بقلم : ماجد البلوي ... 03.04.2009

بسم الله الرحمن الرحيم..الاخوه الاعزاء أقدم لكم الحلقة الثالثه من الإبل عند البدو..وأود إن أضيف ما سقط مني سهوآ في الحلقات السابقه من اسماء الإبل عند البدو (الذلول)وهو الجمل الذي يأخذه البدوي ويكون له لوحده في جميع سفرياته مثل سيارته يذهب به الى أي مكان ويحافظ عليه ويطعمه بيده ويغزو به على القوم وقت الغزوات ويكون هذا الذلول يعرف صاحبه ويعرف اشارته حسب ما تدرب عليه ولا يطيع احدآ غيره بسهوله .. ويكون اكثر هذا النوع عند جيوش الهجانه في بعض الدول العربيه ويستخدمونه لحمايه حدودهم الصحراويه..ومن اسماء الجمل عند البدو (البعير )للمفرد (وأباعر) للجمع..(وبعران) للجمع والمفرد ايضآ..(وبعير) مع تشديد الياء وتسكين الراء لتصغير والتقليل من شأنه ..هذه من اسماء الإبل عند البدو.. ويسمونها كذلك (عطايا الله) تحببآ بها.. وان الله اعطاها لهم لتساعدهم في حياتهم الصحراويه القاسيه..وحدثتكم في الحلقة الماضيه عن بعض مراحل عمر ابن الناقه وهو ما يسمى (الرباع) ويكون في ألسنه السادسه من عمره.. عندما يخرج له اول ناب في اسنانه ويكون هذا الناب يشبه ناب الذئب او الاسد..وفي مرحله عمره (السداس) وهيه ألسنه السابعه من عمره ينبت له الناب الثاني في فمه ويكون عندها قد اصبح جملا بالغآ..وقلنا إن اليهود خيبهم الله انهم لا يأكلون لحوم الإبل لأنهم يعتبرونه من الحيوانات الكاسره لوجود هذه الانياب في فمه..وعندما يبلغ الجمل الخمسه والعشرون من عمره يسمونه البدو (دافن الأعيسر)..اي لم يبقى في فمه ناب وسقوط بعض اسنانه كذلك.. أي إن هذا الجمل اصبح هرمآ وكبيرآ بالعمر..ويحرص البدو على تتبع سلوك الجمل وتصرفاته واحواله اليوميه بدقه بالغه وينتبهوا للجمل وقت يسمونه وقت (الأربعانيات) وهي وقت اشتداد الرغبه الجنسيه عند الإبل والتي تمتد من الخمسه والاربعين يومآ وحتى شهرين تقريبآ ويسمونها البدو (التظريب) ويكون وقتها عمر الجمل ثلاث سنوات ويسمونه (حق)وتسمى الانثى أي البكره (حقه) ويكون عمرها ثلاث سنوات وهنا تبدأ عند الجمال هذه الرغبه وفي جميع الاعمار من (حقه)وما فوق هذا العمر.. وهنا تشتد عند الجمال الرغبه الجنسيه ويصبح الزمل وهو الجمل الاصيل .. والجمل (الخوار) وهو الجمل الغير اصيل وهو يضرب الناقه الخواره ألتي تكون غير اصيله ايضآ.. وممكن إن يضربوها من جمل اصيل إن وجد لتحسين النسل.. لكنهم سيذكرون انها ستكون غير اصيله من ناحيه الام او الاب فيما بعد عند ذكر انساب الإبل.. وتضل هذه الفحول هائجه[ سايقه] في فتره الاربعنيات..وتصبح خطيره جدآ وحتى إن اصحابها ينتبهوا منها ويحذروها بل إن اصحابها يقيدوها[ يعقْلوها].. ويضعوها داخل شبك او سياج حتى لا تهجم على الناس.. وكم قتلت من اصحابها ومن الرعيان لعدم الانتباه منهم ل هذه الفتره من الهيجان.. طبعآ الخطر يكون من الفحول الذكور وهي تهجم على الانسان وتبرك عليه ولا تتركه الا جثه هامده وبعض الفحول الزمل تركض وراء من يكون قربها وتعضه بفمها وتضرب به الارض وترفعه باسنانها عاليا وهيه ممسكه به ولا تطلقه وتضعه على الارض واذا لم يكن عنده احد لينقذه من اسنان الجمل الهايج تبرك عليه حتى يموت من ثقل وزنها وكم قتلت هذه الإبل الهائجه من اصحابها من نساء ورجال واطفال كذلك .... ويخبرك كبار السن من البدو إن بعضهم عندما لا ينتبه لهذه الفتره من وقت نزوة الجمل يهجم عليه وهو نائم في فراشه ويبرك عليه ولا يسلم الى اذا الله سلمه..؟؟ وبعض البدو وان حصل إن الجمل الهايج مسك يده او كتفه وعضها يعرف بخبرته كيف يخلص نفسه منها ..ويقوم وبسرعه لان عامل السرعه مهم بالنسبه له لانقاذ حياته..يقوم بمد اصابعه في عيون الجمل والمسك بقوة بيدة على هذه العيون ولا يفكها ويضغط عليها لانها الوسيله الوحيده لتخليص نفسه منها .. وعندما يشتد الالم في عيون الجمل يرخي اسنانه ويفك الرجل وفي هذه اللحظات على الرجل إن يشرد ولا ينقذه الا رجليه عليه إن يهرب في اقصى سرعه من وجه هذا الجمل الهايج..وقبل مده كان عند واحد من جماعتي من قبيله الهروف م ( بلي) جمل اصيل وكان هذا الجمل معروف عند القبائل والناس .. وكان موسم التظريب وكان الناس يأتون بنياقهم للتظريب ..وكان عند هذا الرجل راعي سوداني منذ عدة سنوات والرعيان السودانيون عندهم خبره كبيره في الإبل ..وكان هذا الراعي يعرف إن الجمل هايج و قدم له القش ليطعمه و هو حريص منه.. ورغم حرصه وحذره هجم عليه الجمل ومسكه من اعلى كتفه من جهه اعلى اليد مع الجسم وصار يرفعه عاليآ ويضربه في الارض وهو ممسك به وفقد هذا الراعي وعيه.. ولولى الناس المتواجدين بقربه هبوا لانقاض هذا الراعي هذا يضربه بعصا وذلك بحديده وهذا يشد به من ذيله وذلك يمسك بعيون الجمل وكل يصيح من عنده باعلى الاصوات حتى اطلق الراعي وفكه وهو مغمى عليه.. ونقلنا هذا الراعي الى مستشفى تبوك وادخلوه العمليات ووضعوه في الانعاش حوالي العشرون يوم وله الآن ثلاثه شهور وهو في المستشفي منومآ ..ويوجد عند الراعي خلع في الكتف وتمزق وتلف بعض لحم الكتف وتقطيع الاورده والعظلات ولا يحس ولا يحرك اصابعه. حصل كل هذا رغم إن الراعي صاحب خبره في الإبل.. هذه المشكله حصلت وكنت شاهدآ عليها.. وغدر الجمال الهايجه [ السايقه]وقصصها طويله..لذلك ينتبه البدو لهذه الفتره من ألسنه وهذا الوقت بالذات للجمل ويعرفون علاماتها ويكونا حريصين منه ويعزلونه داخل حوش او سياج..ويعرف الجمل في تلك الفتره انه صائم ويعرف البدو إن هذا من شده الهياج الشديد والى شعور الجمل بالحاجه الى معاشره الانثى ويكون ذلك في شهر 11 وفي شهر 12وفي شهر 1 من ألسنه الميلاديه تقريبا ..ويكون الجو في عز برودته من فصل الشتاء ويكون الجمل الهايج وقت عز البروده ووقت (ما صقع ظهره) كما يوصفونه البدو وهم الخبراء به.. يقوم(يمصع) كما يقول البدو.. أي يذهب الجمل الى اليمين والى الشمال أي رايح وجاي..؟؟ ويكون (المصن) وهو المكان الموجود خلف الاذنين للجمل يسمونه البدو (المصن) يصبح لونه اسود ويسيل منه العرق..ويقول البدو لو إن احدهم ضرب الجمل في هذه اللحظه بعصاه على المصن لقتل الجمل في الحال..ويقعد هذا الجمل يهدر وهو صوت له مثل الهدير ويزمجر ويزبد ..