بقلم : ريم عبيدات ... 18.05.2009
يبدو أن الفضائيات العربية، ستغير أسماءها قريباً لتصبح بيوت عروض أزياء، ويتحول مقدموها إلى عارضي أزياء صريحين، بدلا من التسلل عبر مهنة يفترض تطلبها الكثير من الشروط العقلية والذهنية والفكرية والنفسية قبل المظهرية. فمنذ أيام أتحفتنا إحدى الفضائيات بلقاء مع رئيس وزراء فيما الزميلة مقدمة البرنامج بدت وكأنها تعرض لتسريحة شعر ورداء ثمين للغاية وعدد من الاكسسوارات الباهظة..
ورغم أن اللقاء ركز في مضمونه على حياة هذه الشخصية وهو صاحب مشروع فكري وإبداعي، إلا أن الحلقة انتقلت من الإبداع للسياسة، لمواقف مختلفة في الحياة. فيما بدا الافراط في المظهر السهراتي لمذيعته مربكا تماما للمشاهد المسكين، وحتى للضيف موضوع الحوار.
ورغم كثرة الحديث عن هذا الموضوع ومتعلقاته، كالصورة التي يقدم بها إعلامنا العربي المرأة، ومساهمة المذيع وبالذات المذيعة العربية في ترسيخ صورة معينة لهذه المهنة وإخراجها من إطار التأثير في الرأي العام والمجتمع إلى إطار الترفيه المطلق، حتى في الجرعة الجادة منه، إذ اختلطت الوان الحدث السياسي بالثقافي بالترفيهي، كنتيجة طبيعية لارتباك مظهر مذيعينا ومذيعاتنا عبر الشاشات.
التحفظ هنا ليس تحفظا قيميا بل مهنيا بالدرجة الأولى. إذ تفتقد معظم محطاتنا إن لم يكن جميعها لما يسمى بالمظهر المهني أو المؤسسي.
ولنأخذ مثالاً آخر لماذا لا نخطئ إطلاقاً في معرفة الهوية المميزة لقناة مثل “بي.بي.سي” مثلاً، في حين تندلع شاشاتنا بوجهنا دون أية صورة مميزة، وإذا لم ينتبه المشاهد للشعار المميز للمحطة، فإن عملية تحديد المحطة تكون في غاية الصعوبة. وهو انعكاس مهم لغياب شخصيتها المهنية. ولماذا لا تطل علينا المذيعة الغربية العاملة في أي محطة جادة أو إخبارية بملابس سهرة، مهما كان نوع البرامج الذي تقدم. فيما نشاهد نحن على شاشاتنا العربية كل ما يتفتق به خيال تصميم الأزياء من صرعاتية وموضة؟
هذه المهنة غالية وتستحق من أبنائها إيلاءها حقها من التقدير والاحترام المهني. والمظهر أصبح خطابا مهنيا مفروزا بامتياز منذ عقود عدة، لعدد من المهن كالبنكية والطبية، فالأجدى أن يلتفت أبناء الإعلام إلى ما يشكله المظهر من هيبة لدورهم وبخاصة أن ظهورهم اليومي والمتكرر يجعل منهم رموزا لمشاهديهم.