أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
حوار مع الدكتورة كاترين ميخائيل حول ظاهرة العنف ضد المرأة وجریمة الشرف!!

بقلم : الهام لطيفي ... 19.04.2009

أصبح موضوع العنف ضد المرأة يشكل أحد أهم مواضیع العصر الساخنة واخذ مکانا وا سعا فی الدراسات و النشاط التی یقوم به المناهضین لاضطهاد المرأة وکل ما یتعلق بهموم المرأة ؛ فعدم وضع حدا قانونیا لظاهرة العنف ضد المرأة باتت تشکل خطورة کبیرة علی النسیج الاسری و بالنهایة الاجتماعی وتفککها المتزاید بحیث إن هذه الظاهرة لا تكون على نوع واحد او شكل واحد بل لها اشكال و انواع متعددة مثل العنف الجسمي والعنف النفسي والعنف الاقتصادي والعنف الجنسي ، ولكل واحد منها مظهر مختلف ولكن في النتيجة جميع انواع العنف هذه لها اثار نفسية على المراة ونری إن هذه الظاهرة مع الأسف تستمر وتسئ فی وضع المرأة و لا تزال الجهات المعنیة بالامر المجتمع تخفي ذلك و تتستر عليه و تصمت عنه دون ای ادانة من قبل الحکومات أو أی عقاب للجناة .
الدكتورة كاترين ميخائيل هی أحد ابرز الناشطات المناضلات لحقوق الانسان التی طالبت باحقاق حقوق المرأة وطرقها العملیة بما فیها دور المنظمات النسوية وما تقوم به من لعب دور فعال في تطوير الوعي الاجتماعي والسياسي لدى المرأة وتصوراتها عن فهم العملية الديمقراطية لبناء الانسان والوطنی بحيث انها غيرت القوانين لصالح المرأة بمسیرة نشاطها الطویلة واستبعدت كل ما يمكن أن يحط من كرامتها ويهينها وحاربت كل تقليد ينتقص من إنسانيتها،
فاستضفناها تشارکنا فی هذا الهم التی لازالت تعانی منه المرأة عبر هذا الحوار:
الدکتورة کاترین ميخائيل ؛ احییك بتحیة حارة عبر الریاح الجنوبیة الاحوازية
فسلام لکي وتحیة لنضالکي الرائع
یشرفنی ویسعدنی ان ادعوکي الی حوار حول ظاهرة العنف ضد المرأة و بما فیه جرائم الشرف کوباء مجتمعاتنا الشرقیة فاهلا وسهلا بکي, والاسئله المطروحه كالتالي:
*ماهی اهم الاسباب الرئیسیة التی تودی الی العنف ضد المرأة ؟
كاترين: الاسباب التاريخية العنف التاريخي في مجتمعنا ضد المراة جذور عميقة . احد اسبابه الرئيسية هي النظرة الدونية للمراة وتفضيل الذكر على الانثى يبدأ من اول يوم من ولادة الطفلة . هذا هو الاساس في الفكر الذكوري الجاهلي وبقي يتوارث عبر قرون وتحول الى عادات وتقاليد موروثة تحتاج الى دراسات واجراءات كثيرة لاختراقها . لان المجتمع دائما مع الذكر والمراة حتى وان كانت الضحية فهي المذنبة والمغضوب عليها . واصبحت الانثى تتقبل العنف العائلي ببساطة وكأنه امر مألوف . اذا اشتكت عند اهلها او جاراتها تتلقى الجواب التالي " من منا لم يضربها زوجها " تعتقد الامر طبيعي اذن لماذا تعترض .
معظم الدوافع هي دينية متشددة عليه يجب الطلب من رجال الدين المعتدلين ان يتدخلو بهذا الامر المهم ." اود الاشارة د. شهلة الحائري ابنة اية الله الايراني قامت ببحث ميداني دقيق وعلمي غير سياسي بخصوص زواج المتعة في ايران . توصلت الى نتيجة ( ان رجال العمائم في ايران هم السبب في كل الاهانات والقسوة ضد المراة الايرانية ) , والفساد الاخلاقي الموجود في ايران صورته " ان هؤلاء العمائم خلقت بزنس اسمه زواج المتعة وهذا اكبر استهتار بحق القوانين والمواثيق العالمية التي وضعت المراة كيان مستقل لها نفس حقوق وواجبات الرجل لابل تقوم بمهمة بيولجية لايستطيع الرجل ان يقوم بها وهي الحمل والولادة والرضاعة والتربية وهي تقوم بها مجانا لابل تعتبر انسان من الدرجة الثانية في هذه البلدان المتخلفة . "هكذا حصل في جمهورية البصرة الايرانية حينها لكن اليوم رجعت البصرة عراقية وانحسرت كثيرا ظاهرة قتل النساء بحجة غسل العار او عدم تغطية الرأس ؟؟
اسباب اخرى لهذه الظاهرة
الفكر القبلي الذي كان يعتقد العشيرة هي بعدد وصلابة والقوة القتالية بازلامها اولا لان الرجل يحمل اسم العائلة ثانيا الرجل هو الذي يدافع عن العشيرة "بتفكته " المقدسة لانها هي التي تحميه وتحمي عرضه وفق المفهوم العشائري .
