أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
هل جاء دور الاقصى بعد الحرم الابراهيمي : اقرعُوا الخزَّان قبل فوات الاوان!؟

بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 12.09.2009

في روعة الروعات الكنفانيه وفي اكناف اكناف ملاحم الراحل الكبير غسان كنفاني تجد الكثير الذي يُبهر العيون والعقول في رؤية غسان الحاضر الغائب منذ ما يقارب الاربعة عقود من الزمن وهي الرؤيه اللتي تبدو اليوم وكأنها ما زالت هي هي كما دونها كنفاني, وحين كتب غسان رواية " رجال في الشمس" كانت القضيه الفلسطينيه في بداياتها ولكنها اليوم قد قطعت مراحل طويله وكثيره وما زالت تقبع في مطحنة الزمن والاحتلال والكذب الامريكي والتقاعص العربي والاسلامي وما زالت الدنيا تسير في فلسطين بالمقلوب الذي يقلب الحق فيها الى باطل والباطل الى حق حتى اصبح كامل الوطن ال فلسطيني " وطن في الشمس ومهب الريح" ,,.. وطن يتعكز على زمن اعرج ومنطق اعوج يصبح فيه اهل الدار والديار غرباء يستجدون قسرا غرباء احتلوا ارضهُم ووطنهم ومدنهم وبيوتهم واليوم يسعون الى احتلال واحلال ما تبقى من فلسطين... ما تبقى لنا ولكم من فتات او رفات فلسطين حق ومكان وزمان ابتلعه وما زال يبتلعه باطل اسرائيل وعكاكيزها من الامبرياليه الغربيه ومشتقاتها من عرب وفلسطينيي الرده الذين خانتهم ذاكرتهم ونفوسهم الضعيفه ليصبحوا مجرد توقيع حبر رخيص على اوراق يوميات الاحتلال الاسرائيلي والظلم الذي الحقه ويلحقه يوميا بالشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى يو منا هذا... اليوم وفي هذا الزمن الاعرج والمنطق الاعوج لابد لنا ان نسطر في سطور التاريخ ورحم الافق ان كامل الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينيه بكل مفرداتها تقبع في خزان رهيب يجره الاحتلال والامريكان وفلسطينيو اوسلو عبر صحراء التيه الماضي بنا ليست في مساحات ما بين غزه ورام الله فحسب لابل تيه الاتياه الممتد على مساحات فلسطين ومساحات العالم والعالم العربي... اينما تواجد الفلسطيني تشتم رائحة الضياع والتيه: في الجبل وفي السهل وفي المخيم وفي الوطن وفي المهجر والبر والبحر... جميعهم يحملون فلسطين في قلوبهم ووجد انهم وتواريخهم كلها فلسطين هذه[هذا] الذي يمزقها الاحتلال والاحلال الصهيوني اربا اربا تارة بالحرب واخرى بسلاح السلام المزعوم الذي ابقى لنا ماتبقى لنا من فتات ورفات وطني:: وكر رام الله.. وقطاع غزه.... وما تبقى من مساحات الوطن الفلسطيني فهو الان وزمان يخضع الى عمليات بتر وتجزير مبرمجه لاتستثني حتى باحات وساحات المسجد الاقصى المبارك في القدس الذبيحه المعلقه على انياب الاحتلال الاسرائيلي في مسلخ السلام الامريكي الكاذب والمخادع الذي يكتسب الوقت تلوى الوقت لصالح الاحتلال الاسرائيلي من خلال الحديث المعسل عن السلام المزعوم وهو في الحقيقه ليس الا بصل مصن تزكم رائحته خشوم الفلسطيينين في القدس وكامل الوطن الفلسطيني الذي يتعرض فيه الفلسطيني الى مجزرة تاريخيه وجغرافيه وديموغرافيه بكل ما تعنيه الكلمه من معنى وفحوى... يزجون بالفلسطينيين الى خزانات ومحميا ت بشريه ويشدوا عليهم الخناق اينما تواجدوا جغرافيا وتاريخيا في فلسطين التاريخيه :: من الجليل الى النقب ومن الضفه الى غزه وفي القدس ونابلس وجنين ورام الله وعلى كل متر من التراب الفلسطيني تدور معركة البقاء الفلسطيني اللذي يريد ون له الفناء واخلاء الطريق والمكان للاحتلال والاحلال الصهيوني الزاحف نحو كل شئ يرمز لفلسطين والشعب الفلسطيني.....