بقلم : سهى هلال ... 27.09.2009
أشتاق رائحة الجريدة الصباحية ورائحة القهوة الصباحية.. أشتاق رائحة رسائلك حبيبي حتى لو كانت مليئة بالإعتذارات... أشتاق رائحة سلام اليدين والتقاء العينين..
أصدقائي أحتاجكم... لم أعد أريدكم أيقونات على سطح المكتب على جهاز لعين حولنا لأيقونات..
ضحكناوبكاؤنا ودهشتنا وانبهارنا كله أصبح وجوها صفراء تعبر عن اصفرارنا وكأن الدم توقف في عروقنا لدرجة أصبحنا فيها أناسا صفر... صفر وحمر وخضر... سلامنا أصبح يد مرفوعة وابتسامتنا أصبحت أسنانا بوجوه صفراء...
انشغال جعل كل واحد فينا متسمر أمام حجر جعلناه ينطق لأننا فقدنا النطق... فقدنا القدرة على الكلام والابتسام وأصبحت الوجوه الصفراء تعبر عنا أكثر مما نعبر عن أنفسنا..
أصدقائي أريد تلمس وجوهكم وتحسس الدم الذي يجري فيها أريد النظر بعيونكم لأرى حزنها وفرحها واشراقها لم أعد أريد النظر إلى أيقوناتكم..
حبيبي فلترسل لي رسالة تعتذر فيها...
في لحظة ما تكتشف أن الحرية لا معنى لها بدون قيود... اكتشاف غبي ولكنه الحقيقة... من الغباء أن تخلق قيودك بنفسك كي تعيش حريتك.... هكذا إذن حريتنا من قيودنا وفرحنا من حزننا...
رائحة الورق.. رائحة الأصابع... رائحة الحبر... ورائحة الإنسان... أفتقدها....
جهاز نختبئ وراءه.. نختبئ من أنفسنا ومن مرآتنا... نختبئ وراء أسماء وأيقونات وعبارات غبية تختصر حالة إنسانية بعبارة قصيرة..
امرأة قُذفت في ساحة التناقضات كلها...
امرأة ما تزال حائرة بين درج كهربائي ودرجات طويلة وشاقة ولكنها تُذكر أن لدينا أقدام ولدينا عروق تمشي فيها الدماء....
امرأة ما تزال حائرة تمسك بيدها قطعة ورقية ولا تزال لا تفهم كيف أصبحت هذه الورقة مركز العالم...
امرأة دُجت في معركة كل من فيها مقنعون حتى باتوا ينسون مع من يقاتلون... امرأة ما تزال حائرة من حيرتها...
امرأة ما تزال حائرة من تناقضات هذا العالم ومن تناقضات أشخاصه الغريبين...
تناقض غريب....
ناس يقفزون من جهة لأخرى ومن معركة لأخرى علهم يعرفون لمن ومن أجل ماذا يقاتلون
لمن ومن أجل ماذا يتغيرون....
أحبك وأحب كل ما فيك أحب شجرك ومياهك وأرضك ولكني حزينة على فضولي الذي لم يطفئ لأنني لا أستطيع أن أراك بعد سنين...
فليرسل لي أحدكم رسالة أصدقائي أريد أن أشم رائحة الورق ولتكتبوها بخطكم فقد نسيت خطكم أو بالأحرى لا أعرفه أصلا فلقد اجتمعنا في زمن الفراغ.. ذاك الفراغ الذي نكتب عليه... ذاك الفراغ الذي لا يتيح لك تلمس أي شي فيه... ذاك الفراغ الطائر في الهواء...