بقلم : د.عدنان بكرية ... 03.10.2009
مطالبة السلطة الفلسطينية بسحب تقرير "غولدستون" يسقط آخر أوراق التوت عن دور "شلة أوسلو ودايتون" في المشاركة بالتآمر على حقوق شعبنا ومهما حاولوا تبرير فعلتهم إلا أنها تبقى فعلة يندى لها الجبين ويخجل منها العقل!
لم نستغرب هذا الموقف البائس والمعادي والمتلاعب بدم أطفال شعبنا فتجاربنا مع هؤلاء وخلال العدوان على غزة كان يشير إلى الدور التآمري الذي أنيط بهم من قبل أسيادهم الإسرائيليين.
أبو مازن والذي رفض حضور قمة الدوحة خلال العدوان البربري على غزة وقالها لوزير خارجية قطر "إذا حضرت فإنني اذبح نفسي من الوريد إلى الوريد " ينتقل اليوم إلى دور أكثر عبثا بحق شعبه وأعمق بؤسا وهو الطلب الرسمي من لجنة حقوق الإنسان الدولية بسحب وعدم نقاش تقرير "غولدستون" ويتنكر لآلاف الشهداء ودمائهم النازفة ... يتنكر للشعب المحاصر في غزة لا يجد من ينتصر له في محنته.
ومن حقنا أن نسأل سلطة أبو مازن... ما هو الثمن الذي قبضته مقابل سحب التقرير والذي يفسح المجال لمحاكمة مرتكبي الجرائم الإسرائيليين ؟! ولماذا تصر في التستر على المجرمين وتميع عدالة قضية شعبنا وقضية أهل غزة.
الإعلام الإسرائيلي خرج أمس منتصرا ولم يعد بحاجة لتكليف نفسه بالدفاع عن قادته ولا حتى التوجه إلى دول العالم لتفادي تداعيات التقرير ،لأنه وجد من ينقذ القادة الإسرائيليين من محنتهم ومأزقهم ومن إمكانية محاكمتهم .. وجد السلطة الفلسطينية زورقا للنجاة .. ودائما كانت زورق نجاة وخلال العدوان وقبله وبعده.. أما اليوم فبإمكاننا القول أن غولدستون اسقط آخر أوراق التوت عن عورة رجالات أوسلو وفي مقدمتهم عباس.
ومن حقنا وفي هذا السياق مطالبة القوى الفلسطينية الأخرى وبالتحديد حركة "حماس" سحب ورقة المصالحة الفلسطينية ووضعها جانبا إلى حين التحقق ومن خلال لجنة تحقيق رسمية من دور السلطة في التآمر على حقوق شعبنا وتمييع قضيته العادلة !إذ لا مجال للحديث عن وحدة ومصالحة مع الذي يتستر على سافكي دم شعبنا وقاتلي الأطفال والنساء والشيوخ!
إن الصمت على هذه الفعلة هو خيانة لشهداء شعبنا ومساندة للقاتل وغطاءا رسميا فلسطينيا لارتكاب المزيد من الجرائم والقتل والحصار.. أما الذين يحاولون إنقاذ المجرم والتغطية على جرائمه في غزة نقول بأن دم غزة هو الذي سينتصر لشهداء غزة وصمود أهل غزة هو صمام الأمان لقضيتنا وعدالتها.
لا أبو مازن ولا غيره يمتلكون الحق في إعفاء المجرمين من مسؤوليتهم عن الجرائم التي ارتكبوها... فقضية شهداء شعبنا كقضية القدس وحق العودة وباقي الثوابت الفلسطينية بأهميتها ومحاولة التلاعب بها هو تلاعب بكرامة وأحاسيس هذا الشعب والذي لا يمكنه قبول هذا الانتهاك الخطير والتنكر للدم الفلسطيني والتغطية على المجرم ..
هذا الشعب لا يمكنه ائتمان هذه القيادة على مستقبل شعبنا وطموحه بالتحرر
وهذه القيادة تثبت يوما بعد يوم ومن خلال المشاهد والمواقف الماثلة أمامنا بأنها قيادة لإنقاذ المحتل من أزماته وورطاته وهي قارب النجاة له وقت الغرق.. فهل سيستخلص شعبنا العبر .. أتمنى ذلك