أي يخرج الزبد من بين شدقيه وتخرج له (لهاه) من فمه يكون لونها احمر ومعبأه بالهواء مثل البالون من جانب فمه ويكون لونها احمر قاني مثل الدم وهذه اللهاه هي (حليق الموت) كما يسميها البدو و تكون في الانسان والحيوان كذلك وموجوده فوق اللسان.. ويميل الجمل برأسه جانبآ وهو مخرج لهاته ويرفع رأسه وعاليآ ويميلها حتى يقربها من السنام وهو يهدر ويزبد وصوته عاليآ ويخرج الزبد من فمه ويتطاير على بقيه جسمه من اليمين والشمال.. وتسمع (ظريس نيابه) وكمن يمضغ بتا ولكن على الناشف ومن شده شبقه وتسمع صوت اسنانه من مسافه بعيده.. وكذلك تقوم الناقه بالحنين والرغاء وهي بذلك تطلب اللقاح .. واذا رآها اكثر من فحل وكانت قربها ممكن إن تتقاتل هذه الفحول وتدمي وتعض بعضها البعض ..وبعض الجمال عندما تحمى المنافسه يعرف مقدار قوته ويهرب طلبا السلامه ..وبعضها تتقاتل حتى الموت لأجل هذه الناقه الجميله بعيونهم طبعآ..مثل بني البشر .. ولذلك يقومون بألفصل بينها.. ويقوم صاحب الناقه التي تطلب الفحل بجلبها للفحل ..وعندما يرى الفحل يراها الفحل تنبسط اساريره ويقوم يهدر لها ويهز رأسه ويزبد مرحبآ بتا..؟؟ وهي عندما تراه ينشرح صدرها وتقوم ترغي له وتحن بصوت شجي كنا لقيت شيء كان مفقود عنها وتغني له بكل حنيه .. اتعظوا يا بني آدم من الحيوان وعاملوا نسائكم بكل دلال وحنان..؟؟وتقوم البكرة بعد هذا الترحيب من قبل الفحل وتبرك على الارض وهيه تحن ..ويقوم الفحل سبع الفلا ويجيء للبكره من الخلف ويبرك عليها..؟؟ويصدر عنهم اصوات وهدير....وبعد إن يلقحها يقوم الفحل متثاقلآ عن الناقه وبعض الفحول تعجبه الجلسه على ظهر الناقه ويقوم صاحبها بتقويمه من على ظهر ناقته وظربه بالعصى وتقوم الناقه من مبركها وهيه (تحن وتون) كما يقول البدو.. وتكون هذه المده التي قضتها الناقه عند الجمل 15 دقيقه تقريبآ.. ويذهبون بها الى مربطها او الى حوشها.. وبعد 14 يومآ يعرضوها على الفحل مرة أخرى وان (شولت ذيلها) أي رفعت ذيلها يعرفون انها لقحت من الفحل وليست بحاجه للفحل..ويعرف الفحل عندما تشول ذيلها انها لقحت ويبتعد عنها كذلك..ويعرف البدو ان الجمل لا يقرب الانثى الحامل (العشر)ابدآ.. وبعد هذه الفتره (تروق ربابه الجمل شويه)كما يقول البدو وبعد موسم الشهرين من التظريب[ السياق] يصير الجمل عاقل ويفتر ويرجع الى حالته الطبيعيه ويصبح جملآ محترمآ..وتلقح بعض الفحول من 4 نياق وحتى8 وبعضها يلقح حتى عشره نياق ويصبح في نهايه موسم التلقيح ضعيفآ لقلة اكله وتظريبه للنياق..وتستغرق فتره حمل (اعشار)الناقه اثنتي عشر شهرا اي سنه كامله وتلد في الشتاء وترضع ولدها لمدة ثلاثه شهور ويستبشر البدو في فترة الرضاعه خيرآ لانها فرصه طيبه للبدو لأخذ كميات من حليب الناقه لهم والى اولادهم وضيوفهم ويقدمونه كذلك للأجر والثواب لكل من طلبه منهم..اخوتي قراء منبر الديار هذه المرة الاولى التي اطيل الحديث عليكم.. وانني اخذت مده من الزمن وايام الصبا والبحث عن الشياب الاحياء لجمع المعلومات منهم...والله ان جهد كبير وانني مسرور لتوصيل هذا التراث والمعلومات لاسعادكم حتى تعرفوا كم قاسى اهلنا واجدادنا البدو في حياتهم..والمعذرة على الاطاله وعذوبه الحديث واخر ان خرجت منه ان لا ارجع له مرة اخرى.. والى اللقاء في حلقه قادمه باذن الله والسلام.. اخيكم/ماجد البلوي