بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 08.08.2009
ما عليك إلا ان تتأمل وتحدق في ما يجري يوميا وما تتعرض له القدس من هجوم تهويدي صهيوني مكثف يستهدف مافوق وتحت ارض القدس العربيه لابل انه يستهدف معلم اسلامي يُعتبر من اقدس المقدسات الاسلاميه وهو المسجد الاقصى المبارك وفي المقابل عليك ان تتأمل في حال العرب المزري وغابة الصمت العربي حول ماهو جاري في القدس زهرة المدائن التي تتعرض الى دمار مبرمج واجتثاث متدحرج يستهدف هويه القدس العربيه والاسلاميه ويذهب الى حد التخطيط لهدم وتدمير احياء وحارات عربيه بالكامل في القدس ومحيط القدس وافراغ القدس من مواطنيها العرب من خلال احتلال بيوتهم وفرض الاحلال القسري للمستوطنين الصهاينه بدلا من السكان العرب, ومن الواضح ان الدوله الاسرائيليه تُسخر كل قوتها الاقتصاديه والعسكريه والاعلاميه لدعم المستوطنين وتهويد القدس, بينما في المقابل لاتسمع للعرب صوتا ولا تلمس على الارض ان المقدسيين الفلسطينيون يتلقون دعما[ الا ما ندر] يدعم صمودهم على الارض ويدعم نضالهم اليومي ضد مشاريع تهويد القدس وتجويف ارضية المسجد الاقصى من خلال الانفاق والحفريات اللتي تقوم بها اسرائيل تحت ارض وباحات ومحيط المسجد الاقصى الذي يتعرض تكرارا ومرارا الى اقتحامات واعتداءات متواصله من قبل المستوطنين الصهاينه الذين يحاولون ايضا فرض معادلة إحياء ما يُسمى بذكرى خراب الهيكل المزعوم على حساب وجود المسجد الاقصى المبارك......العرب ومشتقات اوسلو من فلسطينيين يعيشون في غيبوبة الخنوع و الخلافات بين فتح وحماس بينما تستنفر اسرائيل كل قواها العسكريه والاقتصاديه في هجمتها الاستيطانيه والتهويديه اللتي تستهدف القدس العربيه جغرافيا وديموغرافيا واقتصاديا...من العيب والمعيب ان تستحوذ الاخبار العربيه هذا الكم الهائل من الاخبار حول حملات التهويد الجاريه في القدس و الاخطار التي تتربص وتحدق بمستقبل عروبة القدس في الوقت اللذي لا يُحرك فيه العرب ولا سلطة اوسلو ساكنا من اجل القدس سوى تصريحات فارغه لدرء العتب وليست لدرء الاحتلال ومخططاته التهويديه في القدس... العربي الذي يصمت على تهويد القدس هو شريك فعلي وموضوعي لاسرائيل لابل انه لاحق لهذا العربي والمسلم الذي يشارك في غابة الصمت العربي ان يدَّعي انه له حق في عروبة واسلام القدس.. الحق لمن يستحقه ولمن يدافع عن القدس بشتى الوسائل وليس لمن يتواطأ ولا يُسيِر حتى مظاهرة رمزيه في العالم العربي لدعم القدس واهل القدس المرابطين في الخط الامامي ويقفون على ابواب وفي باحات المسجد الاقصى يدافعون يوميا عن القدس وعروبة القدس بينما ملايين من العرب والمسلمين يتكدسون امام نشرات الاخبارو يشاهدون كمجرد مشاهدين ما يجري في القدس من عدوان وظلما يتعرض اليه ابنا ء الشعب الفلسطيني بشكل عام والقدس بشكل خاص... مجرد ساده مشاهدين وليست مشاركين في معركة الدفاع عن عروبة واسلام القدس:: هذا هو حال العرب والمسلمين الذين خانُوا اسلامهم وعروبتهم عمليا وموضوعيا من خلال صمتهم على مايجري في القدس وما يتعرض له مسرى النبي محمد صلعم والمسجد الاقصى المبارك.....