بقلم :  د.شكري الهزَّيل ... 25.04.2009

من الواضح ان انظمة الحكم العربيه قد فقدت مقومات وجودها كأنظمه منذ زمن بعيد , ومن الواضح ان هذه الانظمه سارت وتسير منذ زمن بعيد في طريق الكذب والتضليل والتمويه على حقيقة ساطعه وهي ان هذه الانظمه لا تمُت للعروبه والعرب باي صلة او علاقه من حيث النهج والمسلكيه, ولا ترى في العالم العربي سوى كرسي الحكم والنفوذ اللذي يستقى قوته ومقومات وجوده من دعم الغرب الامبريالي واسرائيل لهذه الانظمه, ومما لاشك فيه ان اكثرية انظمة الحكم في العالم العربي مُعاديه للعرب والقضايا العربيه اكثر بكثير من امريكا واسرائيل لابل ان هذه الانظمه تخوض معركة المزاوده مع اسرائيل و امريكا على اساس من يسئ ويهين العالم االعربي اكثر من الاخر من منطلق ارتباط مصالح الجهتين باستمرار احتلال واضطهاد الشعوب العربيه من جهه واستمرار ترسيخ الهزيمة وتعميقها كضمانة لبقاء الوضع على ماهو لصالح اسرائيل والحكام العرب من جهه ثانيه وبالتالي ما نلاحظه ان عرب عمرو موسى للمثال تجتمع تحت عناوين بحث وهميه وتخرُج ببيانات تحمل مضمون قضايا اخرى واخر صرعه في هذا التمويه هي افتعال قضية " المصالحه بين انظمة الحكم العربيه" وترك االقضايا الاخرى على الغارب وكأن المصالحه بين النظام السعودي والنظام المصري والنظام السوري هي الشغل الشاغل للشعوب العربيه, وكأن هذه الانظمه الخائبه والخائنه هي قدس المقدسات العربيه ومحور وجودها الوطني والروحاني, وتبدو الامور في الاونه الاخيره اكثر وضوحا واكثر وقاحة من ماهي عليه قبل عدة اعوام حين شاركت الانظمه العربيه في احتلال العراق وتقديمه على طبق من ذهب لامريكا وايران, واللافت للنظر في تهويلة نظام حسني مبارك في فبركة قضية حزب الله انه يتهم حزب الله بكونه الذراع الطويل لايران وانه يهدد الامن القومي المصري والعربي , وحبذ ا لو كان للنظام المصري سوابق وامثال سابقه في الوطنيه والدفاع عن الامن القومي المصري والعربي حتى نصدقه ونؤيده وندين " حزب الله" وايران اللذان يستهدفان "امن مصر القومي" الذي هدرهُ حسني مبارك وسكبه على جميع الطرقات والممرات [ من بينها قناة السويس] التي سلكتها الدبابات والبارجات والطائرات الامريكيه في طريقها لاحتلال بغداد وتدمير العراق البوابة الشرقيه للوطن العربي, وتقديم هذا البلد العربي الكبير والعريق على طبق من ذهب لامريكا وايران.. اذا جاز الحديث عن تحالفات فأن او ل من تحالف مع ايران وامريكا ضد الامن العربي هو حسني مبارك [ لنا عوده فيما بعد لموقف حزب الله من ماجرى في العراق] الذي فتح جميع المعابر والاراضي المصريه بحرا وجوا وبرا لقوات الغزو الامريكيه في طريقها الى ضرب بغداد العروبه التي تحولت اليوم الى مجرد خضراء ايران وزبائنها الذي يزعم حسني مبارك انها بدأت تهدد الامن القومي المصري!!.. يا للسفاهة والبلاهة في ان واحد حين يصبح الانسان خرف الى هذه الدرجه الذي وصل اليها حسني مبارك الذي يغلق معبر رفح على الفلسطينيين ويحاصرهم في حبة دواءهُم ولقمة عيشهُم تلبية لطلب اسرائيل وامريكا , ويقوم بهدم انفاق شرايين الحياة