بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 13.10.2009
بين الفينة والاخرى يحتدم الجدل بين عرب النقب انفسهم حول ملكية الارض العربيه في النقب ومن يُمثل ملاكي الارض ومن يدافع عن الارض والوجود العربي النقباوي في ظل الهجمه الاحلاليه والاحتلاليه الاسرائيليه اللتي يتعرض لها الوجود العربي والارض العربيه في النقب, ومن الملاحظ ان هنالك نوعا ما حالة فوضى في التمثيل ومن ينوب عن ويمثل القرى العربيه في النقب التي لا تعترف الدوله الاسرائيليه بوجودها, ومن الملاحظ ايضا ان هنالك حاله فوضى سياسيه واعلاميه لا تفرق بين الوضعيه السياسيه والحزبيه لهذا الحزب او ذاك وبين الوضعيه القانونيه والجماهيريه لمؤسسات قد تُعنى او تدعي انها تمثل القرى العربيه في النقب او تمثل ملاكي واصحاب الاراضي, او حتى تمثل هذه القبيله او تلك العائله! , ولكن من الواضح ان هناك مزج خطير بين تمثيل اصحاب الاراضي والقرى العربيه في النقب وبين احزاب سياسيه ممثله في الكنيست الاسرائيلي او مؤسسات ارتوازيه وانتهازيه تحاول ان تتسلق على اكتاف قضية الارض والقرى العربيه في النقب لاهداف انتخابيه ودعائيه وسياسيه ودينيه , ومن الواضح ان هنالك اختراق حزبي واعلامي والتفاف خطير على قضية الارض والانسان والوجود العربي في النقب وقضية تمثيل القرى العربيه في النقب وقضية ملكية الارض ومن يمثل اصحاب الاراضي في صراعهُم مع الدوله الاسرائيليه وبالتالي ماهو جاري في الوسط العربي النقباوي هو فوضى هدامه لاتخدم سوى اسرائيل ومشتقاتها من عرب النقب انفسهُم, بمعنى واضح يجب التفريق بين الدعايه للصوت والتصويت لاحزاب اسرائيليه عربيه فاعله في النقب وبين خطورة استعمال قضايا الارض والقرى العربيه في النقب كوسيله او طعم يُصطاد من خلاله الاصوات لاحزاب مُعربه على حساب عدالة قضية الارض والقرى العربيه في النقب!!...ما هو مطلوب هو عزل قضية تمثيل القرى واصحاب الاراضي في النقب عن الاحزاب وتمثيلها في الكنيست الاسرائيلي, بمعنى واضح : ان الاوان ان تكون هنالك مسافه وتفريق بين التمثيل المدني العربي النقباوي وبين التمثيل الحزبي التابع للكنيست الاسرائيلي بغض النظر عن اسم هذا الحزب او ذاك!! , ويبدو لي للاسف ان هنالك خلط بين الحزبي والمدني الجماهيري في عملية تمثيل القرى الغير معترف بها في النقب لابل ان هنالك اختراق حزبي وتوظيف سياسي لمؤسسات تُعنى بقضايا الارض وقضايا القرى العربيه في النقب والحديث يدور عن عدة مؤسسات تحمل لافتة وشعارات الدفاع عن الارض والقرى العربيه في النقب, وعليه يترتب اصلاح حال بعض هذه المؤسسات والقاء اخرى تحت المجهر وعليه يترتب توخي الحذر من الانزلاق وراء اسقاطات اعلاميه تمثل اسرائيل ومشتقاتها من عرب نقباويين مُغرر بهم, لان القضيه ببساطه قضية ارض النقب العربيه ككل اللتي تهدف اسرائيل ومن وراءها الى الاستيلاء عليها وطرد سكانها الاصليين وتوطينهُم في قرى ومدن التوطين القسري اللتي انشأتها اسرائيل لهذا الغرض في النقب ويقطنها اليوم حوالي نصف عدد عرب النقب, ومن بين هؤلاء الذين انتقلوا او اجبروا على العيش في مدن التوطين القسري من كانوا وما زالوا ملاكي ارض, ومن بينهم ايضا من كانوا لايملكون اصلا ارضا ولا يعنيهم الامر كثيرا !!
