحرب على داعش كما حصل في العراق البلد الذي ما زال مدمرا ومقسما منذ احتلاله ولا ننسى هنا مفهوم واهداف " الفوضى الخلاقه" التي تفوهت بها وزير ة الخارجيه الامريكيه السابقه كونداليسا رايس حول ما كان جاري وحاصل من حرب طائفيه2007 في العراق ابان الاحتلال الامريكي والسؤال المطروح :هل كان المطلوب من داعش هو خلق حال من الفوضى والرعب والحراب الطائفيه لتصبح سببا او مقدمه لإعادة تقسيم العالم العربي من جديد ضمن بروز معالم وحدود جغرافيه جديده بديله ل سايكس بيكو فرضتها " داعش" من خلال كسر معنى الحدود الجغرافيه والديموغرافيه بين العراق وسوريا؟؟؟
الجواب على السؤال اعلاه يتطلب اولا القول ان محاربة داعش وما يسمى بالارهاب قد اصبحت بمثابة الاولويه الاولى لمعسكر الانظمه العربيه المواليه لامريكا والاهم ان الدوله الاسرائيليه حليف محتمل في محاربة هذا الارهاب وليست عدو يغتصب ارض فلسطين ولا يخفى على احد اجتماعات رموز النظام السعودي بمسؤولين اسرائيليين في ميونيخ وفي نيويورك وفي اماكن اخرى وهذه الاجتماعات تصب في اتجاه محاربة داعش وما يسمى بالارهاب في العالم العربي و بلاد الشام على وجه الخصوص لانها محاذيه جغرافيا لفلسطين وبالتالي ما جرى هو ان الانظمه العربيه العميله المتحالفه مع امريكا والمأتمره بامرها قد جعلت حالة اسرائيل حالة دوله عادية تحارب الارهاب جنبا الى جنب مع دول عربيه..!!
الجاري هو محاوله اخرى لفرض الهيمنه الامريكيه والاسرائيليه على كامل الوطن العربي بمساعدة ذيول عربيه من امثال النظام السعودي وانظمة المحميات الامريكيه في الخليج من جهه وإعادة صياغة وترتيب حدود سايكس بيكو من جديد من جهه ثانيه وبالتالي شكَّل انهيار الحكم العثماني في بدايات القرن العشرين مدخلا لسايكس بيكو وتقسيم العالم العربي واحتلال فلسطين ونشأة الكيان الاسرائيلي فيما شكل ويشكل انهيار النظام العربي منذ بدايات هذا القرن مدخلا لتمزيق العالم العربي وتقسيمه من جديد بحجة محاربة الارهاب وداعش وبالتالي المفارقه هنا تكمن في دور الانظمه العربيه العميله في سايكس بيكو وتمهيد الطريق الى نشأة اسرائيل على ارض فلسطين ودور نفس سليلي هذه الانظمه 2014 في حياكة جغرافيا وديموغرافيا بديله لسايكس بيكو تؤمن للكيان الاسرائيلي طيل البقاء من خلال تفتيت العالم العربي جغرافيا وعلى راسه بلاد الشام وبلاد الرافدين اللتان ينشط فيهما تنظيم الدوله الاسلاميه.. تفتيت المفتت وتطييف المطيف والهدف تمزيق العالم العربي من جديد اربا اربا..دويلات طائفيه ومذهبيه وقوميه ودينيه ومن بينها الاعتراف باسرائيل كدوله يهوديه داخل منظومة الشرق الاوسط الجديد..الشرق الاوسط القديم حل مكان تسمية المشرق العربي واتاح لوجود اسرائيل مجالا في اطر تسمية الشرق الاوسط والشرق الاوسط الجديد سيتيح لهذا الكيان الغاصب ان يكون دولة اليهود داخل منظومة الدويلات المذهبيه والطائفيه الذي بدا "داعش" بشق طريقها وتمهيدها للمشروع الامريكي والغربي والعربي الرجعي المشترك...!
فرصة الغرب السانحه الان هي الفرصه اللتي وفرتها " داعش" بقصد او بغير قصد وبالتالي الجاري الان هو إعادة تقسيم المنطقه العربية عبر التدخل العسكري الامريكي والغربي بغطاء عربي من قبل عملاء امريكا على اساس وبحجة محاربة " الارهاب", لكن في المحصله سيكون جل الضحايا من العرب وكون الضحايا من العرب كما جرى في العراق فسيكون التبرير والتمرير سيد الموقف او سيد المرحله لابل ماجرى في العراق من مذابح وجرائم ارتكبها الاحتلال الامريكي كان مُبررا من وجهه نظر الغرب والنظام السعودي بزعم ان امريكا كانت تحارب الارهاب.. الغرب غطى اعلاميا على الجرائم الامريكيه في العراق والنظام السعودي رقص رقصة العرضه مع المسؤولين عن هذا الجرائم ,والان بحجة محاربة" داعش" سيقتلون ويشردون الملايين من العرب وكأن ما فيها لايكفيها...شعوب عربية كامله تُقاد مجددا الى المذبح والقصابين والقوادون العرب يشحذون سكاكينهم وطائراتهم وصواريخهم لذبح الشعوب والاوطان العربية..الذبح الديموغرافي والجغرافي.. السماسرة والقوادون العرب ومشتقاتهم من وسائل اعلام يضللون الناس بكون الحرب على " داعش " والارهاب بينما الحقيقه ان القوادون يسعون الى البقاء على كرسي الحكم عبر التضحيه بالاوطان والشعوب العربيه...الحرب على داعش ستكون اطول من طويله وعواقبها ستكون اوخم من وخيمه على العرب..العرب كانو وصاروا وما زالو يقادون كخراف على مذبح امريكا وحلفاءها والسؤال المطروح : الى متى ستصمت الشعوب العربيه على الانظمة القواده المتحالفه مع امريكا ..انظمه عربيه قوَّاده وساقطه اخلاقيا وسياسيا ووطنيا تجرجر الشعوب والاوطان معا الى مقاصل الاعداء؟!
العرب : خراف على مذبح امريكا وحلفاءها!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 08.10.2014