أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
"أيباك" روح (إسرائيل)!!

بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 04.05.2009

توافد قادة (إسرائيل)، وزعماؤها إلى واشنطن، لتقديم تقاريرهم العلنية، والسرية أمام اللجنة الإسرائيلية الأمريكية للشئون العامة "أيباك"، المنظمة التي كانت قد تأسست سنة 1951، تحت اسم "اللجنة الصهيونية الأمريكية للشئون العامة، وهي تعقد مؤتمرها السنوي هذا العام، وقد صارت تضم في عضويتها أكثر من مائة ألف يهودي من الولايات المتحدة الأمريكية، هدفهم العلني هو الضغط على أعضاء الكونجرس الأمريكي من أجل تأمين الحماية لإسرائيل، ولهذا الغرض تجري في العام أكثر من ألفي لقاء مع أعضاء الكونجرس، وكل همها هو تحقيق الدعم بكافة أشكاله للدولة العبرية، والدفاع عنها من الأخطار، ولكن أهم أهدافها على الإطلاق هو إعداد جيل من القادة الداعمين لإسرائيل على مستوى العالم. ولا أبالغ لو قلت: أن شئون العالم كله تدار من داخل مبنى "أيباك"، وهناك ترتب الخطط في كيفية صياغة الموالين، والتخلص من المعارضين، وكيفية حل، وتركيب الصراعات الدولية، وللدلالة على خطورة عمل المنظمة، يكفي الإشارة إلى أن المؤتمر السنوي للمنظمة يحضره أكثر من نصف أعضاء مجلس الشيوخ، وأكثر من ثلث أعضاء مجلس النواب الأمريكي، بالإضافة على ممثلي أكثر من 350 جامعة في أمريكا، وأكثر من 41 جامعة مسيحية أفريقية أمريكية، وممثلي كل التجمعات اليهودية في أمريكا، تحت شعار ما هو جيد لإسرائيل هو جيد لأمريكا وفق ما وصف ذلك ذات يوم الكاتب "تسفي بارئيل" في صحيفة "هآرتس".
أمام هذا المؤتمر يحرص زعماء الأحزاب الإسرائيلية على تقديم تقاريرهم، وملاحظاتهم، وتوصياتهم، ورؤيتهم لمستقبل الدولة العبرية، ويقدمون الرأي، والمشورة لأصحاب العقد والحل من يهود العالم، ويضعون بين أيديهم الواقع الدقيق للدولة العبرية، وتصورهم لمستقبلها، وجميعهم يعرف أن في هذا المكان تطبخ القرارات السياسية على مستوى العالم بشكل عام، والقرار المصيري بشأن الدولة العبرية بشكل خاص.
فماذا قالت "تسفي لفني" زعيمة حزب كاديما، زعيمة المعارضة في إسرائيل أمام المؤتمر؟ قالت حرفياً: إن السلام مهم لدولة إسرائيل، وبالسلام نحن لا نعمل معروفاً من الفلسطينيين، ولا مع العالم العربي، ولا حتى مع أمريكا. وأضافت: وإن حاولنا ربح الزمن فإن مشاكلنا ستزداد، ولن تكون سهلة علينا، إن تهربنا من اتخاذ قرارات صعبة في هذا الشأن هو التهديد الاستراتيجي على مستقبل إسرائيل التي ستظل دولة يهودية إلى الأبد.
لا يمكن الفصل بين توصيف "لفني" للحالة الإسرائيلية ومكانتها زعيمة للمعارضة، ومع ذلك فإن مصلحة إسرائيل العليا هي ما دفع "لفني" لتقديم أوراق حزبها، واعتماد شخصها، إلى زعماء اليهود، للوثوق فيها كقيادة محتملة، وقادرة على تنفيذ التعاليم أولاً، وتنفيذ السياسة المقرة في المؤتمر اليهودي ثانياً، وتنفيذ السياسة الإسرائيلية ثالثا، والتي كشفت عن قلق جدي على مستقبل الدولة العبرية، ما لم يتم إنقاذها بتوقيع اتفاقية سلام مع الفلسطينيين، تعيد الثقة ليهود العالم بدولة إسرائيل، وتعيد الثقة لليهودي الإسرائيلي بالدولة، وتعزز الناظم بين الوجدان اليهودي، وارتباطه بالوطن الروحي، كما وصف ذلك "روبي روزنطال" في صحيفة "معاريف" عندما قال: أن اليهود يحبون إسرائيل لأنها تكمل هويتهم، وتمنحهم القوة إزاء أمريكا، وإزاء العالم، ولا نحتاجهم لأننا نعرفهم، وإنما لأنهم شهادة أمننا.