سياسة البلدوزر والدمار الشامل في حين وزمن تملا فيه جعجعة السلام الاذان.. اين هو الطحين بعد كل هذ ه الجعجعه السلاميه منذ اوسلو عام 1993 وحتى يومنا هذا؟؟... اين كُنا واين وصلنا؟... كم كان عدد المستوطنات والمستوطنين الصهاينه انذاك وكم هو عددهم اليوم؟::: اضعاف الاضعاف... وما زال الكذابون القدامى والجدد في امريكا يوهموننا بالسلام المزعوم!!... كذب على كذب وتراكما حتى صار عندنا رصيد جبل الكذب!.. لا دوله ولا شحار بين... وكر في رام الله تحرسه دبابات وطائرات الاحتلال الاسرائيلي ويموله الكذاب الامريكي... هذا ماهو موجود من جُود وكرم رام الله الابيه... سحاب بلا مطر... والواقع مر اوامر من مر حين يتأمل الانسان في الواقع الفلسطيني وما يجري يوميا وما تتعرض له القدس من هجوم تهويدي صهيوني مكثف في حين يصمت فيه كذابو واشنطن ورام الله على الاحتلال والاحلال الصهيوني الجاري ليست في القدس فقط لابل في الضفه والخليل ونابلس وكل فلسطين... اسرائيل وامريكا تسخران كل قوتهما العسكريه والاقتصاديه لتهويد القدس وفلسطين في الوقت الذي لايُحرك فيه وكر رام الله وعرب الرده ومعهم مليار مسلم وعربي ساكنا...العرب ومشتقات اوسلو من فلسطينيين يعيشون في غيبوبة الخنوع و اختراع الخلافات بين فتح وحماس بينما اسرائيل تبتلع الارض الفلسطينيه شبرا شبرا .. في فلسطين يعطش الفلسطينيون في الوقت الذي يستحم فيه المستوطنون في برك من المياه الفلسطينيه المسروقه... في فلسطين يجوع الناس في رمضان وبعد رمضان ... فلسطين المحاصره: اسرائيل تحاصر غزه و تجوعها والنظام المصري يصادر ويحرق مواد تموينيه مخصصه لشهر رمضان؟... اخلاق عربيه.... الرئيس الفلسطيني المزعوم يتجول في رام الله في ليالي رمضان وينسى غزه الجائعه... رئيس :: هكذا اسموه عنكا؟:: رئيس المقاطعه في رام الله ويبدو ان امر القدس لايهمه لان القدس لاتقع في حدود دولة رام الله كما يبدو؟!!... عندما يتهم حاتم عبد القادر الرئاسه الفلسطينيه باهمال القدس وتركها فريسه للاستيطان الاسرائيلي,,, فعبد القادر هذا من رجال السلطه حتى لا يعلقون اقواله على شماعة حماس؟؟...شهد شاهد من اهلها؟؟؟!!.... بالمناسبه: الحديث يدور كثيرا عن القدس ولا يدور مثلا عن الواقع المر اللتي تعيشه مدينة الخليل.. خليل الرحمن الذي حول المستوطنون بلدتها القديمه واحياءها العربيه الى مستوطنات ومعسكرات مغلقه يحذر على الفلسطينيون اهل البلد وابناء الخليل من دخولها لابل ان الحرم الابراهيمي مُحتل ومُقسَّم ويعاني الامرين من الاحتلال الاسرائيلي حاله حال المسجد الاقصى المبارك في القدس.. اسرائيل تسعى الى تقسيم الاقصى المبارك في القدس كما فعلت بالحرم الابراهيمي الشريف في الخليل.. في الخليل ارتكب الفاشي باروخ غولدشتاين في 25 فبراير 1994 واثناء شهر رمضان مجزرة الحرم الابراهيمي الذي راح ضحيتها