العربي والمسلم الذي لايدافع عن القدس ويدعم نضال اهلها[ باي شكل من اشكال الدعم] الذين يتصدون للاحتلال والاحلال الصهيوني, فهو قاصر ومُقصر ولا يحق له الحديث عن انتسابه للقدس ما زال هو لم يفعل شيئا من اجل القدس.. شبعنا كلام وشعارات فارغه الى ان وصل مُوس الاستيطان الصهيوني الى بيوت المقدسيين والى باحات المسجد الاقصى,, وشبعنا لابل اصابتنا التُخمه من الخطابات والخطب الرنانه والادانات.... أقرأوا هذا الكلام واسمعُوه لغيركم من العرب والمسلمين : القدس اليوم في عين عاصفة وتسونامي الاحتلال والاحلال الصهيوني, وانتُم ايها العرب المسلمين كنتم وما زلتم مجرد مشاهدين ومنافقين ولم تفعلوا للقدس واهل القدس شيئا ولم نسمع سوى خطب وخطابات جوفاء وفارغه لم توقف اسنان الجرافات الاسرائيليه التي تجرف وتبتلع يوميا وكل يوم قطعة من هوية القدس العربيه والاسلاميه... لم نرى منذ امد مظاهرة واحده في العالم العربي والاسلامي تندد بما هو جاري في القدس من تهويد واحتلال واحلال صهيوني!!... لا تقولوا ولا تدَعُوا ان لا علم لكم بما يجري في القدس ولا تدَعُوا اننا لم نعلمكم بالجاري, فهذا كذب ونفاق محض حيث يعلم ويُشاهدُ جميعكم والقاصي والداني من المحيط الى الخليج ما يجري في القدس وما هو جاري للمسجد الاقصى, ولكن الجميع شعوبا وحكاما عربا يتغاظى ويدير وجهه حتى لا يرى عوراته وجُبنه وهو يشاهد ما يجري في القدس وفلسطين ويتغاظى عنه وينتقل من فضائيه فارغه الى اخرى عابثه وماجنه....كفى كذب عربي وعجمي في هذا الصدد, فالقدس اليوم ليست كما كانت بالامس وغدا ستكون ليست كما كانت عليه اليوم لان الاستيطان والاحلال الصهيوني زاحف ويبتلع القدس العربيه قطعة قطعه حتى اصبحت الاحياء العربيه نقاط وجزر في بحر استيطاني صهيوني يحيط بالقدس من كل اتجاه ويتلوى في احشاء المدينه المقدسه شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ومركزا واطرافا....هذه هي الحقيقه الذي يجب ان يدركها العرب والمسلمين ويدركها البهلوان الشاطر[في الحكي والكلام] عمرو موسى امين عام الجامعه العربيه التي لا تحرك ساكنا وتستكين كذبا وزورا لما يسمى بعملية السلام وكذب اوباما وميتشل وكلينتون وعباس...سلام غابة الاستيطان!! فاين هو عمرو موسى من ما هو جاري في القدس واين هو ايضا امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي؟؟ واين هي ما تسمى بلجنة القدس النائمه والهامده؟؟... اين كل هؤلاء من ماهو جاري في القدس التي تتعرض الى هجوم تهويدي مكثف لا سابق له ومن الواضح ان اسرائيل تستغل الانقسام الفلسطيني والصمت العربي والاسلامي وتقوم بتهويد مكثف للقدس يهدف الى فرض وقائع وواقع على الارض من خلال الاستيطان والمستوطنين والاحلال والاحتلال!.... وبعد حين ستنُوح فرق النواح العربيه والاسلاميه على ما الت اليه الامور في القدس, وكأن هؤلاء العرب والمسلمين لم يشاركوا بصمتهم اسرائيل في تهويد القدس وتدمير معالم عروبتها تماما كما صمت هؤلاء على ماجرى ويجري لمعالم فلسطين التاريخيه من تدمير مبرمج حين اصاغ الصهاينه قوالب واسماء جديده للمدن والاماكن الفلسطينيه وحوَّلُوا المئات من المساجد في فلسطين السليبه الى خمَّارات وزرائب للبهائم ودمروا بالقوه العسكريه بالاهمال مئات القرىو عشرات من المدن الفلسطينيه ..هكذا نبتت الاشجار والاعشاب منذ اكثر من نصف قرن على اطلال يافا وخراب حيفا ومساجد عسقلان والمجدل وبئر السبع التي تحولت الى حانات وزرائب ومتاحف,,, و نحن كنا وما زلنا نركض وراء السراب والكذب العربي والاسلامي الرسمي والشعبي ننشد تفاهات الامور في ظل ولائم لحمنا الحي ووطننا الحي الذي تلتهمه اسرائيل امام عيوننا وعيون ملايين لا بل مليارات من العرب والمسلمين... قرن من الزمان واكفان الموت كما هي اكفان الكذب العربي تلفنا وتشيعنا في جنازة من المهد الى اللحد.. نحن في فلسطين تموت اطفالنا ونساءنا وتنحَّر على معابر العرب كما تولد وتموت على معابر وحواجز اسرائيل,,,, يتسلل مُصلينا الى القدس حتى يؤدو واجبهم الديني والمحظوظ من يصل متسللا الى باحات الاقصى الشريف,, والالاف تقضي يومها تنتظر رحمة مُحتل غادر لربما يسمح لها بالصلاة في القدس!! حتى الصلاة في بيوت الله والاقصى صارت بتصريح وتحت رحمة اسرائيل ناهيك عن هذا الاذلال الرهيب الذي يتعرض له الفلسطيني في طريقه الى العباده والى القدس والى المسجد الاقصى المبارك... والان جاءت وحلت مرحلة اخرى من الاستيطان والاحتلال الصهيوني تستهدف البلاد والعباد والقدس وعروبة القدس..