المؤديه الى غزه و في نفس الوقت يعتقل عنصر من حزب الله كان يدعم غزه "لوجيستيا" ويزعم ان هذا العنصر يهدد امن مصر الى هذه الدرجه من التهويل!... حسني مبارك الذي فتح قناة السويس عام 2003 على مصراعيها للبوارج الامريكيه في طريقها الى احتلال العراق زاعما ان قناة السويس ممر دولي وخاضع لقوانين الدوليه ولا يمكن لمصر منع هذه البوارج الحربيه الامريكيه,,, هو نفسه الذي يزعم اليوم ان معبر رفح الصغير "معبر دولي" لايمكن فتحه امام حركة المرور الفلسطينيه ويصر على اغلاق االمعبر وتجويع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزه لابل وصل الانحطاط الوطني بالنظام المصري الى ان يتواطأ مع العدوان الاسرائيلي على غزه و يهدم الانفاق بين غزه ورفح بمساعده من اسرائيل وامريكا, ويطالب باطلاق صراح شاليط ويتناسى اكثر من 11000 اسير فلسطيني في سجون اسرائيل,, وهذا النظام المصري الذي يهول من قضية حزب الله حتى يغطي[النظام] على تواطؤه ليست مع العدوان على غزه وحصارها فقط لابل على تواطؤه مع اسرائيل في عملية تهويد القدس وتدنيس المسجد الاقصى وتعريضه لخطر الانهيار بسبب الانفاق الاسرائيليه, وطرد اهالي القدس وهدم بيوت الفلسطينيين وتعرض احياء فلسطينيه كامله لخطر الهدم الاسرائيلي, في الوقت الذي يدعو فيه حسني مبارك نتانياهو الى وكره الخياني في شرم الشيخ, ولا يُدين بكلمه واحده ما هو جاري في القدس من احلال واحتلال وتهويد يدعمه نتانياهو وليبرمان الذي طالب يوما من الايام بقصف السد العالي[ سد اسوان] واغراق مصر!... هل فعلا ان قضية اعتقال عنصر مقاوم من حزب الله, أهم من ماهو جاري الان ومنذ عقود في القدس من تهويد واحلال واحتلال اسرائيلي صهيوني؟؟ .. اين هو النظام المصري من ما يجري في القدس الشريف؟ ولماذا كل هذا التهويل لقضية اعتقال عنصر حزب الله وفي المقابل التقليل من اهمية وخطورة ما تقوم به اسرائيل في القدس وفلسطين وانعكاس هذا على الامن القومي والوطني العربي؟؟.. ماهذا التهويل والكذب:: النظام المصري يحاصر غزه ويحاصر من يحاول فك حصار غزه والتخفيف عن اهلها, ومن ثم يتحدث عن امن قومي وعربي قام هو نفسه بهدمه وتخريبه والدوس عليه جنبا الى جنب مع اسرائيل وامريكا وان شئتُم ايضا ايران!!.. ماهذا العُهر السياسي والخرف الذي اصاب النظام المصري الذي يريد اقناعنا بوطنيته وحرصه على امننا العربي القومي بعد خراب البصره وسقوط بغداد وتهويد القدس وتدمير هويتها العربيه ناهيك عن تدمير غزه وخطة ابوالغيط ليفني الذي نفذتها اسرائيل في عدوانها على غزه!!.. ماذا جرى للنظام المصري؟؟؟ هل حسبنا او يحسبنا امواتا وشُهاد لم تشاهد شئ من جرائم النظام المصري بحق الوطن العربي في فلسطين والعراق ولبنان على مدى العقدين الماضيين على الاقل؟؟.... ماذا جرى في لبنان عام 2006 ابان العدوان الاسرائيلي على لبنان؟؟ واين وقف النظام المصري بموقفه من هذا العدوان والفارق بين موقفه وموقف الشعوب العربيه التي وقفت مع حزب الله المقاومه ولم تقف مع حزب الله "الطائفه" ,, انذاك تواطا النظامين السعودي والمصري مع العدوان الاسرائيلي على لبنان, وراهنا على سحق اسرائيل لحزب الله.. الرهان خاب والنظام المصري والسعودي خسرا الرهان ولم يُهزَّم حزب الله:: العكس هو الصحيح....