بقلم : فائدة آل ياسين ... 16.06.2009
ظلت تراودني فكرة عدم جدوى قيادة المرأة وتسنمها مواقع القرار في البيت والمجتمع التي تطرحها بعض الاراء في الموضوعات التي تعنى بشؤون المرأة وتفلسف قضاياها من خلال مانطالعه في أكثر المجلات العربية ،فأذا كانت المرأة صارمة شديدة في أحكامها اتهموها بالخشونة والتشبه بالرجال واذا كانت المرأة ناعمة رقيقة اتهموها بعدم المقدرة في ملء حيز المسؤولية الملقى على عاتقها حتى أنقدحت في ذاكرتي صورة تلك المرأة التي أعرف في فرض هيبتها وهيمنتها على كل اسرتها من زوج واولاد دون ان تخدش خصوصية سطوة الاب وسلطته وبلا ادنى اعتراض او ملامح امتعاض تنم عن تذمر من جميع افراد اسرتها ذلك التميز والاستحكام الذي ثأرت به دون ان تدري لبنات جنسها المغلوبات على أمرهن فقد حطمت كل الالواح المتوارثة والمعلقة فوق جدار الازمنة السحيقة من غمط للحقوق والتعالي المتعمد وسحق الذات ،عندما استطاعت ان ترسخ في نفوس مَن ْحولها احترام رأيها من بين جميع الآراء وأنتقائه بقناعة ملفته وتلقائية محببة لا خوفا ًولا طمعا ًبل لانه الاكثر حكمة وصلاحا ً.
ولأني شغوفة في تفسير الظواهر التي تثير انتباهي اعجابا ًبها او رفضا لها لذا ألجأ الى عوالم النفس وأعماقها المدلهمة لأتعرف من خلال تنقيبات المعنيين المنطقية عندها وجدت أن ماتعلمناه من تعريف لمفهومي السلطة والقيادة قد أختلط بعضه مع بعضه بشكل ساوا بين الاثنين في تعريف واحد وهذا غير صحيح فالقيادة هي تلك الخصائص المميزة للأنسان التي يوظفها من أجل التغيير نحو الافضل مع قدرات عالية من الوعي التام للسيطرة على مشاعره وأنفعالاته مما يجعلها موجهه الى السلوك الايجابي الذي يجعل علاقاته مع الآخرين متوازنة عندها يقوم ببث روح الالفة والتفاهم بين الافراد الذين يحيطون به بعمل جماعي منظم فيه الكثير من الفاعلية والاداء العالي الذي يشغف به الجميع بفضل ذلك التوزيع الدقيق والمقترن بقابلية كل فرد وقدراته على العطاء،أضافة الى قدرة القائد على أختيار مَنْ ينوب عنه لتفويضه انهاء الاعمال وسبب ذلك الانتقاء لذاك الشخص هو درجة اتقانه لأدائه الذي يتناسب مع نوع أعبائه التي يقدمها لمصلحة المجموع ومما يؤكده علماء النفس أن القائد الذي لايؤمن بالتفويض هو الذي يؤمن ان القيادة( سلطة ) .
ففي أحيان كثيرة نجد أن المرأة الاعتيادية (ربة البيت) التي لم تحصل على أعلى الشهادات ولم تتمتع بمستوى عال ٍمن الثقافة قادرة على الامساك بزمام الامور بقدرة فائقة مع خلق أجواء أ ُسرية صحية وسليمة تعم الحياة الاسرية وتنشر الدعة والآمان والحب مع الحرص الشديد على فعل كل ما يدفع تطلعات الابناء وطموحاتهم الى نواصي الرفعة والانجاز،واذا ما بحثنا عن الاسباب وجدنا أن خصائص تلك الشخصية قد أشتملت على ثلاثة عناصر( الذكاء العاطفي ،الرابط النفسي ،التفويض ) وهذا ما أوجبه العالم دانيل جولمان عندما أعتبر حتمية توفرها في كل شخصية ناجحة قادرة على القيادة.