كذب في كذب وتضليل في تضليل هذا الذي تسمعونه حول القدس وما تبقى من القدس الذي يبتلعها الاستيطان الصهيوني المدعوم ماليا واقتصاديا من قبل راعية السلام المزعومه.. امريكا المجرمه... وفي المقابل لا يحصل عرب القدس ومسلميها ومسيحييها على اي دعم عربي يُعزز صمودهم وبقاءهم في القدس امام هجمة صهيونيه تهدف الى احتلال القدس فوق الارض وتحتها!!.. هذا هو الواقع والكلام الاخر مجرد هراء وشعارات لحاكم ومحكوم عربي مهزوم ومأزوم.... المهزوم والمأزوم هو ليس الحاكم العربي المتخاذل فقط لابل ايضا هذه الشعوب العربيه الصامته اللتي لا تجرأ حتى على تسيير مظاهره تندد بتهويد القدس او حصار غزه.....اخوتكم في الدين والعروبه على الورق والوهم فقط وحين تحط الشدة رحالها في غزه والقدس ما عليهُم الا تغيير محطة فضائيه بأخرى اكثر خُلعا واكثر غُربه!!!.. انظروا بربكم ماهو جاري من نفاق عربي واسلامي صارخ حين يحظى الاستيطان الصهيوني في القدس بالدعم الصهيوني والامريكي والغربي, بينما لا يحظى صمود عرب القدس باي دعم عربي لابل ان المفارقه ان نسبة كبيره من المقدسيين يعانون من الفقر والحرمان ولا يحظون بالدعم العربي والاسلامي المطلوب رغم انهم يرابطون في الخندق الاول ويدافعون عن الاقصى الشريف وقبة الصخرة ومسرى محمد صلعم.. اسرائيل وامريكا يخصصان المليارات من الدولارت لتهويد القدس بينما لايحصل عرب القدس الا على القليل القليل والذي لا يذكر من الدعم المادي العربي والاسلامي....غابة الصمت والخنوع والخذلان العربي الى اين؟....اذا كانت وما زالت القدس وما يجري لها لا تحرك ضمير العرب والمسلمين؟...فما هو الشئ الذي سيُحرك راكد العرب والمسلمين.. لماذا كل هذا الصمت لابل لماذ كل هذا التكالب العربي على القدس زهرة المدائن اللتي تُزف الى مذبحة الاستيطان الصهيوني في ظل صمت عربي مطبق يؤذن بموافقه طوعيه او قسريه على ما يجري للقدس من تهويد ما وراءه تهويد, بمعنى واضح :: ماهو جاري اليوم في القدس هو تسونامي استيطاني صهيوني مبرمج يهدف الى فرض واقع صهيوني يسيطرعلى القدس بشكل كامل باعتبار انها عاصمة اسرائيل الابديه كما يزعم نتانياهو وغيره من الصهاينه....
ان الاوان ان نقول لهؤلاء العرب والمسلمين الذين يصمتون على ماهو جاري للقدس من احتلال و تهويد, ان نقول لهم بالفم المليان ودون مواربه ان يخجلوا من ذاتهم وعلى ذاتهم بصمتهم المطبق على مايجري للقدس والاقصى المبارك, وان لايُطالبوا بحق في قدس لايدافعون فيه عن القدس والاقصى المبارك.. الفلسطينيون وخاصة المقدسيين هُم من يستحقون كل التقدير والدعم لصمودهم ودفاعهم عن المقدسات العربيه والاسلاميه في القدس, وهم النشاما الذين يرابطون في القدس وعلى ابواب اسوار القدس وباحات المسجد الاقصى في الوقت الذي تغاظى ويتغاظى فيه العرب والمسلمين حكاما وشعوبا عن مخططات التهويد والاحلال الذي تتعرض لها القدس.. الفخر كل الفحر والتحية كل التحيه لمن يدافع عن القدس وفلسطين,,,, والعار كل العار لسكان وقاطني غابات الصمت العربي الذين يصمتون ويقفون متفرجين على الهجمه الصهيونيه والتهويديه الجاريه في القدس وفلسطين بشكل عام!!