بقلم : ماجد البلوي ... 19.8.08

بسم الله الرحمن الرحيم.تحيه طيبه لمن يقراء رسالتي الدوريه في هذا المنبر الحر برئآسه استاذنا الدكتور شكري الهزيل والى الاخوان الذين يعملون معه بصمت وهم الفرسان المجهولين لهم جزيل الشكر والعرفان.اخواني الاعزاء ولنبدأ هذه الحلقه كيف يبدأ البدو يومهم في الصحاري والقفار ولنترك قضائهم العشائري الى حلقات قادمه باذن الله..يبدأ البدو يومهم منذ الفجر تدب بهم الحياه يصلون صلاة الصبح وبعدها يسمعون صوت دق النجر ورائحه حمس ودق القهوه من بيت شيخهم او كبيرهم ويكون من يحضر هذه القهوه هو "عبدهم" او ولد الشيخ او هو الشيخ صخصيآ ويسمى المجلس او الديوان او الشق ويذهب اليه بعضهم لشرب القهوه والشاي والحليب وبعضهم يفطر به ويتحدثون في امورهم اليوميه من اماكن الرعي والى اي اماكن بعضهم سيذهب اليها ويبدأ الصباح بالظهور وتبدأ زقزقه العصافير والكلاب بالنباح وتسمع ثغاء الحملان وصغار الماعز وهي تنادي على امهاتهم لترضع حليب الصباح.. وتبدأ النياق ومفردها ناقه. بالحنين الى قعدانها ولا تحلب الناقه وتدر درتها بالحليب الى ان تشم رائحه حوارها ولو ان هذا الحوار مات فان البدو يقومون بسلخ جلد هذا القعود ويحشون هذا الجلد بالقش ويجعلوه على هيئه القعود ويسمونه(البو ) ويخلون الناقه تشتم رائحه ولدها من هذا الجلد وتحن الناقه(الحنين هو صوت الناقه)حنين يقطع القلب وبعدها بقدره الله يمتليء ضرعها بالحليب ويحلبونها. ولا يوجد احن من الناقه على ولدها وبعض النياق اذا مات حوارها تقعد اكثر من شهر بجانبه وهو ميت وحتى لو طلعت رائحته ولن تبرح مكان موته حتى تقطع الامل بعدم عودته وبعض النياق تظل تزاور مكان موت ولدها اكثر من عام وهي تطلق حنين يخلي بعض من يسمعونه يبكي تأثرآ على حنينها كل هذه المده على ولدها ولذلك البدو يصنعون من جلد ولدها البو وتشتم رائحته لأجل ان يوهموها انه حي ويظلوا يحتلبونها.. لعلكم لاحظتم اطالتي في الكتابه عن النياق وتركي موضوعنا الاصلي واعلموا اخواني الاعزاء ان الحديث عن الابل يحتاج الى مجلدات وهي من ضروريات حياه البدو سابقا ومن عنده راس من الزمل او الابل كأنه عنده سياره امام بيته ولنا لقاء في موضوع الابل فيما بعد باذن الله.. ونرجع الى موضوعنا كيف يبدأالبدو يومهم: بعد ان يتناولون الشِياب القهوه في الشق في الصباح وتبدأ النساء من الصبح الباكر الحلب بأن يقرنوا الغنم ان كانت شياه ومفردها شاه وان كانت كثيره يقرنوها على المربط اي يربطوها كل واحده وراء الاخرى في صف طويل وتتعاون المراءه البدويه مع ضرتها ان كانت لها ضره او ابنتها او امرأه ولدها في الحلب وماهي الا اقل من ساعه حتى تكون الاغنام جميعهاالا وهي محلوبه وتحلب هذه المرأه ظريع واحد وتبقي الظريع الاخر للأجل خروفها ليفطر به لان الخرفان تكون صغيره لا تستطيع الرعي. اما كانت المرأه تريد ان تحلب الماعز فانها تحضر الوعاء الذي ستحلب به وتقوم الى العنز وتمسك احدى رجليها الخلفيه وتجلس القرفصاء وقد وضعت رجل العنز بين رده رجلها من الجهه الخارجيه قرب ركبتها وجلست القرفصاء لتمنع العنز من الحركه والعنز مبرمجه على هذا الوضع يوميآ وتبدأ المرأه بالحلب الى ان تحلب جميع الماعز وطبعآ ظريع واحد والآخر لمولود العنز او نصف من هذا الظريع ونصف من الظريع الآخر. وبعدها يجمع الحليب ويوضع في قدر على النار ويسخن وتقوم باطلاق صغار الماعز لترضع امهاتها وكل جدي يبحث عن امه واذا حصل ان غلط احد الجديان ورضع من غير امه فان العنز تقوم بشم هذا الجدي من عند ذيله وهو يحرك لها ذيله وتتراقص مع رجليه ويديه وهو يمئمء ويرضعها وتكون بقدره الله تعرف رائحه جديهاواذا اكتشفت ان من يرضعها ليس ولدها فانها ترفسه رفسه وتردسه برأسها ليبعد عنها وتثغي ليسمعها جديها ليأتي اليها لانه عند اطلاق الجديان دفعه واحده تحصل بعض اغلاط الجديان مع امهاتها..وتقوم هذه المرأه البدويه المجاهده والصابره على قسوه الحياة بعمل الفطور لاولادها قبل ان يصحون من تحضير الحليب والشاي وخبز الشراك المخبوز على الصاج وبعد طلوع النهار وفطور العيال يبدأ يومهم هذا وباذن الله سنكمل لكم هذا في حلقه قادمه والى القاء والسلام عليكم ورحمته الله وبركاته..اخيكم/ ماجد البلوي
ملاحظه.. ديار النقب : السيد ماجد البلوي سيخص صحيفة ديار النقب بحلقات واجزاء متتاليه ودوريه حول التراث البدوي والعادات البدويه, وله جزيل الشكر