بقلم : ماجد البلوي ... 29.10.08
بسم الله الرحمن الرحيم..اخواني الاعزاء.. سبق لي ان حدثتكم عن بعض عادات البدو والآن اكمل الباقي لكم وخصوصآ عن عمل المرأه البدويه وتضحياتها في الباديه..ان حياة البدو جميله وفيها شقاء وتعب وكد وجهد..والمراءه البدويه دينامو بيت الشعر وهي منذ صغرها يعلمونها البعض من البدو الرعي مع الاغنام ..في حال لم يكن عندهم راعي او كبر والدها او اي سبب من الاسباب لا يوجد حرج في رعيها للأغنام مع صوحباتها في الصحراء.. لذلك هي اخت للرجال في الصمود في هذه الفيافي وتقاسي ما يقاسون بل وتسرح اغنامها معهم واذا بعيده عن الرعيان فانهم يحافظون عليها ويحمونها الى ان تعود الى اهلها ..وتعرف هذه البنت الصغيره كيف ترعي اغنامها ومتى توردهم الماء وكيف تولدهُم اذا اعسرت بعض الاغنام عن الولاده.. وتكون معها قطعه من القماش لتطريزها وعملها ثوبآ لها وعند خطوبتها وزواجها يكون معها اكثر من ثوب طرزتها بنفسها.. وبعض النساء بعد زواجها تضل تسرح في اغنام اهلها او زوجها وبعض البدو يشترط على العريس ان تسكن ابنته بجواره وترعى غنمه بعد الزواج لانه ليس عنده من يسد محلها ويتقبل العريس شروطه بكل رحابه صدر لانه يعتبره مثل والده هذا هو مجتمع البدو المتماسك والمتعاون في حياتهم القاسيه.. وتظل بعض النساء تسرح مع اغنامها حتى وهيه حامل وفي شهرها الاخير وممكن ان يجيئها المخاض وألآم الطلق ولا يكون عندها احد.. لوحدها في هذه الصحراء لا يوجد معها غير الله وهو ارحم الراحمين بعباده.. وتكون هذه المرأه الصابره مستعده لذلك.. وعندما تشعر بقرب لحظه ولادتها تقعد على الأرض وتتكيء على جنبها وتقاسي آلامها لوحدها وتدعو ربها ان يهونا عليها؟؟ وتكون معها خريطه او جرَّاب من الجلد تعلق على الكتف تشبه الشنطه النسائيه التي تصنع للموضه اليوم ومن اغلى انواع الشنط الجلديه.. ويكون داخلها قطع من القماش النظيف لعمل (اللفائع) وهي الحفايض البلاستكيه اليوم؟ وكذلك (المقاط)وهو الرباط.. انني اسمي الاشياء بأسمائها ليعرفها الجيل البدوي الجديد الذين لم يعرفوها حتى لو كانوا من ابناء الباديه.. ويكون مع البدويه كذلك مقص او موس لقطع (سر العيل) اي لقطع سرته عند ولادته وخيط وكحل وبعض الشعر المحروق وبعض الملح الناعم لوضعه على سرة المولود بعد قطعها لانه هذا هو المطهر ويقطع الدم من السره.. وتضع على الجرح الكحل وتغطيه بقطعه قماش صغيره وهيه بمثابه اللفاف وتربطه بالخيط وتلفع مولودها باللفاع وتشده بالمقاط .. ويكون معها كذلك( بخنق)وهو طاقيه صغيره للمولود تضعه على رأسه.. وتعتني هذه المرأه البدويه البطله بنفسها من خلال قطع من القماش تكون معها وتعمل لها حزام ليُعينها ....وتقوم بالاعتناء بمولودها فورا بعد الولاده علمآ ان ولادة المولود تنسى المرأه كل آلامها وتضمه وبسرعه الى حضنها وبسرعه.. تزيل الغشاء وبسرعه عن انفه وكذلك تنفخ في خشمه ولا يهدأ بالها على المولود الى عندما يبدأ هذا المولود بالصراخ.. هنى تستريح وتتحمد الله على سلامتها وسلامة مولودها.. انظروا ايها الاخوه في عصر العولمه..كيف ان المرأه البدويه راعيه اغنام وحامل وتكون القابله لتوليد نفسها وكذلك الدكتوره لوحدها وهي لا تعرف القراءه ولا الكتابه وعايشه على الفطره .. وقارنوها مع وضعية نساء اليوم .. انظروا كم تعاني هذه البدويه المجاهده ..