بقلم : بيروت حمود ... 10.10.2009
انبهارك بولعك الجديد: مشاهدة التاريخ على جدران البلاد عبر دوائر بصماتك التي طالما تعمدتِ تركها على نوافذ سيارات الأجرة , هو ذاته المسبب للتفكير الف مرة في الشيء الذي يجعلك تعتقدين أن هنالك عدائية بين (السبيسيال) و (الكورونا) ولذلك في (المغارة) قمت برمي قطعة الليمون بدلاً من وضعها في الكأس قبل سكب الكورونا فيها ,فالإحتفاظ بزجاجة سبيسيال فارغه داخل خزانة ملابس وَلَّدَ لديكِ مناعة ضد صمت الأطلسي, إذ تشبثتِ بما تبقى من موسيقى زفاف شفتيك بوفوهة المتعة خارج حدود التجربة , فلجمال البلاد هواية في تمثيل دور المسبب للإعاقة عند التواريخ وكذلك حقد بين الأشهر خاصة بين آب وأكتوبر ... لنقل أن كل ما حدث كان محضَ صدفةٍ أو لعبة من الآعيب (إفران) كما عودتك دومًا على العيش تحت برد الإكتشاف :إفران ليست مدينة للحب كما ظننتِ كما أنها ليست حضنًا لذاكرتكِ والأهم من هذا كله أنها لا يمكن أن تكون قلعة للعروبة طالما أن ملاءات أسِرَتُها قشور قرآن ولغة فرنسيه.
إفران فقط مدينة تثملين فيها على مهلٍ تساندكِ في ذلك زجاجات (السبسيال) ,المازا, إبتسامة رفاقكِ حول الطاولة وعينا حبيبك البعيد القريب مثل حبة توت تتأرجح في فضاء العزلة . المحزن في الأمر أنك كنت أصغر من أن تحتملِ خبث إفران : تميز مقعد حُجِزَ مسبقًَا للحب على خاصرة الشارع وبين مقعد وضعته البلدية لتعب العجزة من السير على أقدامهم , لهذا لا يرفع عليكِ القلم .
حتمًا لا تزالين أضئل من أن تفهمي إستراتيجية المخابرات الإسرائيلية في الوقت الذي يقدم آب نفسه قربانً لآلهة الرعب ,خاصة وأن كل ما يضمه الجدار بعيدًا عن رقعة البؤس يكون ملغومًا بالتناقض , فرفضك لوجود قطعة الليمون في فوهة زجاجة (الكورونا) لا يدل فقط على قلة ذوقك بل هو رفض للإحتفاء بالحب بعيدًا عن "مدينة الحب" على وجه الخصوص أن ما أرادوه أمسى خلف قضبانهم .
إن ما يحيرني الآن بعيدًا عن هذا كله هو مقاومتكِ لمحاولته ولوجك , هل كان ذلك من أجل صيانة غشاء البكارة والحفاظ عليه أم لمعرفتك مسبقًا أن جهاز المخابرات الإسرائيلية سيصحب دمكِ في نزهة بين الفخدين إلى أن يستقر على ملاءة سرير في فندق كان للفيدائين حصة في ترك بصمات التاريخ على جبين غرفة الإستقبال فيه ؟!. لا أظن أنك على قدر من الوعي لتدركين كل ذلك ففي طريق عودتك إلى الوطن إتخذتِ من السماء مسرحًا للوسكي وللثمل المعهود وحين هبطت الطائرة في مطار (بن _ غوريون) لم يكن أكثر حزنًا من عينيكِ إلا عينيكِ , تلك لم تكن دموع فرح بل الإصطدام بالواقع : الرايات الإسرائيلية ترفرف بعنف ! . رحتِ تبكين حينها بمرارة إذ لم يعد للفرحة مجالاً لدخول قاموس الحاضر .
بعد عام من الحيرة جعلتك تلك المسافة بين (المغارة) في بيت لحم وبين مطار (بن_غوريون) في اللد تكتشفين أن الطرق ما بين عام وعام تقاس بحجم جزيرة تؤرق الشارع في ليل التيه فلا صدفة أكبر من استعار الحب بين لبنان وفلسطين بالتحديد سنة قبل استعار الحب في قلبيكما . أكان هذا ضرب من ضروب القومية العربية ؟!.
من هنا لا يقاس الحب بطول القبلة فعلاقتك منذ اليوم مع الأشياء لن تكون سوى علاقة جغرافية يحظر فيها استعمال كافة أجهزة الإستشعار بما في ذلك الألسن ( لكثرة الغبار على شوارع المدن وجدرانها) .لإصبعك الأوسط وحده الحق في الإنتصاب بوجه إسرائيل خاصة وأن تجربة الأسلاك الشائكة وحدود البلاد أكدت لكِ أن وجودهم على هذه الأرض يمثل أحد قطاعات قناة (ناشونال جغرافيك)_ فراغ البال الذي يدفع أحدهم للسفر إلى جنوب أفريقيا لقياس حجم عضة الأسد .!