بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 03.09.2009
القيادة السياسية الراهنة للشعب الفلسطيني تقتل نون النسوة، وتعلّق المرأة الفلسطينية من رحمها، وتحجب عن عقلها الشمس، وحتى لا يقال: بأنني أتجنى، وأتعمد هتك وجاهة القيادة لشيء في نفس يعقوب، أقول: إن تاريخنا الفلسطيني ليؤكد أن القيادة السياسة الراهنة لم تسلم بالتطور الحياتي الطبيعي، وبتدافع الأجيال، ويكفي دليل؛ أن هؤلاء القادة ما انفكوا يقودون العمل السياسي، والحياتي، والميداني الفلسطيني منذ منتصف القرن العشرين، وحتى يومنا هذا، وبغض النظر عن حجم الإخفاق، والنجاح في مهمتهم طويلة الأمد التي لا تنتهي إلا بالموت قعوداً على كرسي التنفيذية، أو بالسكتة على فراش العسكرية، وللتأكد من صحة اتهامي لهم، راجعوا معي جملة الأسماء الفلسطينية التي تقود، وتوجه العمل السياسي الفلسطيني؛ ستجدون إن أقلهم زمناً في العمل السياسي تجاوز فترة الرئيس الأمريكي الحالي "باراك أوباما" والرئيس السابق جورج بوش، والرئيس الأسبق منه بيل كلنتون، والرئيس الأمريكي بوش الأول، بل وتجاوز من سبقه من رؤساء مثل "كاتر" و"ريجان" و"فرود"، و"نكسون"، و"جونسون"، حتى "كيندي" تخيلوا أن كل هؤلاء الرؤساء الأمريكيين تم استبدالهم، رغم أنهم منتخبون، وعملوا بأمانة، وإخلاص وتفاني من أجل وطنهم، ويشهد لمعظمهم بالكفاءة العالية، ومع ذلك فإنهم سلموا بأن رحم المرأة الأمريكية الذي أنجبهم، لقادر على أن ينجب من هو أكفأ منهم، بينما قادة العرب الفلسطينيين يصرون على أنهم يعلمون الغيب، ويعلمون ما في الأرحام، وينزلون غيث النصر على الشعوب التي لم تذق طعم الفرح.
الغريب، والمدهش والعجيب؛ أن هؤلاء القادة يدعون إلى حرية المرأة وإنصافها، ويطالبون بالديمقراطية، وهم الذين يتمسكون بأزلية القيادة، وهم الذين يذبحون المرأة الفلسطينية على ركبة بقائهم أمناء عامين، وهم الذين يصرون على بقائهم أعضاء لجنة مركزية، أو قيادات عسكرية فلسطينية لم تذق طعم النصر في حياتها، ولم ترفع جبهتها عالية للشمس إلا في حالة رفع الرايات البيضاء للاستسلام، أو الانسحاب، أو أثناء الهرب.
رحم الله الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود، والد أحد القادة الفلسطينيين التاريخيين الأفذاذ الحاليين الذين لا تبلى زعامتهم مع مرور الزمن، ولا يذوب نعل حذائهم القيادي وهو يدوس على خصومه دون وجل، رحم الله الشهيد عبد الرحيم محمود، وهو يقول:
يا نونُ، يا حَزينُ، أهكذا تهونُ
يَعلو عَليكَ "واوٌ"، وأنتَ منهُ دونُ!