بقلم : د. شكري الهزَّيل ... 04.07.2009
كل شئ يسير في العالم العربي بالمقلوب والروتينية نفسها منذ عقود ان لم نقُّل قرون من الزمن والازمان المثقله والمفعمه بالاحداث المأساويه اللذي اغلقنا عليها في علب وصناديق مغلقه ولم نُغير فحواها وشكلها حتي يومنا هذا .. استعمار ...استكبار... احتلال .. قتلى جرحى... لاجئين مشردين...اسرائيل...بريطانيا.. امريكا .. حُكام.. رؤساء... القضيه الفلسطينيه....العروبه... العرب...القضيه العراقيه... الديموقراطيه... الدكتاتوريه... الوطنيه ... الخيانه.. الخ من مصطلحات وكلمات يلوكها العرب جيل بعد جيل وعقد بعد عقد وقرن بعد قرن ولا شئ وطني جديد تلمسه تحت شمس العرب غير اعادة الاحداث وتكرارها وتلقيمها من جديد للعقول القادمه حيث يتكرر المشهد ويتوالد ويتكاثر في بيئة عربيه حُبلى بروتينية الحدث المتكرر منذ قرون حين تكاثرت الاحتلالات والهزائم وتكاثر معها عبر السنين الطويله عدد المشردين اللاجئين الفلسطينيين اضعاف اضعاف مما كان عليه العدد في العام 1948 لابل تكاثر عدد اللاجئين والمشردين العراقيين في اقل من عقد من الزمان الى اضعاف الاضعاف ناهيك بطبيعة الحال عن مقتل وجرح الملايين من العراقيين والفلسطينيين والعرب على مدى عقود من الزمن ... احداث تعيد نفسها حيث تعددت وجوه وادوات الاحتلال والاستكبار والنتيجه كانت وما زالت واحده يُخرِجها الغُرباء إلى حيز المكان والزمان حيثما وكيفما ما شاءوا في زمن الجيل العربي الغابر والحاضر الذي يتوالد لِصُنع القادم والمُثقل بِتُراث صناديق الموت والحياة المسروقة مُنُذ ولادتها أسيرة وراء قُضبان مُحّكَّم وحتى نهايتها المأساويه في عالم عربي يُغَيَّر ولا يتغيَّر ويُسيَّر ولا يسير بمفرده لا وطنيا ولا سياسيا .. دائما يتنتظر العرب مفتاح الفرج القادم من بعيد ولا يحصدون سواء الهزيمة تلوى الهزيمه وما أدراك بالهزائم والكوارث الوطنيه التي طَبَّعنا معها علاقة كادت أن تكون أبديه وقسرية وطَوعِيه وإحلالية واحتلالية واستعمارية وسمّها ما تَشاء....كُنا نَسمُعها ولا نراها واليوم قد صَنَعوا لَنا صُحون العجب اللاقطة وصناديق العجب والكترونيات ذكيه حتى نَراها على بَياض,.نحن الذي قَضَمْنا الحُصرم تلوى الحُصرم والهزيمة تلوى الهزيمه كُنَّا على مدى أجيال السادة المُستمعين واليوم أصبحنا السادة المُشاهدين والمُشاركين في إنتاج وإخراج آخر صرخات الجرح الفلسطيني المشطور على سعته بين غزه ورام الله,,, واخر صرخات بغداد الجريحه والعراق العريق الذي هدمناهُ بأيادي عربيه ومعاول غربيه ويسقط فيه العراقيين اليوم كالذباب بين قتلى وجرحى وثكلى والساده العرب المشاهدين يتكورون امام شاشات تلفزه مُزَوَّقه بِعباءَة عربي تَعرِفَهُ الدُنيا والداني والقاصي على أنَّه مُجرد برميل نفط, وقاعدة وُقودا لطائرات الامريكيه والاسرائيليه اللتي تبطش بكُل ما هو عربي أو على هذه الصورة.!!.. أمة النواح تصيح- وتنوح منذ امد الامدين ولم تتمكن حتى من رفع الحصار على مدى عقود عن العراق ومن ثم ساهم جُبنها في احتلاله وتخريبه!!... امة تترك غزه تموت تحت وطأة حياة القطَّاره والحصار وما زالت تطخ الكلام والوعيد طخا بذخيرة خاويه لا تهدي من روع جوع امعاء اطفال غزه... لاتصدقوا العرب ولا حُكامهم : انهم عبيد العصر الذين يساقون طوعا وقسرا الى مذابح التاريخ.....افرادا افرادا وجماعات جماعات يُقادون الى المقصله.....يعجب المرء من عدمية الفكر العربي السياسي ومن صحراء العقول وتصحيرها حين تعج فيه ممالك وجمهوريات العرب بالقواعد العسكريه الامريكيه , في وقت يطالب فيه العرب فزعة حكام الرده وتحرير فلسطين والعراق!!...