الامر نفسه عاد وتكرر عام 2008\ 2009, حين راهن النظام المصري على ضرب المقاومه الفلسطينيه في غزه وخسر مرة اخرى,,, والان يريد هذا النظام الخائن ان يحرف البوصله نحو صراع طائفي ومذهبي مع حزب الله وايران وكأن هذا النظام االمصري وصديقه السعودي لم يتنبأا باستيلاء ايران على العراق ولا يعرفا طبيعة المعارضه العراقيه المزعومه[ حكام خضراء بغداد] انذاك وعلا قتها بايران لابل صناعتها في طهران!؟,,,,.. يبدو بوضوح ان الخيانه تتوالد وتتكاثر وتتراكم الى حد التُخمه الخيانيه التي اصابت النظام المصري وجعلته يقف في صف اسرائيل وامريكا لمحاربة حزب الله كمقاومه وليست كخطر يشكله حزب الله على مصر على حد زعم النظام المصري!!.. النظام المصري يحاصر غزه ويساهم في تهويد القدس ويهول من قضية حزب الله عمدا مع سبق الاصرار على الكذب والخيانه بما يتعلق بحزب الله وايران!! .... بالمناسبه وتحديدا في هذه الجزئيه من ماجرى في العراق يجب ان نفرق بين حزب الله ونصر الله والتأييد العربي الجماهيري الذي يحظى به شخص نصر الله كمقاوم, وهفوة حزب الله عام 2003 [ لكل جواد هفوه وكبوه] وموقفه من ا لاحتلال الامريكي والزُمر العميله الذي قدمت على ظهر الدبابات الامريكيه من ايران لتقطن في خضراء بغداد كرافعات للاحتلال الامريكي, ومع هذا لم يدين حزب الله حتى يومنا مسلكية هذه الشلل الخائنه التي تقف مع الاحتلال وتتحالف مع ايران!!,,, واذا كان حزب الله قد اكتسب القلوب العربيه كحزب مقاوم قام بطرد الاحتلال الاسرائيلي وعملاءه [ جيش لحد] وهزيمته في لبنان,,,فكيف له ان يصمت على الاحتلال الامريكي وعملاءه في العراق؟؟ هل لانهم تابعين لايران مذهبيا؟؟ ام لانهم شئ اخر غير كونهُم عُملاء نسخة طبق الاصل من لحد؟؟ ما الفرق بين جيش لحد سابقا في جنوب لبنان وجيش المالكي والحكيم في العراق؟؟, وعليه يترتب القول ان خاصرة حزب الله الضعيفه برزت من موقفه من ما جرى يجري في العراق وتناقضه الصارخ, وعليه يترتب القول ان التاييد الكبير لحزب الله في العالم العربي لم يكن بالتأكيد مذهبيا او طائفيا لابل انه تاييد وطني عروبي اسلامي سببه الاول مقاومة حزب الله للاحتلال الاسرائيلي, ومن المؤسف القول ان كبوة حزب الله الكبرى كانت من موقفه الانتهازي من عملاء خضراء بغداد التابعين للاحتلال الامريكي والايراني هي العراق!!..من المؤسف القول اننا كعرب انتظرنا طويلا ليصحح حزب الله موقفه من ماجرى في العراق ولم يفعل هذا [ ستة اعوام] وخلال هذه المده وبعد احتلال العراق وقف الجميع العربي لجانب حزب الله في تصديه عام 2006 للعدوان الاسرائيلي , وعليه يترتب القول مكرها اخاك اليوم لابطل: ان موقف حزب الله موضوعيا وعمليا عام 2003 من ماجرى في العراق هو نفس موقف النظام الايراني والمصري والسعودي, داعما بصوره مباشره او غير مبا شره للاحتلال الامريكي وعملاء في العراق.. العداء المذهبي او السياسي اوغيره لصدام حسين لايُبرر موقف حزب الله