من قال لكُم ان من بينكُم مكانا اوانسانا عربيا من النقب مُعترف به من قبل اسرائيل ؟؟ سواء من دخل مشروع التوطين و"الاعتراف الاسرائيلي" او بقي في دياره الاصليه وعدم " الاعتراف الاسرائيلي" !! هل سمعتُم بمشروع " الجزره" الاسرائيلي الذي طرح قبل عدة اعوام والمُخصص لعرب النقب!! الجزرة إرتبطت في الاساطير دوما بألأرانب!!وهذا الفكر الرخيص والمقيت والعنصري يربط بين تَقديم الجزره وألارنب العربي اللذي سيوافق على ترك ارضه ودياره" الغير مُعترف بها" وينضم الى مدن "الارانب" التوطين!!معذره وعفوا على هذا التحليل مع إحترامنا الجليل للجميع! نحن نُحلل هُنا تسميات وفكر عنصري اسرائيلي ولا علاقه لهُ بالوضعيه الانسانيه لسكان مدن التوطين القسري!!.. لجنة غولدبرغ وغيرها من لجان ماهي الا امتداد مشروع الجزره الهادف الى اغراء وتضليل اصحاب وملاكي الارض العربيه في النقب, وهي اللجنه التي جاءت بعد فشل مشاريع اسرائيليه اخرى وعلى راسها مشروع العصا اللذي تجلى في تأسيس الدوريات السوداء " الخضراء" في عام 1976, لضرب وطرد عرب النقب من ديارهم وتوطينَهُم قسريا,, لتكتمل سياسة العصا والجزره الهادفه الى تهويد النقب من خلال إقتلاع ماتبقى من عرب النقب من ديارهُم الاصليه والزج بهم بواسطة " العصا والجزره" داخل مُعسكرات الدائره الجغرافيه المُغلقَه اللذي يطلق عليها الاسرائيليون والعرب الجاهلين تَسمية " المدن والقرى المعترف بها"......... نعم: ماجرى في النقب هُو نتاج مُختبر اسرائيلي لا بُد من وضعه تحت المجهر وللأسف ان الخليط الجغرافي والانساني المُصَنَّع والمُهجَّن يُساهم في قلب موقع العُرف الى شجره والشجره الى عُرف, والاصل الى "غير مُعترف بِه " والمُهَجَن والمُركب الى "مُعترف به", حيث ساهم المُتخلفون من بين ابناء وبنات النقب انفسهم في سحب شرعية وجود المكان والانسان اللذي يقطن في هذا المكان منذ مئات السنين قبل نشاة ووجود مُصَنَّعَات التوطين القسري مثل رهط وغيرها من نقاط توطين قسري الذي يطلق عليها الاسرائيليين ومشتقاتهم دائره مُغلقه "معترف بها" بالرغم من انها شكلا وفحوى وإسما من نتاج غير عربي و تاريخي, ومولود غير طبيعي وشرعي من الناحيه التاريخيه!! والسؤال المطروح: متى بدأ الحديث عن " المعترف وغير المعترف به" في النقب؟؟ الجواب: عندما بدأت اسرائيل في تنفيذ مُخططات التهويد والتوطين!! وعندما هرولت النفوس العربيه االجاهله الى حضن مُخططات اسرائيل والتوطين تتوسَل وتتسول الاعتراف لابل ايضا عندما اوعزت اسرائيل للاعلام الجاهل والجاهلين بترويج ما تردده وسائل الاعلام الاسرائيلي من مصطلحات وتسميات الى حد محاولة صناعة جيل بدوي صهيوني من خلال مؤسسات وجمعيا ت صهيونيه تتوشح بغطاء العمل الجماهيري والتطوعي بشقيه العسكري والمدني حتى تُحيد او تصهين ما امكن من الاجيال البدويه الشابه او من خلال ارسال بعض البدو الجهله ابناءهم للدراسه والقراءه في مدارس المستوطنات" الكيبوتسات" اليهوديه المجاوره.. هذه الشريحه البدويه الساقطه[ تقمصيه] تزعم وتبرر مسلكيتها بان المدارس اليهوديه التي تُدرس ابناءهم وتصهينهم افضل من المدارس العربيه الموجوده مثلا في رهط او غيرها من مدن وقرى عربيه... هذه الشريحه تنطلق من دونيه فكريه ساقطه لتتعالى وتتباهى باسم التطور والمستوى بانها ترسل ابناءها وبناتها للتعليم في الكيبوتسات اليهوديه والصهيونيه ... يجيدون العبريه افضل من العربيه لانها لغه "حضاريه" في منطق الجهل والفكر الدوني الذي يوشح جزء من شريحة المتعلمون الاميون.. اميه وطنيه وحضاريه وثقافيه!!