العشرات من الفلسطينين[ 50 شهيدا و150 جريحا اجمالي عدد ضحايا من قتلو داخل المسجد وخارجه على يد غولدشتاين والجيش الاسرائيلي] ومن ثم قامت اسرائيل بالسيطره على الحرم وتقسيمه قسرا منذ ذلك الحين... هذا السيناريو يعيد نفسه في القدس وللتذكير قام الجنود الاسرائيليون عام 1994 بالتواطؤ مع غولدشتاين حيث قاموا إغلاق أبواب مسجد الحرم الابراهيمي لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ حياة الجرحى... في القدس تُعاد اليوم سيناريو الخليل والذي يحرس المستوطنين الذين يقتحمون باحات الاقصى هم جنود الاحتلال الاسرائيلي والذي يمنع الفلسطينين من الصلاه في المسجد هم انفسهم والسؤال المطروح : هل ستعيد اسرائيل ومستوطنيها سيناريو الخليل في القدس؟؟.. تقسيم الاقصى بعد الحرم الابراهيمي؟!!.. والحبل ما زال على الجرار في حين يبدو فيه حبل الواقع القيادي الفلسطيني على الغارب...حبل اسرائيل والاحتلال على الجرار,, وحبل الشعب الفلسطيني والقياده الفلسطينيه على الغارب!!.. احتلال وتيه!!
عود على بدء نقول ان كنفاني عندما كتب رواية " رجال في الشمس" قبل عقود من الزمن[1963] قد لخص الواقع الفلسطيني وقرأه واستقرأه وتنبأ به و بما هو حاصل اليوم من خلال شخوص ورموز من بينها ابو الخيزران سائق سيارة متهالكه يوجد فيها خزان مياه ضخم يقوم باقناع الفلسطينيون الثلاثه بدخول الخزَّان قبل كل نقطة عبور في طريق تهريبهم الى الكويت وتحديدا على نقطة العبور الكويتيه يلقى الثلاثة حتفهم خنقا.. وابو الخيزران الذي حاول التخلص من جثث االضحايا في الصحراء تراجع عن الفكره والقى بها قرب مكب للقمامة وجدها على الحدود حتى يجدهم عمال القمامه ويدفنوهم بشكل لائق،و لكن ابو الخيزران استولى قبل التخلص من الجثث على ساعات الضحايا اليدويه وما يملكونه من اموال وبعدها تساءل ابو الخيزران : لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟ لماذا لم تقرعوا جدران الخزان؟ ومن ثم كتب غسان روايات كثيره من بينها : ما تبقى لكم , وعائد الى حيفا .. الخ... ونحن اليوم بدورنا نعيد الكره ونعيد السؤال على الشعب الفلسطيني:: ماذا تبقى لكم بعد ان ضاعت يافا وحيفا والكثير الكثير من فلسطين ومن ثم جاء دور المساجد والمقدسات الى ان وصل الموس الى الحرم الابراهيمي والان يزحف نحو الاقصى المبارك.... ايها الفلسطيني والفلسطينيه والفلسطينيون وطنا وشعبا:: إقرعوا الخزان قبل فوات الاوان وضياع ما تبقى لكم من ارض ووطن ... غسان في روايته" رجال في الشمس" صوَّر وضع الفلسطيني انذاك وشخص اسباب النكبه والمسؤولين عنها من قيادات عاجزه وخائنه وشعوب نائمه.. بالمناسبه ابو الخيزران تراجع عن القاء الجثث في الصحراء وفضل القاءها في القمامه خوفا من ان تنهشها وحوش وضواري الصحراء .. ما يجري في فلسطين اليوم ان مخالب ضواري كثيره اجتمعت على الجسد والوطن الفلسطيني لتنهشه وان الاوان ان ندق ناقوس الخطر ونقرع الخزان.. اقرعوا الخزان قبل فوات الاوان!!.. قبل موت الوطن الفلسطيني وضياع القدس والاقصى.. الاقصى بعد الحرم الابراهيمي والحبل ما زال على الجرار...!!

*كاتب فلسطيني , باحث علم اجتماع, ورئيس تحرير صحيفة ديار النقب الالكترونية