بقلم : أمينة عودة ... 07.07.2009
لن نطرح هنا مصداقية هذا وذاك، موضوعنا الانتقام المتبادل في دهاليز السجون المحلية الفلسطينية وخارجها، لحماية "الولايات المتحدة" الفلسطينية، الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عشرات السنين ومئات السنين تحت الانتداب التركي ولحق به البريطاني.
لا نتحدث عن وهم إنما وفقا لمصادر متعددة، الإعلامية و الرسمية و الميدانية، التي تؤكد على ممارسة أشكال وأساليب تحقيق وتعذيب بحق المعتقلين الفلسطينيين، وما دفعنا لذلك ما تشهده هذه الأقبية من أعمال هستيرية تتعرض لها أجساد وعقول شبابنا الباسل المناضل هذا الرصيد الذي يجب أن نحميه ونطوره ليقف مرفوع الرأس ؟
مهما، صدر من نفي هنا وهناك، فلا دخان بدون نار، لا يأتي الحديث هنا تأبطا إنما بناء على معلومات تقشعر له الأبدان، تشير لتعرض مناضلينا للتعذيب، وإذا ما أردنا أن نكون واقعيين نوع ما، وتناولنا الحاجة الأمنية، برأينا لا تبرر ما يجري لدى الفلسطينيين، من شروع في تطبيق ما يطبقه الآخر ضد الأسرى الفلسطينيين البواسل، وقد يكون في بعض الأحيان ما نقوم به أقسى.
لن ندخل هنا في تشخيص ما يقوم به هذا الطرف وذاك، إنما يجب على من يهمه الأمر، طرح مشروع ميثاق شرف فلسطيني يحرم التعذيب في السجون الفلسطينية، قد يقال هناك ضرورة لانتزاع معلومات والضرورة الأمنية تشرع كافة الأساليب، نحن لا نسقط هنا الضرورات الأمنية، وأي ضرورات والنزاع داخلي، بالتالي محرم الاقتتال المباشر وغير المباشر علينا.
ما يدور مهين ومشين للجسد الفلسطيني وعقله، وهل يعقل أن نقيم مملكات على حساب مناضلين لحماية فخامة هذا وذاك، في الوقت الذي لا تجد فيه المناشدات آذانا صاغية، سوى إدارة الظهر، كونها صماء كما يبدو، بالتأكيد جميع ما يجري، يساهم في تأجيج الخلاف، ولن يفتح الباب امام أية آفاق للتوصل لحلول استراتيجية ما بين الإخوة الفرقاء.
وهنا نتساءل عن طبيعة هذه الأيدي التي تفتك بأبنائنا، هل من هدف يسعون إليه، ومهما كان الهدف، فهو غير مشروع، حيث الفتحاوي والحمساوي عبارة عن رئه فلسطينية، ما يجري في الزنازين والحصون يثير قلقنا، ويتواصل تحويل مؤسسات وهمية، ومنازل لمراكز تعذيب واعتقال سرية.
المشهد أيها الإخوة، يستدعي ممن يهمه الأمر التوقف، لسلبيته، لقد تعودنا نحن الفلسطينيون، على المشاركة في نشاطات دولية ومحلية، وعلى رأسها لجان الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان في شتى أرجاء المعمورة، مسلحين بملفات حول انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي قوات الاحتلال وعلى رأسها المخالفات الجسمية، والتعذيب يصنف من بينها، لنقاتل هنا وهناك لاستصدار أدانه لهذا الطغيان، وفي حالتنا هذه لمن توجه الشكاوى، قد يعيب على البعض من أهلنا فضح ما يجري داخليا، بالتالي يجب تقديس هذا الحس، والتراجع عن الفتك بأجساد شبابنا.
والملفت أن الجميع يستنكر ويندد، وبوسعنا وصفه استهتار، في الوقت نفسه تتواصل المساعي للتوصل لاتفاق وطني لوضع حد لخلاف طال أمده، الجهود تبذل، والانتقام متواصل، وردود الفعل كذلك، ولنفترض أننا على أبواب التوصل لتوافق وطني، البعيد المعالم، لكبح الخلاف، ماذا عن ضحايا الخلاف الذي فقد ما فقد، إذا ما بقي على قيد الحياة، الصمت؟ لما نزع منه من ثمن قد لا يعادل ما سيتم التوصل إليه، والجرح اخضر ومؤلم.
علينا ان ندرك ان ما يمارس يعزز الفتنة الداخلية، والثأر العائلي والتنظيمي والإنساني والاجتماعي يهدد الشبكة الداخلية برمتها، ويستخدم كسلاح من قبل آخرين بحقنا. هل نحن الفلسطينيون سائرون نحو تعزيز المآسي بحق بعضنا البعض، ولجم من يعترض، وملاحقته بسبل عدة، عدا عن الحرب النفسية والمعنوية الدائرة.
هل يعقل ما نواجهه داخليا، وأمامنا مهام عجاف للقيام بها، لصالح شعبنا المكبل بالاحتلال، وبشتى أنواع الحصار والدمار والجدار والموت والأبعاد والتهجير واللجوء، وجميع ما نملكه سواء كان ماديا وبشريا ومعنويا مباح لقوات الاحتلال، نحن بمثابة رهائن، لما يقرون به من إجراءات فعليه تفسد ما تفسده من أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في هذا الوطن العزيز؟؟؟؟؟؟؟؟
ليتوقف الانتقام المتبادل، وليوضع حد للخلافات، مهما كانت التنازلات مؤلمة، وهنا نقولها وبصراحة أن قلقنا عظيم، فما بالكم بمن يخضع لهذا الألم، على يد أبناء شعبه، على الجميع العودة للبيت الفلسطيني، مظلة الشعب الفلسطيني، منظمة التحرير الفلسطينية، ووقف ما يطلق من أعمال تحريض وعنف في صفوفنا، والدعوة لا زالت متواصلة للم الشمل، من مستويات رفيعة.