بقلم : د.شكري الهزَّيل...30.09.06 ... 30.09.06
لم يكُن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز جبانا مثل " الزعامات" العربيه والعالميه, لابل ان شافيز هو الرئيس الشُجاع الوحيد الذي وقف على منبر هيئة الامم ليقول للعالم ان حاكم واشنطن رجل معتوه وشيطان وطاغيه, ومن ثُم واصل شافيز هجومه على بوش من نيويورك ليصفهُ براعي البقر, ومما لا شك فيه ان الرئيس الفنزويلي قد اصاب كبد الحقيقه واصاب في وصفه " لرئيس دوله عظمى" يرعى العالم باساليب رُعاة البقر لابل من خلال التهديد والوعيد والنار والحديد وزرع الدمار والخراب والقتل والذبح والتعذيب كماهو جاري في العراق, ولكن ومع كل هذا الواقع الجاري في العراق ما زال معتوه واشنطن يرى الدنيا بالمقلوب وبهمجية فاقت اعلى مستويات رُعاة البقر وثقافة الكاوبوي , ويدَّعي ان العراق في طريقه الى الديموقراطيه!!
ان ماهو جاري في العراق هو النتيجه الحتميه لسياسة راعي البقر القاطن في البيت الاسود, ولا يختلف احد في وصف الواقع العراقي المأساوي سوى معتوه واشنطن اللذي ظن ويظن خاطئا ان العالم لا يرى إلا من منظور همجية رعاة البقر اللتي تحكم امريكا, و الحقيقه هي ان الاوضاع في العراق في تدهور مُستمر منذ الاحتلال الامريكي للعراق قبل اكثر من ثلاثة اعوام, واخر شاهد على سوء الوضع هو الشهادات والتقارير المتواصله لمؤسسات حقوق الانسان في العالم اللتي كشفت ممارسات التعذيب اللذي يُمارسها جيش الاحتلال الامريكي ومُشتقاته في العراق, وفي هذا الاطار يندرج اعلان مانفريد نوفاك مُقرر الامم المتحده الخاص بالتعذيب, والذي صرح ان التعذيب في العراق قد خرج تماما عن السيطره , وقد جاء ايضا في التقرير الذي اعد ته وقدمته بعثة الامم المتحده ان اشكال وحالات التعذيب الجاريه في العراق تعدت كل تصور انساني في بشاعتها اللتي تقشعر لها الابدان ويهتز من ههمجيتها الضمير البشري, حيث ان الجثث الكثيره التي يتم العثور عليها في العراق تحمل اثار تعذيب شديد ومتوحش ,منها حالات وجثث تعرضت للحرق بالاحماض والمواد الكيماويه, واقتلاع الجلد, وعظام مُهشمه, واطراف مقطوعه ومبتوره, وعيون واسنان مقلوعه, واثار لثقوب من خلال استعمال المسامير والات الحفر!
لايقتصر امر ممارسة التعذيب البشع على قوات الاحتلال الامريكي في العراق, لابل ان الذي يمارس اشد اشكال التعذيب ضد العراقيين هم هؤلاء الدجالين اللذين اتوا بامريكا لاحتلال العراق تحت حجة وقف " انتهاكات حقوق الانسان في عهد صدام حسين", وهاهُم[ميليشيات مُشتقات امريكا] يُمارسون التعذيب والقتل الى درجه من السوء والاجرام دفعت الناس[ والقول هنا مُقتبس من تصريحات مانفريد نوفاك] في العراق الى القول" انه اسوأ من عهد الرئيس السابق صدام حسين"!!
من الواضح ان جيش راعي البقر المُشبع بثقافة الكاوبوي يُمارس التعذيب بشكل واسع ضد العراقيين في السجون وخارجها في العراق,, ولكن الميليشيات الطائفيه التابعه لحكومة الميليشيات الطائفيه في العراق تُمارس الذبح والخطف ليس فقط ضد العراقيين" ورجال صدام" حسب زعم هؤلاء لابل انهُم في ممارساتهُم يشبهون الى حد كبير الممارسات الاجراميه للخمير الحرب في كمبوديا الذين قتلوا خلال ثلاثة اعوام بين عام 1975 وعام 1978 اكثر من مليوني انسان من الشعب الكمبودي الى ان وضعت فيتنام حدا لجرائم الخمير الحمرمن خلال تدخلها واسقاطها لنظام حكم الخمير في كمبوديا!!
تُشير الكثير من التقارير الى مقتل وجرح مئات الالاف من العراقيين منذ الغزو الامريكي واحتلال العراق حتى يومنا هذا, وللمثال لا للحصر يُشير تقريبر الامم المتحده الجديد الى مقتل ستة الاف عراقي على الاقل خلال الشهرين الماضيين فقط, معظم هؤلاء القتلى جرى إختطافهُم وتعذيبهُم قبل قتلهُم وتشويه جثثهُم,, ووتيرة القتل والذبح كما يبدو واضحا تزداد عنفا وعددا, وبدأت تأخذ منحى وصورة طبق الاصل من مسلكية نظام الخمير الحمر في كمبوديا, وبالتالي ماهو جاري في العراق هو اجرام بحت من انتاج واخراج راعي البقر ومعتوه واشنطن والميليشيات الطائفيه وهو نقيض النقيض لما اسمته واشنطن وميليشياتها ب"دمقرطة" العراق….. الحادث والجاري هو العكس وهو ان حكومة الميليشيات التابعه لراعي البقر ومعتوه واشنطن تسير في نفس المسار اللتي سارت فيه ميليشيات الخمير الحُمر في كمبوديا التي مارست الاباده الجماعيه وبنت صرحها الاجرامي على اكوام جثث وجماجم الملايين من الضحايا الكمبوديين الى ان جاء التدخل الفيتنامي في كمبوديا عام 1978 ووضع حد لاجرام الخميرا لحُمر باسقاط هذا النظام والسؤال المطروح: من سيُنقذ العراق من جيش راعي البقر والخمير الحُمر الجُدد في العراق!!! من سيوقف الذبح في العراق قبل ان يصل الى ذروة ملايين الخمير الحمر في كمبوديا!!