أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
من وعد بلفور الى المبادره "السعوديه": "طابُو" الكذب الاسرائيلي والامريكي,وطابو الحق الفلسطيني !

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 02.05.2009

كذب المنجمون حتى ولو صدقوا او صدق المنجمون ولو كذبوا, وايا كان المعنى بصحيحه ومقلوبه فهو على كل الاحوال صائب في حالتنا الفلسطينيه والعربيه, هذه الحاله الذي يتوالد فيها الكذب ويتكاثر عام بعد عام منذ احتلت فلسطين عام 1948 وحتى يومنا هذا,, ونحن دوما وابدا وخاصة في اعقاب كل انتخابات امريكيه او اسرائيليه على موعد مع ولادة كذبة جديده تتحدث عن سلام مطاطي لا اول ولا اخر له لابل هو حديث وهمي لانلمسه على ارض الواقع المقلوب الا من خلال تمدُد الاستيطان والمستوطنات الاسرائيليه على اراضي ومناطق فلسطينيه جديده تفرض اسرائيل سيطرتها عليها من خلال فرض سياسة الامر الواقع على الارض من جهه ومن خلال الدعم الامريكي لهذه المشاريع الاستيطانيه في ظل النواح والتوسل العربي والفلسطيني الرسمي الذي يقدم المبادرات ويقبَّل اخرى ويعقد معاهدات واتفاقيات وينوح ليلا نهارا باكيا ومتباكيا على اكذوبة "ّ عملية السلام" التي لم تكن اصلا لا قائمه ولا واقعه على ارض الواقع اللتي تصل فيه اسنان الجرافات الاسرائيليه اليوم ليس الى مجرد ارض فلسطينيه بور" خاليه" لابل تصل اسنان هذه الجرافات الى اسوار وباحات المسجد الاقصى المبارك التي تدُك يوميا الات الحفر الاسرائيليه اساسه وقاعدته حتى تجسد احتلالها للقدس فوق الارض وتحت الارض, وعندما يقول وزير خارجية اسرائيل الجديد[ ليبرمان] ان الولايات المتحده الامريكيه " تنفذ كل قرارات اسرائيل" فهو لايقول سوى نصف الحقيقه, والحقيقه الكامله هي ان امريكا تنفذ وتمول جميع المخططات و المشاريع الاستيطانيه الاسرائيليه منذ ما قبل العام 1948 وحتى يومنا هذا,, وعندما يصرح نتانياهو بضرورة اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كـ«دولة لليهود»., فهو يعرف ان امريكا الذي دعمت قرار تقسيم فلسطين عام 1947 هي نفسها التي لم تلتزم بهذا القرار الظالم والمجحف وسمحت لاسرائيل بالتوسع كيفما تشاء في الاراضي الفلسطينيه, وهي نفسها امريكا اللتي لم تلتزم بقرار حق العوده للفلسطينيين وهي نفسها امريكا ورؤساءها [اسياد الكذب العالمي] التي طرحت على مدى عقود مبادرات "سلام" للتسليه [واتاحت الوقت الكافي للاسرائيليين لتنفيذ مشاريعهُم الاستيطانيه] وفي المقابل كانت وما زالت تدعم الاستيطان الاسرائيلي على كامل الاراضي الفلسطينيه وهي امريكا نفسها التي جردَّت وتحاول تجريد الفلسطينيين خطوه خطوه وعام بعد عام من كل حقوقهم, وهي امريكا نفسها التي تدعم بالخفاء مقولة " دولة اليهود"حتى تغلق الباب على عودة اللاجئين الفلسطينيين من جهه وتفتح الباب الاخر لطرد ما تبقى من فلسطينيين في داخل جغرافيا قسرية وجود اسرائيل من جهه ثانيه وبالتالي اذا كانت اسرائيل تملك وما زالت تملك طابو كذبة " الالفين عام" فامريكا التي يعتبرها عرب الرده وسيطه "سلام " تملك طابو كذب المبادرات الامريكيه على مدى عقود من الزمن واخرها لن يكون خارطة طريق الكذب واكذوبة انابوليس لابل تبدو بوادر اكذوبة امريكيه جديده تلوح في افق خاوي على ظهر مبادره سعوديه " عربيه"؟ طُرحت بالاصل كصك استسلام لجورج بوش خوفا من بطشه بالنظام السعودي والانظمه العربيه المعدَّله امريكيا والقابضه على طابو الكذب والخيانه والرذيله والنذاله الوطنيه منذ عقود مضت.. الرئاسه والخيانه تتوارث بيولوجيا في العالم العربي!!
