أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
بئر السبع .. النقب : غابات الحجاره : مدن وقرى التوطين القسري في النقب تعاني من الفقر والحرمان والاكتظاظ و النقص في الميزانيات!!

بقلم :  ... 14.11.2009

لم يفعل الاسرائيليون في النقب سوى مايخدم اهدافهم واستراتيجية التهويد في النقب وعلى راسها توطين البدو قسريا في عدة نقاط توطين كانت بدايتها تحديد سبعة قرى ومدن لتوطين البدو والاستيلاء على اراضيهم,حيث نجحت إسرائيل منذ عام 1970 وحتى يومنا هذا بتوطين أكثر من 90000 بدوي من النقب داخل سبع نقاط توطين اكبرها مدينة رهط اللتي يفوق عدد سكانها ال40000 نسمه واكثر وتُعتَبر المشروع الاكبر للتوطين في النقب, ويكتظ فيها الناس في اكثر الاحيان كالسردين, وهذا ما يندرج في مُخطط وإستراتيجية اسرائيل بحصر عرب النقب على اقل مساحه جغرافيه ممكنه والاستيلاء على اراضي العرب وزرعها بالمستوطنات اليهوديه بهدف التهويد المكثف للنقب, وفي هذا الاطار وفي الوقت اللتي يُحرم فيه البدو من اراضيهم , تقوم اسرائيل بمنح اراضي البدو المُصادره لما يُسمى بالمزارع والمستوطنات الفرديه اللتي تمنح من خلالها اسرائيل افراد من اليهود مساحه شاسعه من الارض وتقدم العون لهؤلاء المستوطنين حتى يبسطوا سيطرتهم على اراضي عرب النقب!! وفي المقابل قامت اسرائيل بتدمير الاقتصاد البدوي التقليدي المرتكز على زراعة الارض وتربية المواشي, وزجت باكثر من نصف عدد عرب النقب الى مدن توطين تنقصها كل المقومات الاقتصاديه والبنيه التحتيه سواء الصناعيه او اماكن العمل او غيرها,.. والنتيجه الحاصله اليوم ان سكان مدن التوطين القسري من البدو يُعانون من الاكتظاظ السكاني و من الفقر والبطاله بنسبه عاليه إذ تبلغ نسبة البطاله في هذه المدن نحو 40% في المئه او اكثر, وتبلغ نسبة من يعيشون تحت خط الفقر ال50% وتبلغ نسبة اطفال عرب النقب اللذين يعيشون تحت خط الفقر 56% ناهيك عن مشاكل التربيه والتعليم والمشاكل الاجتماعيه والمأسي الانسانيه الحاصله في مدن التوطين القسري وفي مايُسمى بالقرى الغير مُعترف بها الذي يبلغ عددها 45 قريه يقطنها ما يقار ال 90000 عربي نقباوي وتعاني الويلات والمأسي جراء السياسه العنصريه الاسرائيليه. ببساطه اسرائيل انشأت تجمعات بدويه وضعها يشابه الى حد بعيد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين, وهذه التجمعات اليوم عباره عن معسكرات عمال وبطاله واوكار للفقر والعوز. و تخوض بلديات ومجالس القرى والمدن البدويه في النقب صراعا مريرا مع الحكومات الاسرائيليه المتعاقبه للحصول على معونات اقتصاديه وتنمويه في ظل غياب شبه كامل للبنيه التحتيه والاقتصاديه في هذه المدن. ومن الجدير بالذكر ان المجتمع البدوي النقباوي كان مجتمع زراعي يعتمد على الزراعه وتربية المواشي, وهن العنصران اللتي دمرتهم اسرائيل من خلال مصادره الاراضي, حيث ان مساحة النقب تبلغ 13 مليون دونم وقد حاول البدو في النقب تثبيت ملكيتهم بالحد الادنى على 2 مليون دونم, ولكن اسرائيل استمرت بالمصادره والتوطين ولم يتبقى تحت ملكية بدو النقب في الوقت الراهن سوى 230000 دونم تعتبرها اسرائيل اراضي دوله ومُتنازع عليها وتحاول مصادرتها وإقتلاع 45 قريه بدويه لا تعترف بوجودها اسرائيل وذلك بالرغم من ان هذه القرى والمضارب البدويه قائمه بمئات السنين قبل نَشاة اسرائيل ويعيش بداخلها ما يُقارب نصف عدد عرب النقب الذي يبلغ اليوم عددهم الاجمالي ما يُقارب ال 180000 نسمه.. في النقب تبدو بيوت مدن التوطين فارعه وغابات واسعه من الحجاره المزركشه.... حياة رخام وسخام!!