الرجل يشعر انه هو المسؤول الاول والاخير عن توفير مصاريف العائلة وبهذا يشعر ان مركز قوته اكبر في العائلة وعلى الجميع ان يخضع لكلمته ومن خالف فيجب ان ياخذ عقوبة وعادة ما تكون الضرب والاهانات .
*ما العلاقة بین ظاهرة العنف ضد المراة والبیئة التی تعیش فیها المرأة؟
كاترين :التربية البيتية هي عامل مهم للانسان في اغلب بيوت الشرق الاوسطية عامل القسوة والضرب والاهانات هي السائدة من قبل الاب والام وبعدها ياتي الاخ الاكبر وهكذا يتوارث العنف الذكر في العائلة ليس بحق المراة فقط بل بحق الاصغر منه سننا . كثيرا ما تسكت عن حقها مما يتمادى الرجل اكثر بالعنف عليها . ويأتي بعدها ايضا استخدام العنف في المدرسة العصى الغليظة موجودة في المدارس الابتدائية . الطفل يتربى منذ نعومة اظافره على القسوة وكأن العنف هو الحل الوحيد للاحتجاج وهذا يشمل الطفل اكثر . الطفلة تربى انها انثى يجب ان تخضع الذكر وتتقبل العنف كأنه شئ طبيعي ويكبر معها هذا الاحساس .
*لماذا نری ظاهرة العنف ضد المرأة موجودة فی انحاء العالم بما فیها الدول الغربیة ؟
كاترين : العنف موجود في الغرب لان الفكر الذكوري الموروث عبر قرون لايزول بين ليلة وضحاها . ثانيا المراة كيان انساني هي التي تعطي الحياة للبشرية هي التي تعاني بالحمل والولادة ورضاعة الطفل وتربيته ورعايته بهذا العطاء غير المشروط للبشرية يجعل منها انسانة مسالمة مسامحة صبورة عطوفة تنبذ الاعتداء على الجنس الاخر . ثالثا المراة تعي جيدا في الغرب هناك قانون يحميها فلماذا ترد بالمثل على الذي تعتدي عليها .رابعا المراة ذوبنية جسدية ناعمة لهذا تسمى الجنس الناعم قابليتها الجسدية لاتسمح لها الاعتداء على الاخر . لكن لااستثني ان بعض الامهات والمعلمات يقسون على الطفل بسبب تربية المجتمع التي ذكرتها سابقا .
*لماذا لم نری حتی الساعة قانونا یجرم العنف ضد المراة؟
كاترين :القانون في هذه الدول اعرج واخص هنا القوانين تنبع من نهج ذكوري بحت . مثال العراق نحن في القرن الواحد والعشرين وقانون العقوبات رقم 111 يعطي الحق للرجل بضرب زوجته ويسمى ( حق تأديب الزوج للزوجة ) بمعنى اخر حق ضرب المرأة مكرس في القانون العراقي . الكثير من النساء يتعرضن الى الضرب والاهانات امام اطفالهن واكثر من ذلك امام الاقارب والجيران . واحيانا اهل الزوج ايضا يتطاولون عليها مثل اخ الزوج او اب الزوج . والزوج يرى بذلك مسألة طبيعية . كثيرات النساء اللواتي يسكتن على هذا التعدي الصارخ فقط تهربا : لسببين خوفا من الطلاق او الزواج من الضرة " اي يتزوج عليها " . ثانيا الفضيحة في كل الاحوال المجتمع يدينها وليس من قانون يحميها ." والان مع حكومة المعممين ازدادت هذه الظاهرة لان رجال الدين بشكل عام لم يحترمو المراة ولازالو يعيشون بالتفكير الجاهلي الذي يقول" المراة عورة" . فكيف نطالب من هكذا حكومة ان تعالج موضوع معقد مثل هذا.
