بقلم : ... 05.09.2009
قامت قوات الهدم والخراب الاسرائيليه في تاريخ 20.5.09 بهدم الروضه الوحيده اللتي شيدها الاهالي لاطفالهم في قرية رخمه البدويه في النقب الذي يقطنها اكثر من1300نسمه معظمهم من عشيرة العزازمه وعائلات اخرى كعائلة ابوقرشين والوج والكشخر الخ, ومنذ ذلك الحين بقي اطفال رخمه من ذوي الفئه العمريه من 3 الى 5 سنوات دون اطار تربوي وتعليمي, بما يعني ان اكثر من 100 طفل التابعين لهذه الفئه العمريه بقوا قسرا في بيوتهم منذ افتتاح السنه الدراسيه لهذا العام, وتقع قرية رخمه جنوب شرق مدينة بئر السبع وقد سميت بهذا الاسم نسبة لخربة رخمه الضاربه شروشها في التاريخ والعروبه قبل نشأة اسرائيل بعقود كثيره, حيث حاولت اسرائيل كعادتها طمس معالم قرية رخمه من خلال اقامة مستوطنه صهيونيه بعد عام 1948 على اراضي رخمه اطلق عليها اسم " يروحام", ومنذ ذلك الحين ومستوطنة "يروحام" تتوسع على حساب اراضي رخمه العربيه لابل تحاول " يروحام" ترحيل اهالي رخمه من العرب والاستيلاء على ما تبقى لهم من اراضي مع الاخذ بالحسبان ان قرية رخمه العربيه صارت بحكم اسرائيلي جزء من نفوذ مجلس مستوطنة" يروحام", والعجيب في الامر ان السلطات الاسرائيليه وبعد ان هدمت روضة اطفال رخمه قررت نقل الطلاب للدراسة في روضات تبعد عشرات الكيلومترات عن بيوتهم في منطقتي قصر السر (الهواشلة) ووادي النعم (العزازمة)، وهو ما رفضه الأهالي بسبب بُعد المسافة والمشاق التي يتحملها هؤلاء الأطفال الصغار ناهيك بالطبع عن معاناة قرية رخمه من النقص الحاد في الخدمات وخاصة في الحصول على مياه الشرب ويتعلم طلاب قرية رخمه الذين يدرسون في الصفوف الابتدائيه والاعداديه في مدرسة العزازمة في قرية وادي النعم التي تبعد عن القرية حوالي نحو30 كم عن قرية رخمه. وعلى اثر هذا الوضع وعدم توفير روضه لا طفال قرية رخمه توجّهت مجموعة من المبادرين، تضم اللجنة المحلية في رخمة، عبر جمعية حقوق المواطن (وبمشاركة جمعية التزام بالعدل الاجتماعي) إلى المحكمة الاسرائيليه ضدّ وزارة التربية ومجلس "يروحام" المحلي، بدعوى أنهما مسؤولان عن تعليم هؤلاء الأطفال ضمن نفوذ يروحام، وأن عليهما إنشاء الأطر اللازمة لهؤلاء الأطفال، فيما من المقرر أن تنظر المحكمة في هذه الأيام في هذه القضية. وحسب الالتماس، فإنّ قرية رخمة تضم مهجَّرين من أهل الداخل من أبناء العزازمة تم إسكانهم في هذا الموقع في سنوات الخمسينيات بأمرٍ من السلطات، لكنهم لم يحظوا بقريةٍ معترفٍ بها. ويشير الالتماس إلى أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-6 سنوات بل وبعضهم أكبر من هذا الجيل، لا يتواجدون في أيِّ إطارٍ تربوي بسبب غياب أطرٍ قريبةٍ من مساكنهم، وتتواجد في المنطقة روضات بعيدة عن مساكنهم مما يوجِب وجود سفريات لنقل الطلاب، أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-4 سنوات فلا يمكن نقلهم في سفريات بتاتاً لأسبابٍ تتعلق بالأمان. من جانبها ادعت وزارة التربية الاسرائيليه إن طلاب رخمة تم إدراج أسمائهم للدراسة في الهواشلة والعزازمة ضمن نفوذ مجلس أبو بسمة، أما بشأن الأطفال الذين هم في سن 3 و4 سنوات الذين يسكنون في نفوذ مجلس يروحام ولا يحق لهم الحصول على سفريات ولا يرغبون بالدراسة في الهواشلة والعزازمة، فإنه يتم فحص حلٍّ بديلٍ لهم في منطقة يروحام، وأنّ الحل سيكون وفق الإجراءات الرسمية التي يفرضها قانون التنظيم والبناء, بما يعني عمليا الحيلوله دون بناء روضة اطفال في قرية رخمه بحجة البناء الغير مرخص... رخمه شاهدة عصر على عنصرية اسرائيل وعلى الظلم اللتي تتعرض له القرى العربيه في النقب من قبل السلطات الاسرائيليه والاسئله المطروحه : الا يحق لاطفال رخمه روضه في قريتهم شأنهم شأن اطفال العالم؟؟ الا تنتهك اسرائيل في تعاملها مع اطفال رخمه حقوق الاطفال المضمونه والمكفوله في القوانين الدوليه؟؟... اما ان لاطفال رخمه ان يحطو رحالهم بعد جولات الهدم والخراب الاسرائيليه وهدم روضتهم وبعثرت العابهم واحلامهم؟!!