من هنا نرى كيف بدأت وزيرة الخارجيه الامريكيه هيلاري كلينتون تطنطن على اوتار سياسة سابقتها كونداليزا رايس بقولها وتصريحها يوم22.4.09 بانها[كلينتون] " لن تتعامل مع أي حكومة فلسطينية تضم حركة "حماس" ما لم تلتزم هذه الحركة بالشروط الدولية الأساسية، وهي نبذ العنف، والاعتراف باسرائيل، والوفاء بالالتزامات السابقة للسلطة الفلسطينية" وتستشهد كلينتون باعتراف " المبادره السعوديه.. العربيه" باسرائيل كأساس للسلام وتتناسى ان سلطة اوسلو منحت اسرائيل ما لم تحلم به حيث لبَّت منذ زمن سلطة الانبطاح والكذب الاوسلويه جميع الشروط الامريكية التي طرحتها وتطرحها كلينتون مجددا اليوم ، ونبذت العنف ولاحقت المقاومه الفلسطينيه واشتبكت وما زالت مشتبكه مع حماس، واعترفت باسرائيل ، والتزمت بكل الاتفاقات الموقعة، ورغم كل ذلك السخاء الخياني الفلسطيني ما زالت مُقاطعة محمودعباس ووكره في رام الله مُحتَّل لابل ان الضفه الفلسطينيه[ وخاصة في الفتره ما بعد اتفاقية اوسلو1993 وحتى يومنا هذا] اليوم اصبحت ممزقه جغرافيا تملأها المستوطنات والطرق الالتفافية ويتلوى في احشاءها سور العزل الاسرائيلي، وسكان الضفه يعيشون اليوم في سجن كبير وتُقيد حريتهُم مئات الحواجز العسكريه الاسرائيليه, ويبدو واضحا ان كلينتون وكذَّابي واشنطن الجُدد يعنون بحل الدولتين بكون الارض الفلسطينيه تبقى ملك اسرائيل ودولتها وفي داخل هذه الدوله اقامة دولة اقفاص ومحميات للفلسطينيين كما هو جاري في جمهورية مساحة مقاطعة رام الله,, والمفارقه هنا تبدو مفصليه وهي : على ماذا سيتحاور الفلسطينيون في القاهرة بعد عدة ايام اذا كانت واشنطن ترفض حكومه فلسطينيه بمشاركة حماس؟.. ببساطه كلينتون والدايتونيون يريدون نسف الحوار الفلسطيني \ الفلسطيني مسبقا والاستمرار في ترويج اكذوبة الانقسام الفلسطيني حتى تتاح الفرصه لتسويق نهج ليبرمان وخطط نتانياهو الاستيطانيه....اول الحجاج الى تل ابيب كان ممثل النظام المصري ورئيس مخابراته عمر سليمان الذي حل يوم الاربعاء الماضي[22.4.09] ضيفا على ليبرمان ونتانياهو, وهو نفسه اللذي يشرف على المحادثات بين حماس وفتح في القاهره..مفارقه ام صدفه؟!!.. وللتذكير لابد من القول ان وزير الخارجية المصري المدعو أحمد ابو الغيط قد أكد في تصريحات صحفية سابقه أن قدمَّا ليبرمان لن تطى الأراضي المصرية قبل ان يقدم اعتذاره عن تصريحاته المسيئة للرئيس المصري حسني مبارك على حد كذب ابوالغيط. وكان ليبرمان قد انتقد عدم قيام الرئيس المصري حسني مبارك بزيارة تل أبيب وقال إن "الرئيس المصري يمكنه أن يأتي إلى هنا أو يذهب إلى الجحيم". كما هدد ليبرمان بقصف سد أسوان وإغراق ملايين المصريين إذا ما نشبت حرب بين مصر وإسرائيل... واضح جدا ان ابوالغيط يعني انهم هُم سيذهبون الى ليبرمان ولا حاجه ان يأتي ليبرمان الى مصر, وهذا مافعله عمر سليمان!!
