أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
دمشق كما لو عشتار!!

بقلم : دلير يوسف  ... 16.09.2009

أنا ابن دمشقَ يا رحمن
ابنُ هذا النهر الظمآنْ
اشتاق لعينيّ جميلتي
إن غابت عنيّ ثوانْ
اشتاقُ لخصرها وقامتها
وثغرها كحبةِ الرمانْ
إنْ رآها الناس يدهشون لحسنها
حتى وإنْ رآها الشيبانْ
فلمْ يخلقْ بحسنها ولنْ
يخلقْ مهما مرت الأزمانْ
أما خدودها فتلك قصةٌ أخرى
فعندما أراها أحسُ أنني نشوانْ
خدودها لونٌ لم يعرفه البشر
خدودها ربٌ تعبدهُ كلُّ الأوطانْ
عندما تراها ستدركُ ذلكَ
وأدركْ أنّكَ كنتَ جهلانْ
أما أنا فأتذكرُ تلكَ الخدود
ليلاً وأنا سهرانْ
أتذكرها حتى في المنام
فأبقى طوال الليل جذلانْ
لها وجهٌ يا أيُّها الرحمنْ
له على الدنيا سلطانْ
سلطانٌ لمْ يعرفهُ قيصر
أو كسرى لم يعرفهُ مروانْ
وجهٌ لم أعرف لهُ خارطةً
لم أعرف له أيَّ عنوانْ
فلم يشاهدْ مثلها بشرٌ
ولم يرَ ذلكَ أيُّ إنسانْ
إن أدارتهُ لي وأومأتْ
أنسى أهلي كلهم والخلانْ
لم تعرف الكتبُ عنها شيئاً
والشعرُ ما عرفَ لها أوزانْ
بحثتُ في كلِّ المخطوطاتِ عنها
لكن لم أجد مثلها في ديوانْ
بحثت في لوحات لها المجدُ
فلم أرَ لحسنها ألوانْ
إن كلمتْ الناس بصوتها العذبِ
طارتْ من الناسِ كلُّ الأذهانْ
إن كلمت أحداً منهم
تحول الناس كلهم إلى آذانْ
عندما أشاهدُها في الطريقِ
قادمة أرى كل العنفوانْ
وشعرها مسدلٌ على كتفيها
كشجرٍ متفرع في بستانْ
وعيناها جميلتانْ وحشيتانْ
كزهرةِ لوزٍ في نيسانْ
عينان يعبدها كلُّ كائنٍ في
الدنيا وحتى ذلكَ الشيطانْ
فقد جاءَنا بها خبرٌ من اللهِ
خبرٌ عرفته كل الأديانْ
أخافُ أن أموتَ يا ربي
فأحرمُ من رؤيةِ كلِّ تلكَ الجنانْ
لكن مهما كان سأبقى أذكرُها
وأرسلُ لها كلَّ يومٍ بيانْ
عليَّ أنْ أعيدَ بعضاً من ديوني
علي أن أردَ إليها العرفانْ
وأطلبُ منك يا رحمنْ
أن تمنحني بعضَ الغفرانْ
لأني سأبقى أركضُ
وراءها في كلِّ ميدانْ
وأعبرُ من أجلها كلَّ
الجبالِ والأنهارِ والوديانْ
وإن اضطرني الأمرُ
سأموتُ كما ولدتُ عريانْ
فامنحني يا ربُّ عفوك
امنحني بعضَ الرضوانْ

المصدر : موقع نساء سوريه