بقلم : خليل الجيزاوي ... 30.10.2009
صدرت الرواية الثانية (عيون الفجر الزرقاء) للكاتب المغربي إدريس الجرماطي عن مؤسسة سندباد للنشر والإعلام بالقاهرة 2009، وجاء الكتاب في 110 صفحة من القطع المتوسط وصمم الغلاف الفنان العراقي الكوردي: فهمي بالايي، وعلى الغلاف الأخير نقرأ كلمة الناقد المصري إبراهيم محمد حمزة:
يٌدهشك الروائي المغربي إدريس الجرماطي في هذه الرواية بعوالم غير معتادة، وبلغة غير معتادة، لغة هي روح القصة القصيرة، الجمل اللاهثة المتتابعة، التي لا تترك للقارئ حقه في الشعور بالطمأنينة التى تبثها الرواية عادة، بل تكاد لغة الرواية لا تؤسس لسردية متصلة، فما يشغل المؤلف محاولة فك طلاسم هذا الكون، في إنسانية راقية حيث (الأصل أن الكون ما بين مدخل إلى الدنيا، ومخرج إلى عالم آخر، وما بينهما بلاء)، أو (وله دنيا يحتل فيها من الفكر رياضًا، ستجعل المولود آية بها كونه يفتخر).
في الرواية يجرد الكاتب البشر من ظواهر الحضارة، ويعود بهم إلى طبائعهم الأولى، وحالاتهم الأصيلة (المولود/ حامل همّ المعاش/ الخالة الهرمة..) نافثًا حسًا صُوفيًا عجيبًا يتقدم خجلا؛ ليطيح بقارئه إلى وجودية مُحيرة، تُعانق صوفيته، مُشكلا ذلك كله في خطاب لغوى راق، يرتفع به بانسيابية إلى آفاق الشعر، ولا تتوقع كقارئ للرواية أن تصل ـ بسهولة ـ لمفاتيحها، إنما عش مع الكاتب متعة الحيرة والبحث عن اليقين " المراوغ " مثلما فعل يوسف إدريس يومًا ما.