لابد من اعادة النظر في مسلكيات كثيره سواء على مستوى المثال اعلاه او تسميات مثل تَسمية " القرى الغير مُعترف بها", حيث ان الأوان للقول انَ هذه التسميه قد اُستهلكت سياسيا رغم غُموضها وعدم وضوحها في الرؤيه التاريخيه والتعريف, ورغم فهمنا وتفهُمنا لحُقبة ذلك الطرح اللذي يقول ان التسميه" قرى غير مُعترف بها" تهدف الى جلب الانتباه وتسليط الضوء على محنة القرى العربيه وعدم إعتراف اسرائيل بهذه القرى,إلا أن الأحداث والوعي العام بهذا المُشكل قد تجاوز بدايات الطرح اللتي يتطلب ألأن اكثر وضوحا وإسرارا سياسيا على ان هذه القرى قائمه ومُعترف بها تاريخيا قبل قيام اسرائيل,والمشكله تكمن في سياسة اسرائيل وليس في القرى العربيه في النقب!!... االقضيه قضية حق تاريخي عربي نقباوي في الارض والمكان,, والواجب الدفاع عن هذا الحق بشتى الاشكال المُتاحه وليست الانجرار وراء مخططات اسرائيل!....يجب الاعتراف ايضا ان اسرائيل نجحت في تحييد عدد كبير من عرب النقب عن قضية الارض, وهؤلاء يسكنون اليوم في مدن التوطين مثل رهط وغيرها ولا يعنيهُم امر الارض في النقب كثيرا لا بل ان قسم منهم يروج لسياسة التوطين الاسرائيليه وقسم اخر انتهازي يعيش في مدن التوطين ويرضى بشروط اسرائيل ويدعي انه يدافع عن الارض العربيه والقرى العربيه الغير معترف بها من قبل اسرائيل لابل يدعي انه وطني وهو الغارق عمقا في الخيانه الوطنيه و التاريخيه والموضوعيه!!
لابد ايضا من إعادة الامور والتسميات الى صياغها التاريخي الصحيح والتفريق بين قرى عربيه قائمه ومُعترف بها وبين مدن توطين وقرى انشأتها اسرائيل واطلقت عليها اسم "نقاط شرعيه ومُعترف بها", وبالتالي لا بُد من تصحيح الامور والتسميات في أطر ان كُل ما أقامتهُ اسرائيل من مدن توطين وكل مااستولت عليه من اراضي عربيه في النقب غير شرعي وغير مُعترف به تاريخيا بينما في المقابل لا بُد من التأكيد على شرعية وجود القرى العربيه و سكانها في النقب حتى ولو تَنقصهُم البنيه التحتيه وتراخيص البناء اللتي ربطتها اسرائيل بمشروع التوطين ولا علاقه لهذا بقضيه قانونيه بحته او مُعامله سليمه بين دوله ومواطن!!