انا اعرف ان بعضكم لا يصدق هذا ..لكن يا اخواني اسألوا اهلكم والنساء الكبيرات في السن مثل جداتكم.. هذه هي الحقيقه.. ولنرجع الى موضوعنا ان المرأه البدويه وبعد لف مولودها بالقماش وربطه وتلبيسه البخنق تقوم بوضعه على صدرها وباذن الله تدر عليه الحليب مثل الناقه عندما تشتم رائحه حوارها وتقوم بارضاعه وهو لا يعرف ان يلقم الحلمه وما هيه الى لحظات الى وهو يرضع بشكل طبيعي بقدره الله وبعد ان تستريح وتسترجع انفاسها بعد ارضاع هذا الضيف تقوم بدفن المشيمه وتقوم بدفنها بالرمال وممكن ان تأخذ هذه البدويه غشاء المولود الذي يسمونه (البرنس) وتفرح البدويه اذا كان غشاء مولودها من البرنس هذا انه صاحب حظ وسعد وسيكون له شأن في يوم من الايام.. لذلك تأخذ هذا الغشاء معها وتملحه وتنشفه وتحتفظ به مع افتخارها بذلك انها ولدت مولود له برنس وهذا البرنس يستعمل للعلاج عند البدو.. لذلك تفرح هذه البدويه لهذا الغشاء البرنس لأن بعض هذه الاغشيه قليله وقليل من يولدون بها.. وبعدها تقوم البدويه بوضع ولدها داخل (زوقاحه) وهي تشبه الارجوحه وتربطها على رأسها او على ظهرها وعندما تعرف انها بخير تقوم بشرب الماء او ما معها من الخبز او الحليب الذي يقيتها ..وبعدها تنظر الى اين صارت اغنامها وفي اي جهه ترعى تقوم بحمل مولودها وتلحق غنمها وهي تمشي الهوينا وتظل قرب اغنامها ومع العنايه بولدها والغناء له لفرحتها بقدومه الى ان يقرب موعد غروب الشمس وبدأ العوده الى اهلها وترجع البيت وتبشرهم بالمولود ويفرحون به وتستريح ثاني يوم من الرعي وتقوم نساء البدو بعمل الحليب والشوربه وبعض الاكلات الخاصه وتقوم جاراتها باخبار الحريم الاخريات لزيارتها للأجر.. ....وتبقى هذه المرأه البدويه التي انجبت المولود مثل ام العريس الكل يبارك لها ويهنيها ويوزعون الحلوى الكعكبان على الاطفال.. ويقوم زوجها بذبح وليمه ويعزم الناس عليها واثناء طبخها يشوي لزوجته من الكبد والكلاوي والطحال ومن مرق اللحم ويرسله لها وبعدها يسمون المولود اسم زين يختارونه له من البيئه المحيطه بهم مثل(ذيب او فهيد او كليب او.. او سالم او سلامه او سويلم) ويطلقون لهذا الولد اسم آخر يسمى عند البدو(نبز) مثل(بحور او جروان او ابو ذراع او براطم)وهو لقب اخر له لدفع الشر عنه ويبقى هذا النبز ملاصقآ له طول عمره ويكاد لا يعرف الى به ويسمون اولاده به كذلك وعندما يكثرون اولاده واحفاده يسمى فخذهم من القبيله بهذا اللقب.. وتستريح هذه المرأه يومين او اسبوع وبعدها يشتد حيلها وتسرح مره أخرى مع اغنامها.. ويكون طفلها معها ترضعه وتحمله على ظهرها.. انها صراع البقاء في الباديه وقسوة العيش في الصحراء.. انظرو كم هي هذه المرأة البدويه صابره وهذه حلقه من رعي الاغنام فقط وهي طفله الى ان تتزوج الى ان تُخلف مولودها حلقه واحده ولم ننتهي من تضحيات امهاتنا وجداتنا؟؟ ولم نعطيهن حق تعبهن وصبرهن على هذه العيشه في ذلك الزمان خواني الاعزاء: تحيه لنساء البدو تحيه اجلال وتقدير الى الاخلاص وحب الحياه والى صبر المرأه البدوية.. وكذلك نساء الحضر والمدن والله واجب علينا ان نؤدي لهن التحيه مثل العسكر ولكل ام انهن الاصل وما نحن الى الفرع .. اخواني الاعزاء لنا لقاء مع نساء البدو وفي حلقات اخرى وانني لم انصفها مهما قلت عنها.. والسلام عليكم ورحمته الله وبركاته..