من الواضح اننا نقف الان على اعتاب او في بداية حقبة اوباما كلينتون والانظمه العربيه المُحنطه اللتي رافقت كل رؤساء امريكا ..يبدو ان هنالك سر ما في مهارة علم التحنيط في زمن الفراعنه وعلاقة هذا بتحنيط حسني مبارك كرئيس مصري منذ عقود مضت... فريق من المُحنطين العرب الموبوئين بوباء الخيانه يشارك اسرائيل وامريكا في ملكية امتلاك طابو الاحتلال والكذب والتضليل,, ومن راهن على اوباما وعلى التغيير سيرى عما قريب او بعيد ان اسراب كذب اوباما وكلينتون ستقود قافلة سراب وهم "السلام" مع اسرائيل الى محطة اخرى ونقطة اخرى على طريق التيه العربي والفلسطيني وفي المقابل سنشهد نقاط ومحطات اخرى للاستيطان الاسرائيلي ليست في ماتبقى من ارض في الضفه الفلسطينيه فحسب لابل في ما تبقى من القدس اللتي ابتلعها الاستيطان الاسرائيلي في ظل طابو الكذب الاسرائيلي والامريكي وهذا التواطؤ العربي والفلسطيني الرسمي الذي يمتلك بامتياز طابو الخيانه التاريخيه والوطنيه التي حاول من خلالها هؤلاء العُملاء سلب الشعب الفلسطيني طابو الارض وطابو الحق الفلسطيني الذي هو حق كل الحقوق وام كل امهات الحقوق وليس طابو اسطورة وكذبة " الالفين عام" وطابو الكذب الصهيوني والامبريالي الغربي المجرم الذي يضمن امتلاك الحريه والحياة والامن لاسرائيل والشعوب الغربيه, بينما ينكرها على الشعب الفلسطيني مالك طابو الحق الذي لايملكها لا الصهاينه ولا حتى ال سعود الذين يقدمون المبادرات العربيه باسم الشعب الفلسطيني ... تماما كما فعل بلفور بوعده المشؤوم[ 1914]: بلفور منح من لا يملك حقا في فلسطين ارضا وسلب ارض وحق من يملك الطابو والارض في فلسطين .. النظام السعودي الذي طرح المبادره العربيه 2002الذي يبني على انقاظ منها كل من اوباما وكلينتون استراتيجية الكذب الجديده, هو نظام[ اي السعودي] لايملك اصلا لا حق التحدث باسم فلسطين ولا صك طابو فلسطين حتى يتكلم باسم الفلسطينيين.. لاحظوا التشابه السياسي والمعنوي بين وعد بلفور ومبادرة عبدالله ملك السعوديه الحالي, وهي المبادره السعوديه والتي صارت بأوامر امريكيه المبادره العربيه, وماهي الا نسخه جديده من مسار السادات وكامب ديفيد نحو تطبيع العلاقات العربيه مع اسرائيل على حساب القضيه الفلسطينيه من جهه وخطوه جديده تفريطيه عربيه تندرج في اطر استراتيجية التطبيع مع اسرائيل في اطاراستراتيجية الخطوه خطوه التابعه لهنري كسنجر من جهه ثانيه وبالتالي ومن خلال تسلسل الامور والخطوات منذ عام 2002 وحتى يومنا هذا يبدو بوضوح ان النظام السعودي يقود المركب العربي الرسمي في اتجاه التطبيع مع اسرائيل والتفريط بحق