أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
وَرْدُنا...مَتى يَغْفُو؟!

بقلم :  صقر أبوعيدة ... 22.10.2009

أَيَا أُمّاهُ لَوْ رَضَعوا من اللّوْزِ الذي كُنّا لهُ نَحبُو
لَما ترَكوا مَعاطِفَهم على الحاناتِ واسْتَلَبُوا
هَواءَ الطّيرِ والْتَحَفُوا دَثائِرَنا
وما عَضُّوا أَياديكِ التي تَعِبتْ لهمْ تدْعُو
وما عَطِشَتْ حَمَاماتٌ على جُبّ
وما سالتْ دُموعُ التّينِ بالغضَبِ
*****
نَظرْناهُم
وقدْ عُدْنا من القَيْظِ الذي أدْمَى حناجِرَنا
وما زالتْ شمائِلْنا تُناديهم
تعالوا نحْرُثِ الأرضَ التي شالتْ أَثافينا
لِنَبْنِيَ صَرْحَ أَحلامٍ لنا وَجَبَا
فقد تعِبتْ أهالينا ولمْ تغرقْ على فَرْشِ
ألمْ يَبنُوا بأسنانٍ لهم صَدِئَتْ بَساتِينا
وقد حاكُوا فَؤادَ الأرضِ بالرمْشِ
*****
دَعَوْناهُم
فقد جاءُوا على سَيْلٍ من الصّدْعِ
وأوْكارٍ بها جَفّتْ حَواصِلُهم
وأسفارٍ ومابَرِحتْ تُجافيهم
وتَنْفِرُ منْ مَلامِحِهم
وأشجانٍ تُثيرُ مدارَ فُرْقَتِهم
*****
ولو جُبِلوا من الطينِ الذي كُنّا بهِ نلْهُو
لما ألْقَوا أمانينا على المَوجِ الذي زَبَدَا
ولو مَجّوا منَ الثدْيِ الّذي كُنّا لَثَمْناهُ
لَهَبَّتْ من عُيونِهِمُ المَصابيحُ
وما شقَّتْ خَناجِرُهم جُيوبَ الأرضِ والبحرِ
وما وَلَجَتْ أُخَيَّاتٌ مَعاقِلَ كان فيها مجْدُ أحبابٍ
ولكنْ هلّتِ الأنْفاسُ بالحبَلِ
فقد جاءوا بليلٍ ما لهُ قَدَمُ
وأنيابٍ منَ المقْتِ الذي شَربُوا
فحَطّوْهُ على أكتافِنا غَصْباً وَبَلْ رَكبُوا
ولو كانتْ شرايينٌ لهم دَمِيَتْ
لما أَنِفُوا منَ البطْنِ التي حَمَلتْ
*****
أَيَا أُمّي
أَيُرْضيكِ الّذي صَنَعوا ؟!
ألمْ يأتُوا وقد غُلِبوا على الوطنِ
ألم يأتوا بلا عِيرٍ ولا رسنِ
ألم يبكوا لأُسِّ البيتِ والكفَنِ
فكيف إذنْ نَصيرُ لهم خُيولاً في الميادينِ
ودرباً يرقصُ الشهداءُ في أنحائِهِ غَضَباً
*****
أيا أمي
ألا تدْرينَ كيفَ تمورُ شأْفَتُنا التي حَملتْ بِما جَلَبوا
وهاجَ البحرُ بالأنواءِ والفُلكِ التي شَرَعوا
وهلْ تُروَى مدامِعُنا بِآبارٍ لها حَلَبوا
فهل ننْسَى دُموعاً لم تزلْ في مِرْطِها تنْدَى ؟
ولونَ الشارعِ الـمُدمَى
فلا نامتْ جُفونُ البحرِ ذيَّاكَ الذي سَلَبوا
ولا كَحَلتْ عُيونُ نِسائِنا بِهِمُو
فما باسُوا جبينَ الصبحِ وانْقَلَبوا
على أعقابِهمْ قَسْراً وَما كَسَبُوا
وليداً يكْتَوي دمعاً على أُمّ لها يحْبُو
*****
نَسَوا أنّا دَعوناهم لِحمْلِ الظّعنِ والحُلُما
أيا وطني
فهلْ عادوا إلى البطنِ التي خَدَجَتْ ؟
فلا لَوْزِي ولا أُمّي بِهمْ حَملَتْ
*****
وما فعلَ الذي ألقَى على أبوابِنا جَبلا ؟
ويمضي ثاوياً قَبرا
أيا أماهُ هلْ وَرَدُوا ؟
فما زالتْ حدائِقُنا تَنوءُ بها تعاريجُ
ولا يغفو بها وَرْدُ
ولا طفلٌ لهُ طَيّارةٌ تَشْدُو
ولم نقْطِفْ لَـنا وَطَنا