بقلم : ... 17.10.2009
يتفشى الفقر بين عرب النقب بمستوى كبير بشكل عام , الا انه يأخذ منحى اخر ومعنى اخر في 45 قريه بدويه لا تعترف اسرائيل بوجودها ويقطنها اكثر من 90000 نسمه, حيث ان الحاله التي تسود في القرى البدويه في النقب هي حالة الفقر المدقع وهنالك فرق بسيط بين الفقر والفقر المدقع الذي يسود في القرى العربيه في النقب الذي تعيش في ظروف اقتصاديه وانسانيه صعبه في ظل عنصرية دولة اسرائيل التي تستعمل الفقر والافقار كسلاح ضد بدو النقب, والفقر بشكل عام على مستوى الاسر والعائلات او الافراد يعني انخفاض دخل الأسر أو الأفراد عن المستوى المحلي والعالمي الذي من المفروض ان يؤمن لهم الحاجات الأساسية لعيش كريم, والمعيار العالمي الذي وُضع لخط الفقر وتعريف واقع الفقر هو أن يعيش الإنسان[ الفرد] على أقل من دولار واحد في اليوم. فمن ينفق أقل من دولار يوميا يُعد فقيراً ومن ينفق أكثر من دولار يكون قريب من خط الفقر وهذا ما يعني ان الدخل في القرى العربيه في النقب لايقل فقط عن مستوى الدخل العام للدوله الاسرائيليه لابل انه يقل عن مستوى ال300 دولار شهريا مع الاخذ بالحسبان كبر العائلات وكثرة الاطفال, والفقر يعني ايضا ان القرى العربيه في النقب تفتقرإلى الدخل وموارد الإنتاج واماكن العمل الكافية لضمان وسائل العيش بكيفية مستمرة و الفقر يعني ايضا الجوع أو سوء التغذية و سوء الخدمات الصحية و فرص التعليم وغيره من الخدمات الأساسية المرتبطه ايضا بحقوق الانسان, وهي كما هو واضح حقوق منتهكه من قبل اسرائيل حيث تعاني القرى العربيه الغيرمعترف بها من قبل اسرائيل في النقب من نقص في المدارس و فرص التعليم وعدم وجود رعايه صحيه وتوفر مياه نقيه للشرب و قنوات الصرف الصحي وغياب البنيه التحتيه. واذا انطلقنا مجازيا من تعريف ال بنك الدولي للفقر فنجد ان الفرد الذي ينخفض دخله عن 600 دولار شهريا يعتبر فقيرا, مما يعني وبحسابات بسيطه وحسب دخل الفرد العالي في القطاع اليهودي في اسرائيل, ان دخل الاسر والافراد في القرى العربيه الغير معترف بها يندرج في اطار تعريف الفقر المدقع الذي يقترب في التعريف الى الترنح بين الجوع والمجاعه, حيث اشار تقرير صادر مؤخرا عن الهيئة الإدارية لمنتدى مديري مكاتب الخدمات الاجتماعية في السلطات المحلية العربية في البلاد ان 60% من الأطفال في القرى العربيه في النقب يعيشون تحت خط الفقر، وكذلك تعيش 75% من العائلات البدويه في القرى غير المعترف بها في النقب تحت خط الفقر. مما يعني ببساطه ان الوضع السائد هو وضع كارثي وقريب من وضع الجوع والمجاعه وذلك في ظل وجود دوله اسرائيليه تدعي انها "ديموقراطيه" وهي تمارس ابشع اشكال العنصريه واللا انسانيه بحق اطفال عرب النقب!!