بقلم : سامي حمود ... 03.06.2009
شاركت منظمة "ثابت" لحق العودة في "مؤتمرفلسطين العالمي" الذي نظمه "الاتحاد العالمي للمنظمات الاهلية في العالم الاسلامي" في اسطنبول وعلى مدى يومي 30 و 31 مايو / ايار 2009 ،شارك في المؤتمر حوالي 2000 شخصية من مختلف دول العالم يمثلون اكاديميين، مفكرين، ممثلين عن منظمات اهلية، خبراء، كتاب واعلاميون ومهتمين.
وقد مثل منظمة ثابت امينها العام الاستاذ علي هويدي والاستاذ سامي حمود السكرتير التنفيذي للمنظمة، وتمثلت مشاركة ثابت باقامة معرضاً للصور الفوتوغرافية تبرز معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وحلمهم بالعودة، بالاضافة الى معرض مطرزات تراثية من صناعة ايدي "مركز المراة الفلسطينية للتراث" التابع لمنظمة ثابت في مخيم نهر البارد للاجئين، وتوزيع اصدارات المنظمة على المشاركين.
وقد قدم هويدي ورقة عمل بعنوان " اللاجئون الفلسطينيون وحق العودة، مخيمات اللاجئين ورؤية عامة"، الورقة التي قدمت من خلال عرض "باور بوينت" تحدثت بالصور عن المراحل التي سبقت تاريخ النكبة في 15/5/48 وتحديدا مع انشاء بريطانيا لـ"صندوق اسكتشاف فلسطين" في العام 1882 بغرض تجميع المعلومات واصدار الدراسات المتعلقة بفلسطين عامة وبالهجرة اليهودية خاصة، مرورا بالاسباب والدوافع الحقيقية التي دفعت الفلسطينيين الى الهرب واللجوء الى دول الطوق، مصر سوريا الاردن لبنان، العراق، مصر،الضفة الغربية، قطاع غزة.. وبداية تشكيل مخيمات اللجوء الشاهد على جريمة الاقتلاع وبدء عمليات الاونروا الشاهد الدولي على نكبة فلسطين وبدء تقديم المساعدات الانسانية، وربط خدمات الاونروا بحالة اللجوء وانتهاء خدمات الاونروا مرهون بعودة اللاجئين وفقا لقرار انشاء الوكالة الدولية.
وكان للورقة مساحة للحديث عن التوطين والتجنيس والتعويض وتوفير الحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين وعدم تعارض توفير تلك الحقوق مع حق العودة لا بل تساهم في تطبيق حق العودة، بدليل اللاجئين في سوريا او المؤتمر الذي عقد في مدينة ميلانون في ايطاليا في 2/5/2009 وحضره عشرة الاف فلسطيني يؤكدون على حق العودة بالرغم من حصول البعض منهم على الجنسية الاوروبية.
تحدثت الورقة ايضا عن مسئولية الكيان الصهيوني عن خلق اكبر واقدم واطول قضية لاجئين في العصر الحديث، وعن الطرق والاساليب التي استخدمت لترحيل الفلسطينيين "تطهير عرقي" من ارتكاب للمجازر وعمليات التهديد والوعيد وبث الاشاعات والاكاذيب والخوف في نفوس الفلسطينيين، تطبيقا للمشروع الصهيوني (سلب الارض وقتل وتشريد الشعب واستجلاب اليهود)، وتوقفت الورقة عند النظرة الصهيونية لقضية اللاجئين وحق العودة واعتبارها من المحرمات ورفض الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لقضية العودة مع ذكر لشهادات البعض من القادة الصهاينة منذ نشوء دولة الكيان الغاصب، مرورا بتصريحا ت نتنياهو في 18/4/2009 بضرورة الاعتراف بيهودية الدولة من قبل الفلسطينين قبل الشروع في اية مفاوضات او ليبرمان حين قال " لن يعود لاجىء واحد الى (اسرائيل)".
واستعرضت الورقة المحاولات الاسرائيلية التي لم تتوقف لطمس معالم الحضارة والثقافة والتاريخ والجغرافيا للفلسطينيين في فلسطين، وتوقفت الورقة عند ثابت من الثوابت الفلسطينية من ان اذا كانت الارض قد ضاعت فيجب الا تضيع الحقيقة ومن ان قضية اللاجئين جوهر القضية الفلسطينية لانها تتحدث عن الانسان الفلسطيني الذي لولاه لا قيمة للارض ولا للدولة.
تحدثت الورقة كذلك عن دحض اكذوبة "بيع الفلسطينيين لبيوتهم واراضيهم"، وعن دور الانتداب البريطاني في غض الطرف عن تشكيل العصابات الصهيونية، وتسهيل هجرة اليهود الى فلسطين والضغط على الفلسطيني نفسيا وجسديا وقانونيا وحثه على الهجرة الى خارج فلسطين.
وفردت الورقة مساحة للحديث عن ما تبقى من الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة عام 48 والتحديات التي تواجههم لترحيلهم انسجاما مع يهودية الدولة وحثهم على الهجرة وفقا لتبادل الاراضي.. نموذج الصمود في سخنين والنقب وام الفحم وعكا وغيرها من القرى والمدن الفلسطينية كرد عملي على سياسة الترحيل، مع الاشارة الى اكذوبة الخطر الديموغرافي الداهم والذي يهدد الوجود الاسرائيلي ومن انه لا يوجد متسع للارض لاستيعاب اللاجئين بسبب صغر المساحة، ودحض لمبدا من ان العودة غير ممكنة بسبب ان القرى مدمرة... ومن ان قضية مليون و 200 الف فلسطيني في الداخل هي قضية جميع ابناء الشعب الفلسطيني في الشتات وقضية الامة والاحرار في كل العالم.
كذلك سلطت الورقة الضوء على حق العودة كحق غير قابل للتصرف، ولا يسقط بتقادم الزمن وعن انه حق فردي وجماعي لا تجوز فيه الانابة، ولا يحق لاي كان مهما علت مكانته ان يتنازل عن حق العودة، وعن ان استقرار المنطقة مرهون بتطبيق حق العودة الى الديار الفلسطينية التي احتلت في العام 48 وليس الى اي مكان اخر (الضفة وغزة مثلا)، مع الرفض التام لمقولة واقعية وجود دولة (اسرائيل) او واقعية عدم العودة.
تحدثت الورقة ايضا عن توزيع وانتشار اللاجئين في الدول المضيفة والشتات مع تقديرات احصائية لعدد المخيمات والتجمعات وظروف نشاتها واعداد اللاجئين وانتشارهم، والفرق بين المخيمات التي تشكلت عقب النكبة مباشرة والمعترف بها من قبل الدول المضيفة والاونروا والتجمع المعترف به ديموغرافيا فقط من قبل الدول المضيفة والاونروا، وتشير الى ثقافة جدران المخيم في الشوارع والازقة، واهمية العلم الفلسطيني في البيت اضافة الى الخريطة والمطرزات والفنون والفولكلور والحفاظ على العادات والتقاليد.. والصور الفوتوغرافية والاحتفاظ بالكواشين والمقتنيات الفلسطينية، والامثال الشعبية ونقل الامانة للاجيال القادمة.