صناديق عربيه عجيبه غريبه::::بلادهُم تعج بالاحتلال والاستكبار والظلم وما زالوا يصيحون وينوحون وينتظرون الفجر والفرج.. يعلقون على احداث الانتخابات في ايران ولا يأبهون لماهو جاري في الوطن العربي من دكتاتوريه همجيه احرقت الاخضر واليابس ودمرت اجيال عربيه كامله... تحنيط وصفة تحنيط العالم العربي....صناديق من الهزائم المحنطه والطازجه يرتزِق منها وعليها مرتزقة امريكا واسرائيل ..... من اين سيستمر الحاكم العربي في حكمه اذا تخلى عن صناديق الهزيمه المكرسه والمكدسه في العالم العربي؟؟
الواقع العربي مُر والامر من المُرهُو القبض والحفاظ على صناديق الهزيمه وكأنها صناديق حلي وزينه نتحلى بها في كل زمان ومكان في واقع عربي لا يتغيَّر ولا يُوجد فيه اي حراك تغيير .. واقع الغائب حاضر بِقُوة أمر حاصل يَتأرجح بين كَر واقع الهزيمة الذاتية والفرار منها بِتفسيرات تَضمن عَودتها إلى مرابض العرب أينما كانوا وأينما تواجدوا في وطن يسرح ويَمرح فيه العابثون كيفما شاءوا على مرأى من شعوب تَحوَّلت إلى مُجرد جزء من محتوى صناديق هزائم وطنيه لا اول ولا اخر لها!!!.... انظرو بربكم الى فحوى صناديق فضائيات عرب كارلو والى شخوصها ومُحلليها...هُم هُم: ديوك ودجاج وليبراليون مزعومون خلقوا من العربي
دُميه فارغه من انسانيتها وانتسابها الوطني... جبلوه بطينة الهزائم وكبلوه تكبيلا الى يوم القيامه... لايدُق احدا ابواب الخزان التاريخي ولا حتى النَقر على حائطه الخارجي!! التعتيم بدل التنوير والاضاءه!! والتحنيط بدل الاستمراريه.. والهمجية بدلا من الحضاره: انظروا بربكم الى مستوى تعليقات العرب وقراءهُم على مواضيع منشوره بصالحها وطالحها على الشبكه العنكبوتيه::: تصورو ان احد التعليقات [ صفحات الانترنت العربيه] المأزومه والمهزومه حضاريا تطالب باغتصاب كاتبه عربيه مشاكسه علنا وصاحب الموقع ينشر التعليق وكأنه امرعادي!.. غيض من فيض صناديق الهزائم العربيه سواء العسكريه او الثقافيه او الحضاريه او الوطنيه....الوطنيه بالمناسبه مقلوبه اسما وفحوى في العالم العربي ولا ادري ماهي علاقة "الحزب الوطني والحرس الوطني" في مصر او العراق او دول عربيه اخرى!!:: ماهي علاقة هذا الوطني المقلوب بالوطن؟::: ترسيخ الاحتلال والاستكبار في العالم العربي لابل حراسة حدود اسرائيل وتشديد الحصار على قطاع غزه الذي يمارسه الحزب والحرس الوطني المصري!!...في العراق حدث بلا حرج عن الوطني,, ولا ننسى بطبيعة الحال "دايتون" وقناع السلطه الوطنيه الفلسطينيه!!
بعد عقود من الزمن ما زلنا نقبض على الهزائم ونوصد صناديقها بقفل لانملك مفتاحه وهاهم الفلسطينيون المنقسمون والمنشطرون على ذاتهم بقدرة ذاتيه وخارجيه يواصلون العيش في مخيمات اللجوء بعد اكثر من ستون عاما من التشريد,ة وهاهُم يُحاصَرُون ويُجَوعُون على مراى من عرب الفرجه وصناديق الهزائم!!!ها هُم ينشدون رغيف الخبز في غزه. وهاهي الجرافات الاسرائيليه تزيل من الوجود كل يوم قطعة جديده من القدس العربيه..حتى القدس والمقدسات هانت على العرب! ,, وعلى الجانب الاخر من حدود الفلسطينيين يقطن كل العرب ولا يوجد عرب.. صناديق هزائم وبراميل نفط..... وهاهم العراقيون يلحقون باخوانهم الفلسطينيون .. مشردون ولاجئون بالملايين والحبل ما زال على الجرار!!..صناديق الهزائم العربيه تتكدس وتوالد وتتكاثر وهي صناديق مقفله بقفل ومفتاح لايملكه العرب...صناديق كل الازمان والاجيال العربيه!!