بقلم : امينة عودة * ... 21.05.2009
هل من مدخل يعيد قوى التحاور الفلسطينية، لتحمل مسؤولياتها التاريخية أمام ما تشهده الساحة الفلسطينية من عربدة وهجوم استيطاني وحرب مفتوحة ومنظمة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومشروعه الوطني.
فأن ما تتعرض له عروس الجنوب من حرب استيطانية وعربدة مستوطنين، حين أباحت لنفسها قوى الشر الانتشار في الخليل، في محاولة "للإعلان" بأن الخليل مدينة يهودية موحدة، دون تمييز ما بين h1 وh2، نحو تعزيز السيادة لقوى اليمين والتطرف في إسرائيل، بعيد عن الفلسطينيين، ما هو إلا رسائل لجيش المتحاورين في القاهرة، بمعنى أخر كل طرف منشغل على طريقته.
نشخص ذلك، نظرا لبرامج تنفذها عصابات متطرفة، تستهدف نشاطاتها العدوانية السيطرة والترحيل، رفضا للخليل الفلسطينية، هذه القوى المسلحة بمهمات استفزازية واستعراضية وانتقامية، لتتمرجل على الخليل وغيرها كما القدس، منتهكة مناطق نفوذ السلطة، وبإصرار لا تراجع عنه، تم الدوس على برتوكول الخليل بالميركافا، والـ أف 16، وعدد يا مواطن بلا حرج، وها هي الخليل وأهلها يدفعون الثمن الذي لا تقدر خسائره الفادحة بثمن، البشرية والمادية والمعنوية، وما نصيب الخليل يختلف عن غيرها من المدن الأخرى، كل له حصته على أجندة التطرف.
هذا يقودنا مرة أخرى، لنحاور المتحاورين الفلسطينيين، عبر كتاباتنا، لنقول لهم، إذا ما سمح لنا بذلك، دون تفويض رسمي، لنهمس لهم انه لا خيار أمام الفلسطينيين وقياداتهم، سوى، إنهاء موضوعة الصراع الداخلي والتوصل لاتفاق مصالحة، والتفرغ للأهم.
كنا نتمنى عليكم أيها الإخوة، إدارة جلسات حوار مطولة، لنقاش ملف الاستيطان، وهموم الوطن والمواطن، ووضع برامج علمية وفعلية لمواجهة الاستيطان والعدوان الذي تتعرض له فلسطين المحتلة، فما يبث من معلومات صحفية عن سير الحوار الوطني، يؤكد مرة أخرى إننا لا زلنا في قاع البئر، وكيف الخروج إلى شط الأمان، وكأنه لن يكبح الصراع القائم أي وصفة أو مبادرة، أو نداءات شعبية، لتشبث الإطراف المتحاورة المتنازعة بأوهام سلطوية.
إصراركم، هذا أيها الإخوة يقودنا لفهم لا ثاني له بأن الساحة تكون الساحة قد أخليت، لقوى التطرف، وعصابات المستوطنين، وأخوتنا لا زالوا يتحاورن، وهناك من يعد من شبعكم، الدقائق أمام من يساهر الحوار الفلسطيني، لغيابكم الذي لم يسبق له مثيل، هل من أجندة يوما ما لردع قوى التطرف والاستيطان، التي تسارع بالتهام الأرض الفلسطينية، وتلاحق الشعب، بممارسة كافة إشكال الإرهاب الناجم عن النفي المطلق للوجود الفلسطيني في فلسطين.
وها هو ما يسمى "بوزير" الدفاع الإسرائيلي مستر باراك ورفيق دربه نتنياهو وحشد من القيادة الإسرائيلية، يفتحون الأبواب على مصارعيها، ويطلقون العنان لقوى التطرف وغلاة رعاع المستوطنين للمنازلة، في سياق حرب مفتوحة، تشن وفق برنامج صهيوني لحسم فلسطين أرضا وشعبا لصالح الكيان الاستعماري، وزعيم حكومة إسرائيل الدون جوان نتنياهو يسارع نحو إنجاز برنامج التطبيع مع العروبة، للانقضاض على أي خيار قد يؤهل المنطقة الدفع نحو قيام دولة فلسطينية مستقلة، في زيارته العاجلة للقاء بالرئيس اوباما، لم يذكر حتى بالمشكلة الفلسطينية، إنما، همه الوحيد اعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية، والسعي لبرنامج شبيه بحكم ذاتي، أو اقرب إلى ما كان يطرح في مرحلة الإدارة المدنية وروابط القرى، بالعمل على ما يسمى بتحسين الظروف الحياتية للفلسطينيين بإزالة حاجز هنا وهناك وبعض صغائر الأفكار، المقزمة للمشروع الوطني الفلسطيني.
اسمحوا لنا أيها الإخوة الفلسطينيون المتحاورين، أن نعلمكم بأننا سئمنا من مناشدتكم، وكأن الحكاية تتطلب مزيدا من الضغط والترجي لوقف مسلسل من أبشع مسلسلات الخلاف الفلسطيني، نأسف لأننا غير قادرين الاقتراب من موقع الحوار، إلا إذا ما حدثت معجزة تفتح الحدود المصرية وغيرها مع تأمين تذاكر سفر، لنهب للقاهرة ونحاصر ما هو مختلف عليه، لغياب المرجعية الشعبية والأصح تغييبها.
كيف يهدأ بالكم وانتم تتقاسمون الكعك المر، وشعبكم في ورطة احتلالي وأزمة اقتصادية، وإنسانية، حتى الماء نفذ، فما بالكم، لا قيمة لوقت يهدر من حياة الشعب الفلسطيني، وشهداءه وجرحاه، ومعذبيه، والأسرى الذين يتعرضون لأسوء أنواع المعاملة. لذلك، عليكم، شئتم أم أبيتم اختصار المسافات، ويكفي محاصصة، أما آن الأوان للخروج من كوما الحوار.