لايقتصر الامر على تسمية القرى العربيه باسمها الحقيقي وارسال بعض البدو ابناءهم لدورات تصهين واختباء مؤسسات صهيونيه كثيره وراء اعمال تطوع ومنح دراسيه الخ, لابل هناك اعلاميين ومراسلي صحف صفراء وبيضاء من ابناء عرب النقب انفسهم يساهمون في التضليل الاعلامي والتاريخي ويجهلون بالكامل خارطة اسماء القرى والاماكن العربيه في النقب وتجدهم ينقلون التسميات الاسرائيليه دون ان يشيروا الى الاصل فتجد للمثال لا للحصر من ينقل حدث ما من مفرق صفيحه المُعبرن باسم " بيت كاما" ولايذكر ولا يعرف ان اسم المفرق واصله صفيحه وليست " بيت كاما", اخرون ينقلون اسم المكان على اسم مستوطنة " عومر" وينسون عمره اسم المكان الاصلي وهكذا دواليك يساهم الجاهلون في تهويد اسماء القرى والمناطق والاماكن العربيه رغم توفر الخرائط الدقيقه لاسماء الاماكن العربيه في النقب ...ليس هذا فقط : احد مراسلي المواقع العربيه والاسلاميه من ابناء النقب يصنع كل يوم عشيره وشيخ في النقب ولا يفرق بين تسمية عائله ومفهوم عشيره من الناحيه العلميه والتاريخيه, فتجده كل يوم يعنوِن خبر باسم العشيره الفلانيه والشيخ فلان بدلا من استعمال العائله الفلانيه او العشيره الفلانيه اذا كانت موجوده..ما عليكم الا ابلاغ هذا المراسل بخبر وباسم العشيره المزعومه. هذا الشاطر خلق عشرات العشائر في النقب من كل عائله واي عائله بالرغم من انها غير موجوده في سجل عشائر بدو النقب وموجوده فقط كعائله, ومن كتبوا ودونُوا سجل العشائر ليست نحن لا بل مدونين تخصصوا في هذا الموضوع.. المراسل الشاطر هدم كل المعطيات العلميه والتاريخيه ليصنع بعض الاخبار تحت اسماء عشائر غير موجوده اصلا والسؤال متى سيتوقف مثل هذا البهلول المضلل وغيره من اطلاق تسميات غير موثقه على عائلات باعتبارها عشائر, وبالمناسبه هنالك تعريف لمفهوم العشيره ومفهوم العائله!!. اما ان الاوان للذين يتناولو الشان البدوي النقباوي في الاعلام من منطلق جهل بتاريخ المكان ان يتعرفوا على المكان والتاريخ اسما وجغرافيا اولا قبل ان يشاركوا في جوقات التضليل والتهويد لجهلهم باسماء وتاريخ النقب العربي... النقد ايضا موجه الى وسائل اعلام فلسطينيه"شماليه" وغيرها التي لا تدقق في اخبار ينقلها البعض عن عرب النقب باسلوب وبفحوى التسليه وباسلوب غير صحيح ودقيق لابل باسلوب مخابراتي كما جرى مؤخرا فبركة قصة الشيخ البدوي المزعوم وشاليط, وهي قصه مفبركه لانسان معتوه يعرفه القاصي والداني ولا هو شيخ ولا على شاكلته واستغلته الصحافه العبريه الى حد ان الصحافه العربيه الصفراء التي نقلت هذا الخبر لم تكلف نفسها بالسؤال في النقب حول هذا المسكين.. امر معيب ومخزي ان يكون الاعلام بهذا المستوى الساقط!!
واخيرا وليس أخرا يبدو جليا انه ان الاوان لترويج وتثبيت مُصطلحات التاريخ البدوي العربي في النقب, والمعادله يجب ان تأخذ منحاها التاريخي الصحيح , والقاطنين في القرى العربيه والقائمين عليها يجب ان يُفاوضوا ويُناوروا سياسيا من مُنطلق أنهم هُم الاصل والمعترف به وليست ما اقامتهُ اسرائيل اوما سُتقيمه من مشاريع ونُقاط توطين...الدوله عليها اولا ان تعترف بالقائم والحاصل والمُعترف به تاريخيا قبل ان نعترف نحن انفسنا بمُصنَعات توطين قسريه وغير شرعيه من الناحيه التاريخيه!!! سياسة الدوله وإعترافها شئ,, وإعترافنا بذاتنا شئ أخر!!... القضيه قضية حق تاريخي وواجب تاريخي واعلامي وعلينا التعامل مع قضايا النقب باكثر جديه وليست من منطلق اسرائيلي ا ومن منطلق مراسل جاهل يجهل تاريخ النقب او و سائل اعلام تضليليه تسعى لصياغة خبر من خلال تزييف مكانة التاريخ والمكان والانسان العربي في النقب, او من خلال مؤسسات صهيونيه تدعي العمل التطوعي والجماهيري.. بالمناسبه ايضا وعندما تعيش اكثر من 75 % من العائلات البدويه و60% من الاطفال في القرى العربيه في النقب تحت خط الفقر, فأين هي المؤسسات التطوعيه والانسانيه؟؟... موجوده فقط في الاعلام المضلل كأسماء وتسميات دعائيه لا اكثر!!