بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 29.08.2009
بادئ ذي بدء سلام الله عليك ايها الشعب الفلسطيني والوطن الفلسطيني,,,سلام عليك وعليكم في الوطن والمهجر والقدس والمخيم والقريه والمدينه,,,,سلام عليكم في السهل والجبل والساحل والصحراء..سلام عليكم اينما كنتم وتواجدتم وطنا ومهجرا في زمن الشدة الشديده وزمن فقدنا او كدنا نفقد فيه بوصلة اتجاه الوطن والوطنيه الفلسطينيه, وزمن نسينا فيه اعداءنا وجلادينا واستدرنا الى الجسد الفلسطيني نجلده وننهشه في ام المعارك الفصائليه والعبثيه وزمن العدمية الفلسطينيه اللتي بدأت تأخذ منحى اخر واتجاه اخر يقود الشعب الفلسطيني الى صحراء التيه وتيه الصحراء... زمن عصر الملح الفلسطيني والجمود الوطني وكانكم تسالونهم وتسالوننا: متى ستُحل القضيه الفلسطينيه؟.. ليأتي الجواب من زوايا الظلام والجهل الفلسطيني: عندما ينور الملح!,,, ونحن نقول من فوهات وطاقات النور المتبقي ان القضيه الفلسطينيه قضية عادله تحمل في طياتها وجوانبها واحشاءها كل اطياف ومقومات العدل ومقومات الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني حين كانت وامست فلسطين عامره باهلها لتصبح على مأساة مستمرة منذ عقود وقبل نشأت الفصائل واعلان الامارات بزمن طويل.. نعم ان فلسطين اليوم رهينة في رقاب فلسطينيه عبثية وعدمية يهمها عقد مؤتمراتها وتلميعها لذاتها اكثر بكثير من واقع الاحتلال الاسرائيلي الرابض على صدر فلسطين كل فلسطين والقابض على روح الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا وبرا وبحرا الى حد ان يُغذَّى الفلسطيني بالقطُّاره ويتنفس من طاقات وفتحات يفتحها المُحتلون بين الفينة الاخرى, ناهيك عن ان الصلاة في القدس والمسجد الاقصى تحتاج الى الف تصريح اسرائيلي ومشاق جمه حتى تصل الفئات العمريه الفلسطينيه المحدده مسبقا الى الصلاة في الاقصى, ونحن وفي كل عام سنشهد في شهر رمضان الكريم:: كيف يتلاعب الاسرائيليون حتى في حق الفلسطيني بالصلاة في المسجد الاقصى المبارك... بالمناسبه: شدوا الرحال الى اقصاكُم حتى لو رابطتم على ابوابه وفي اكنافه ليلا نهارا... حق فلسطيني وباطل اسرائيلي هذا الجاري في القدس على وجه التحديد لابل ان القدس هي الامتحان العسير الذي يجب ان يتجاوزه الفلسطيني بتثبيت اقدام الحق الفلسطيني على كل شبر وبيت وحاره ومسجد وكنيسه في القدس الذي يريد المحتلون كسر شوكة صمود اهلها المقدسيين وضرب كامل مقومات القضيه الفلسطينيه من خلال تهويد القدس وترويض اهلها كما روضت اسرائيل وكر رام الله ومشتقاته من حاملي بطاقة الvip في دولة رام اللهستان الذين يتجولون ويصولون في وطن حولته اسرائيل الى اقفاص وا قفال مقفله وسجون تفتح اسرائيل احيانا ابوابها ومن ثم تغلقها على قاطنيها وعلى القطب الغربي من وطن الربع الخالي تشترك الدنيا كلها عربا وعجما وغربا وشرقا في حصار غزة هاشم.. جمهورية غزه.. امارةغزه... دولة حماستان... غزستان.. احترنا وحيَّرُونا معهم... ماذا يريدون في رام اللهستان وغزستان؟؟ تحرير فلسطين من اسرائيل ام تحرير فلسطين اولا من فصائل العدميه والعبثيه الوطنيه... ايهما اولا االبيضه ام الدجاجه؟؟... الاحتلال الداخلي ام الخارجي؟؟ فلسطين ام فاسدي اوسلو ومشتقاتها في رام االلهستان وغزستان؟.... الحقيقة مره ولكن لا بد من الاعتراف بها حتى نحرر الوطن الفلسطيني من انياب فصائل الغربان والغربة والتغريب الوطني اولا قبل ان نخطط لتحريره من مخالب الاحتلال الاسرائيلي ثانيا... دون قلع انياب الفصائل لن يتمكن الفلسطينيون من استئصال مخالب الاحتلال الاسرائيلي القابض على روح الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا... انياب الفصائل الفلسطينيه ومخالب الاحتلال الاسرائيلي يفتكان في الوقت الراهن بكل مقومات القضيه الفلسطينيه وعلى راسها المقومات التاريخيه والجغرافيه والديموغرافيه لابل ان الغربان الفصائليه الفلسطينيه
تتيح الفرصه لاسرائيل بالاستفراد بالقدس وتهويدها قسريا كما هو جاري اليوم في القدس... ترى الاعلام يهتم بمؤتمر بيت لحم واشتباكات غزه الفصائليه ولا يهتم بالقدر نفسه بما هو جاري في القدس من تهويد وفي غزه من حصار وتجويع وفي فلسطين احتلال وتجريف!!.. اليس في هذا المثال البسيط وطياته تكمن ماساة الشعب الفلسطيني.....انفصام فصائلي ووطني.. المقاومه شئ والفكر الفصائلي شئ اخر... الوطن ليس فصيل والفصيل ليس وطن... متى سنفهم معنى الوطن ومفهوم الفصيل؟... عندما نعود الى رشدنا الوطني نفكر في فلسطين والوطن اولا ولا نفكر بهذا الفصيل او ذاك.... لابد من ادراك وتدارك خطورة واثار الانفصام الفلسطيني على القضيه الفلسطينيه الذي هو اخطر بكثير في اثره المدمره على الهويه الفلسطينيه التاريخيه من اثر الصهيونيه نفسها الى حد ان يؤدي هذا الانفصام ليست الى تغريب الفلسطيني سياسيا ووطنيا عن تاريخه الوطني فقط لا بل ايضا الى قطع وتشويه صلته بهذا التاريخ... مؤسف ان نفقد البوصله والتاريخ والرشد والحكمه في ان واحد ونصبح بهلوانات فصائليه تلعب على حبال الوطنيه الفلسطينيه من خلال مقومات اوسلو...اوسلو والاحتلال وجهان لعملة واحده هدفها تهويد الارض وتطيير الشعب الفلسطيني وحصره في محميات جغرافيه كما هو جاري في الضفه الفلسطينيه وقطاع غزه... سواء حركة فتح او حماس او حكومة رام الله او حكومة غزه: الاثنان وجهان لعملة واحده هي اوسلو واذا كانت حماس او فتح ليست هكذا: فل يعلن ا حدهما او كلاهما براءته من اوسلو!!!...صاروخ هنا او هناك لايغطي على حقيقة ان اوسلو والمقاومه نقيضان..اما اوسلو او المقاومه,,, وسحق المعارضين سواء في حي حلس او دغمش او "جند انصار الله" وقتل وجرح العشرات ان دل على شئ فهو يدل على ترهل واستهتار بالدم الفلسطيني وتعصب فصائلي يزرع الحقد والكراهيه والخراب في المجتمع الفلسطيني ويخدم اسرائيل لاحقا في ظل حسابات فصائليه خاطئه وغير قارئه لواقع المجتمع الفلسطيني العائلي والقبلي والثأري....في غزه الكُل يعرف الكل بالاسم والحاره.... ليست شيكاغو..... اضبطوا الامن فهذا واجب, ولكن كفوا عن قتل الناس مهما كانت اتجاهاتهم... تمهلوا وترووا في الضغط على الزناد... في المقابل:: يوجد بشر وليست بط للصيد!!....لكل حادث حديث ولكل حاله احوالها, وعليه يترتب القول انه لابد من معايير وطنيه واخلاقيه لضبط ايقاع اطلاق النار الفصائليه على الفلسطينيين سواء في الضفه او القطاع.....