عوده الفلسطينيين الى وطنهُم من خلال ما اسمته الانظمه العربيه المُحنطه بالمبادره العربيه للسلام , وهي بدون مواربه[ المبادره] عباره عن وعد بلفور جديد وتقسيم هيئة امم جديد[ 1947] قاعدته الكذب و التضليل وهدفه منح اسرائيل المزيد من الوقت لفرض المزيد من الاستيطان والاحتلال,,, وما زعم اوباما وكلينتون بارتكازهُم الجزئي على المبادره السعوديه الا خير دليل على استمرارية طابو الكذب الامريكي والاسرائيلي في سلب طابو الحق الفلسطيني في ارضه ووطنه....المتوقع ان يرفض الاسرائيليون كل فحوى المبادره البلفوريه العربيه ويكتفون بمجرد
القبول المبدأي لاتخاذ المبادرة السعودية اساسا للتفاوض وليست جوهرا والاخذ بجميع النقاط، بمعنى التفاوض على المبادره وتغييرها في فحواها الناقص اصلا وتفتيت المُفتت وتركيب المُركب ليخرج علينا حكام الرده بنهايه زبدتها "كامب ديفيد" جديد وخطير يُنهي كامل مقومات واسس الحقوق الفلسطينيه بتوقيع عربي وفلسطيني تابع وعميل لمنظومة طابو الكذب الامريكي والاسرائيلي..!!.. نريد هنا التأكيد على ان القضية الفلسطينيه برمتها واساسها كانت وما زالت قضية لاجئين بالاصل وليست قضية وكر رام الله, ولولا تشريد الشعب الفلسطيني من وطنه عام 1948 لما كانت اصلا هنالك قضيه فلسطينيه قاتل وناضل من اجلها الشعب الفلسطيني والعرب الشرفاء منذ اكثر من ستون عاما, بمعنى بسيط: قلب القضيه الفلسطينيه هو حق العوده لللاجئين,و انتزاع هذا القلب من جسد القضيه الفلسطينيه يعني قتل وموت القضيه الفلسطينيه,,, وهذا ما يوحي به فحوى المبادره السعوديه البلفوريه, وهذا ما تريد اسرائيل وامريكا انتقاءِه من هذه المبادره....انتقائيه داعمه لاستمرارية مسلسل " طابو" الكذب الامريكي والاسرائيلي المدعوم من المُحنطون على كراسي الحكم في العالم العربي ومن بينهم وكر رام الله!!
واخيرا وليس اخرا لا بد من التحذير من خطورة ماهو قادم وتسويق اوباما على اساس انه رئيس تغيير وسلام, بالرغم من انه سيواصل امتلاك طابو الكذب الامريكي والاسرائيلي بهدف هضم طابو الحق الفلسطيني الحقيقي .... منذ وعد بلفور ومرورا بنشأة اسرائيل على اساس اكذوبة طابو " الالفين عام" والتقسيم واحداث ومبادرات جمه لا تُعد ولا تحصى وحتى المبادره السعوديه " العربيه"2002 ويومنا هذا والنزاع قائم على اساس الصراع بين باطل طابو الكذب الاسرائيلي والامبريالي والامريكي من جهه وحق طابو الحق الفلسطيني من الجهه المقابله والسؤال المطروح اليوم :: من سينتصر في النهاية ::باطل طابو الاغتصاب والكذب والاحتلال الصهيوني والامريكي ام حق طابو الحق الفلسطيني التاريخي في فلسطين؟؟؟