اللبناني من ماجرى ويجري في العراق من جهه ولا يعفي حزب الله من توضيح موقفه هذا والتفريق بين انطوان لحد في جنوب لبنان والحكيم والمالكي والهاشمي والطلباني في العراق من جهه ثانيه وبالتالي اذا تعلق الامر بايران وحزب الله اللبناني وموقفهما من ماجرى في العراق من احتلال فهو فضيحه سياسيه وتاريخيه مجلجله لا تُغفَّر, ولكن اذا تعلق الامر بالنظام المصري وموقفه من حزب الله كمقاومه, فهذا شئ اخر والموقف هنا واضح وهو ان الجماهير العربيه تقف الى جانب حزب الله و ترفض منطق واساليب النظام المصري ... ما يتعلق بحزب الله وموقفه من المقاومه الفلسطينيه والقدس الشريف فهو موقف مشرف وافضل الف مره من موقف النظام المصري من هذه القضيه, ولكن اذا تعلق الامر بالعراق ووجود الاحتلال الامريكي, فقد اخفق حزب الله اللبناني اخفاقا ذريعا لايجاد صيغه سياسيه وموقف مُقنع يقدمه للجماهير العربيه والاسلاميه الرافضه للاحتلال الامريكي وعملاءه في العراق!!.. حزب الله والشيخ نصر الله بالتحديد انحاز في هذه الجزئيه للموقف الايراني وادارَّ ظهره للجماهير العربيه العريضه التي تؤيد حزب الله كموقف وتتوقع منه موقفا حاسما من الاحتلال وعملاءه في العراق.. فهل يفعل هذا حزب الله حتى ولو كان الوقت الان متأخرا ؟؟.. بالمناسبه ايضا لايبرر تحالف حركة حماس مع ايران زيارات خالد مشعل لايران والصمت على مجازر الميليشيات العراقيه التابعه لايران بحق اللاجئين الفلسطينيين في العراق الذي تجلى في تدمير وتهجير حي البلديات وقتل الفلسطيينين في العراق على الهويه,, وبالمناسبه ايضا زيارة محمود عباس الاخيره الى خضراء بغداد هي خيانه صارخه لدم الفلسطينيين في حي البلديات ودماء الملايين من العراقيين...فوضى عربيه عارمه ولو بقيت على فوضى رايس الخلاقَّه:: بسيطه... فوضى هدامه ومدمره!!!
واخير وليس اخرا ورغم فوضى المواقف العربيه والحزبيه المتناقضه من ما يجري في الوطن العربي والعالم الاسلامي, الا انه لا يجب ان نصنع من الحبه قُبه وننفخ ما يسمى بقضية خلية حزب الله ومصر, ونتناسى ماهو جاري في فلسطين والعراق وعلى وجه التحديد ما هو جاري في غزه من تجويع وحصار وفي القدس من احلال وتهويد, ومن الواضح ان النظام المصري يهول خطر ما سماه بخلية حزب الله والقبض عليها للتغطيه على خياناته الكبرى للقضيه الفلسطينيه والعراق,,,, ولكن للامانه التاريخيه و لصالح نزاهة وموضوعية اقلامنا :: حزب الله يدعم القضيه الفلسطينيه ويدافع عن القدس و موقفه افضل الف مره من االنظام المصري,,, لكن موقف حزب ا لله من ما جرى ويجري في العراق يشكل خنجرا في خاصرة مواقف حزب الله المقاوم للاحتلال... المطلوب ان يوضح حزب الله هذه النقطه ويسد هذه الطاقه [ الفتحَّه]... الطاقه التي ياتيك منها الريح سدها واستريح!!... حياكم الله اينما ركنتم وتواجدتُم ,, والفتوا انتباههكم الى مايجري في القدس وغزه وفلسطين ولا تأبهوا بتفاهات النظام المصري التضليلي... لن نقول فخار يكسر بعضه لان مصر العربيه تهمنا اكثر الف مره من نظام او اي حزب, والمطلوب تصحيح مسارات كثيره عربيه بما فيها مصر وحزب الله!!