من المؤسف والمُحزن ان التربيه الوطنيه الفلسطينيه ككل قد تأثرت سلبا بالانتهازيه السياسيه وبثقافة الفصائل والفصائليه وغربان التحزب والتعصب التي ساهمت مساهمه فتاكه في تغريب قطاعات فلسطينيه واجزاء لا تتجزأ من الشعب الفلسطيني لابل ساهمت في تشويه الصوره الوطنيه وجعلها ضبابيه في رؤية عدد لاباس به من الشعب الفلسطيني اللذي يعاني جزء كبير منه من اليأس و التغريب وفقدان الصله بهويته التاريخيه والوطنيه ... من المؤسف ايضا القول ان من بيننا الكثيرون من يظنون انهم ابطال فصائل وينسون الوطن ويطخون البيانات تلوى البيانات في الاعلام لترويج للفصيل اولا ...الفصيل قبل الوطن وزرع الخراب الوطني بهدف اعمار رصيد الفصيل السياسي والعسكري والاقتصادي.. كيف يجوز ان يصبح الوطن الفلسطيني والوضع الفلسطيني على وزن شعيط معيط اللتى تتجلى في تمزق الحركه الوطنيه الفلسطينيه من خلال الصراع المرير الدائر بين الضفه والقطاع ككيانان سياسيان[قسريا] متناحرين فيما بينهم وككيانين فيهما الوطني والواعي وغير الواعي والفصائلي لابل فيهما شعب فلسطيني واحد يعاني الويلات من غربان الخراب والتغريب...زمان كان : اريحا اولا.. والان انتهينا::غزه ورام الله اولا واخيرا!.. وما بينهما من مساحات متروك للاحتلال والاستيطان الاسرائيلي.. لايوجد في الوقت الراهن مقاومه شعبيه فلسطينيه منظمه.....صار هم الفلسطيني الصلح بين جماعة راماللهستان وجماعة غزستان وعن حال الوطن والشعب الفلسطيني حدث بلا حرج...يُصاب الانسان بالصدمه الوطنيه عند قراءته و سماعة لنسبة الشباب الفلسطيني الراغبه او المستعده او على استعداد للهجره و راغبه بترك الضفه وغزه.. نسبة مخيفه وكارثيه!!...قبل اوسلو لم تكن هذه النسبه موجوده ولولا الغربان والعدميه والعبثيه لما وصلت هذه النسبه هذا العدد الهائل والكارثي:: اسرائيل المحتله معنيه باخلاء االارض الفلسطينيه من الفلسطينيين, ولكن اين الفصائليين والمدعين بالسلطه؟؟ . اين الخطط الوطنيه الفلسطينيه لمؤازرة الشباب الفلسطيني وتثبيتهم في وطنهم بدلا من هجرتهم للبحث عن عمل وحياة افضل!!..ياسيداتي سادتي : قامت اسرائيل ودول غربيه بتشجيع الشباب الفلسطيني ابان الحرب الاهليه والحرب الاسرائيليه على لبنان[ في بداية الثمانينات من القرن الماضي] بالهجره الى الغرب بهدف ابعادهم عن خطوط المواجهه مع اسرائيل والتخلص من اكبر عدد ممكن منهم من خلال تسهيل الدول الغربيه شروط هجرة هؤلاء والنتيجه كانت هجرة عدد كبير من الشباب الفلسطيني من لبنان الى الدول الاوروبيه.. ويبدو ان الامر نفسه وظروفه وشروطه يتكرر في مناطق الضفه وغزه؟؟...نأمل ان لايكون هذا واقعا او صحيحا... ونأمل ان ينتبه الفلسطينيون لما يُحاك للمستقبل الفلسطيني!!
منذ فترة ليست بقصيره وخاصة بعد اوسلو 1993 والقضيه الفلسطينيه في حالة تدهور وتدحرج نحو الاسوأ واذا كان الاحتلال الاسرائيلي والصهيوني والمعسكر الغربي هو المسؤول الاول عن ما الت اليه حال الشعب الفلسطيني والقضيه الفلسطينيه, فلابد من الاعتراف بان ذراع اسرائيل الايمن سواء موضوعيا او اسميا هو عبثية وعدمية الفصائل الفلسطينيه اللتي القت بكامل مقومات القضيه الفلسطينيه على مذبح العبثيه الفصائليه والسياسيه.. اسرائيل ليست وحدها!!.... وعلى كل الاحوال كل عام وانتم بخير ورمضان كريم... ولا بد لليل ان ينجلي..