*ماهی الاسباب التی تجبر النساء اللواتی یتعرضن للعنف علی عدم رفع شکوی جها ت المسوولة؟
كاترين: ثقافة المجتمع الشرقي . المواطن في دول الشرق ضعيف التمييز بين الحقوق والواجبات . الرجل يشعر ان الحق معه في كل الاحوال . المراة تشعر هكذا تفتهم الحياة عليها فقط واجبات في العائلة والمجتمع دون حقوق . هنا اقصد الغالبية العظمى من نسائنا هذا تفكيرهن . هل هذا اصله الدين , على رجال القانون في هذه الدول مناقشة رجال الدين حول هذه القضية الخطيرة ذو ابعاد ستراتيجية على القانون والمجتمع ؟؟
*ما علاقة کرامة المرأة بالتکتم علی العنف التی تلقته من الرجل؟
كاترين :تحدثت عن هذا الموضوع في الاجابة على الاسئلة السابقة .
*هل التحرش بالمراة ولاسیما فی المجتمعات الشرقیة یشکل جزء ا من العنف ضدالمراة و بالتالی لم تدلی به المراة حفاظا علی کرامتها لم تدلی امام الجهات المسوولة؟
كاترين :ذكرت في المجتمع الذكوري دائما المراة هي المجني عليها في هذه الحالات . لكنها تسكت خوفا من عقبات اكبر مثلا يمنعها اهلها من الخروج من البيت. او يمنعها من الذهاب ال المدرسة او الجامعةاو العمل وبطبيعة المراة في هذه الدول ذو طموح كبير للعلم والمعرفة . بالاضافة الى انها تعلم جيدا انها مغبونة لكن لاحولة ولا قوة لها .
*ماهو دورالاعلام فی ازدیاد هذه الظاهرة اوتقلیلها؟
كاترين : هذا الموضوع يحتاج االى اعلاميات من الجنس اللطيف محنكات بجرئة وشجاعة للدخول الى قلب المجتمع وبما فيه العائلة . ثانيا الصحافة ليست حرة ولا تمثل السلطة الرابعة كما في الدول المتطورة .
*ماهی علاقة الوضع السیاسی،الثقافی والاقتصادی فی العنف ضد المراة
كاترين: طبيعة الثقافة السائدة اجتماعيا، هي التي تحدد عناصر الحياة في هذا او ذاك المجتمع..وكيفية التعامل معها..فلو كان السؤال لامرأة مشبعة بالفهم الديني الإسلامي لقالت لا أريد زيادة على ما في الشرع لابل تطالب باضطهاد نفسها وهي تفهم الحياة بهذا الشكل هذا حقها لكني بالضرورة ان اطالبها كي لاتفرض رأيها علي .ولكن لو سألت امرأة علمانية تريد فصل الدين عن الدولة لأنها تحت تأثير ظروف تشكيل ثقافي خاص، للعامل الشخصي دور مهم فيه..وهذا يتطلب خبرة متجددة. والمفاهيم تتغير بحسب التدرج في مستوى تكوين هذه الثقافة في المجتمع . الان في مجتمعات الدول الشرقية تناقض وصراع قوي بين التحديث والعصرنة وبين البقاء على القديم . الصراع هو بين الشباب انفسهم , والصراع الاخر هو بين الجيل الحديث والجيل القديم .
*هل استطاعت الموسسات الدولیة والتحرکات النسویة توثر فی تقلیل هذه الظاهرةوهل لدیک احصائیات عن هذه الظاهرةالمنبوذة فی العالم ؟
كاترين[2006] : نشرت مجلة النبأ تقرير بعنوان عالم المراة
العنف ضد المرأة من المهد إلى اللحد وفي أوقات السلام والحرب، تواجه النساء التمييز والعنف على يد الدولة والمجتمع والعائلة.
* مليونا فتاة... معرضات لخطر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية كل عام. ولدى 9 دول فقط تشريعات محددة تحظر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.
* 25%... من النساء يواجهن الأذى الجنسي من جانب شريك حميم في حياتهن. وليس لدى 79 دولة أي تشريع ضد العنف المنـزلي.
* 5,3%... من حوادث الاغتصاب المبلَّغ عنها في إنجلترا وويلز في العام 2003 أدت إلى إدانة.
* غير معروف: العدد الإجمالي للنساء اللاتي يغتصبن في النـزاعات. ويشيع استخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب. ومن الصعب معرفة الأرقام الدقيقة بسبب انعدام الأمن والوضع اللوجستي والخوف من وصمة العار وخطر الانتقام من النساء اللواتي يبلِّغن عن الاغتصاب.
* 61 إمرأة قتلت في اسبانيا على يد زوجها او خطيبها خلال عام 2006، وهو ما يعادل عدد قتيلات عام 2005 بكامله، اي ان هذه الظاهرة في تصاعد مستمر كما ان حوالي مليوني امرأة تعرضت لسوء المعاملة. وقالت نائبة رئيس الوزراء ماريا تيريسا فرناندث دي لابيغا ان 18 من اللواتي قتلن كن قد تقدمن بشكوى لدى الشرطة ضد أزواجهن، ولكن السلطات لم تستطع حمايتهن، وهذا يدل على وجود خلل في تطبيق قانون حماية المرأة الذي اصدرته الحكومة الاسبانية عام 2004.
*دل احصاء اجراه مجلس حقوق الانسان المستقل في افغانستان، في خمس ولايات جنوب افغانستان ان 600 امرأة اقدمن على الانتحار هذا العام، معظمهن من ولاية قندهار التي تشهد حاليا صراع بين مسلحي طالبان وحكومة كابول.
السبب وراء ظاهرة الانتحار هي الزواج بالاكراه والزواج المبكر في سن الطفولة ووعي النساء لحقوقهن.
*جرائم الشرف کوجه مرعب و رائج من وجوه العنف ضد المرأة فی مجتمعاتنا الشرقیة، ماهو الحل ؟ وکیف تستطیع النخبة والمثقفین فی مجتمعاتنا القبلیة یضعوا حدا لهذه الظاهرة؟
كاترين :لهذه الاسباب التي ذكرتها يتطلب معالجة الموضوع بتأني ودراسات عميقة وشافية من قبل " الهيئات المختصة _ منظمات المجتمع المدني _ الجامعات والمراكز الاكاديمية " علماء الاجتماع بشكل خاص وبعدها تقديم مقترحات عملية لمعالجة الموضوع من جذوره .
اولا :يجب الضغط على المرجعيات الدينية وكل رجال الدين لطرح فتوى تدين القتل اي كان وتثبت كلمة المراة في الفتوى . منطلقين من اية تقول ( ومن قتل نفسا بلا ذنب قتل الناس جميعا ) وهذا يشمل كل رجال الدين لكل الطوائف لان رجال الدين هم الان بمثابة مرشدين اجتماعيين والناس تسمعهم .
ثانيا :على كل منظمات المجتمع المدني ان تقيم دورات وورش عمل خاصة بهذا الموضوع فقط وتدخل في تفاصيله .
ثالثا: لازال الاعلام في الشرق فقير بهذا الجانب . يجب ان تكرس برامج في كل وسائل الاعلام لادانة هذه الجريمة منطلقين ان الاسلام حرم الوأد وهذا بحد ذاته هو الوأد .
رابعا: تطوير المناهج الدراسية من الروضة الى الجامعة وادخال روح التسامح ومفهوم حقوق الانسان الى مناهج الدراسة .
خامسا: المجيئ بوزاراء علمانيين بعيدين عن الدين في وزارة التربية والتعليم ووزارة العليم العالي والاعلام والثقافة مهمة ملحة لكل دول المنطقة .
سادسا : القضاء ضعيف في هذا المجال يجب محاكمة قسم من هذه القضايا في الاعلام وتعرية المجرم والعائلة التي تقوم بقتل بنتها . محاسبة العائلة التي تنتحر المراة فيها لان العائلة تضغط على المراة مما تلجا الى قتل نفسها .بكلمة اخرى فضح الجريمة امام المجتمع ينكس رأس العائلة .
سابعا: التلفزيونات التي لها جمهور يجب ان تقوم ببرنامج خاص كل يوم ضمن الحملة "لا لعنف النساء" ويجب ان ياتو بمقابلات لاشخاص مهتمين بقضايا المراة .
ثامنا: الجامعات في كل المنطقة لازالت فقيرة بدراسة هذا الموضوع دراسة اكاديمية .
تاسعا :الاحزاب السياسية لازال دورها ضعيفا بهذا المجال ودور النساء المسئولات في الدول الشرقية اضعف الا معدودات اللواتي يطرحن القضية بجرأة.
عاشرا: نحتاج حملة دولية مع المراة في كل الدول الشرقية وعلى البرلمانيات و المجتمع المدني ان يتحرك بهذا الجانب .
حادي عشر : الوقوف بحزم ضد جميع أنواع العنف في الشارع في جميع دول الشرق الاوسطي، ومعاقبة مرتكبيه بحزم .
اهلا بکي مرة اخری الاستاذة الدکتورة کاترین میخائیل ضیفتنا الکریمة
ولکي جزیل الشکرمنی لقبولکي الدعوة
فالف تحية لك ولكل اولئك الجنود المجهولين، الذين ضحوا بأنفسهم ، وسطروا أيات البطولة والتضحیات بالکلمة والقلم.

اجرت الحوار إلهام لطيفي- باحثة وصحفية أحوازية- ايران