بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 17.2.07
مرت القضيه الفلسطينيه منذ مطلع القرن الماضي وحتى يومنا هذا بتطورات ومنعطفات كثيره, منذ نهاية الحكم العثماني وبداية الاستعمار البريطاني ومرورا بقرارات ما يسمى بهيئة الامم المتحده وتشريد الشعب الفلسطيني واقامة اسرائيل عام 1948 على التراب الوطني الفلسطيني وبداية اولى النكبات الفلسطينيه ومن ثم النكسه عام 1967 , وما تلاها من نكسات سياسيه ووطنيه تعرض ويتعرض لها الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا واينما تواجد جغرافيا وسياسيا سواء داخل مناطق ال48 او مناطق ال67 او المخيمات الفلسطينيه في المهجر وعلى راسها مخيمات اللاجئين في الاردن ولبنان وبالتالي ماجرى ويجرى هو ان اسرائيل قامت باستهداف الوطن والشعب الفلسطيني عمليا وموضوعيا في كل مكان وبشتى الطرق والاشكال سواء من خلال الاستيلاء على الارض الفلسطينيه من خلال القوه العسكريه والاستيطان او قضم الحقوق الفلسطينيه او من خلال اللعب على حبل ما يسمى بقرارات هيئة الامم و"مبادرات السلام" اللتي لم تعترف بها اسرائيل وقامت دوما بالمراوغه والمماطله بهدف كسب الزمن وترسيخ مبدأ فرض الواقع من خلال الاستيطان والاستيلاء على الاراضي الفلسطينيه بشكل عام وزرع المستوطنات والمستوطنين في اماكن التواجد الجغرافي الفلسطيني اللذي لم يقتصر على مناطق الضفه والقطاع لابل ايضا اماكن التواجد العربي داخل مناطق ال 48 سواء في الجليل او المركز والساحل او النقب او ما يسمى بالمدن المختلطه[ المدن اللذي استولت عليها عصابات الهاجانا الاسرائيليه عام 1948] وبالتالي ماجرى ويجري هو ليس تغيير ديموغرافي وجغرافي لشكل وفحوى فلسطين لابل عملية تهجين لكل ماهو فلسطيني جغرافيا وسياسيا وديموغرافيا وفي احيا ن ليست قليله جرى تهجين ثقافي وحضاري لقطاعات فلسطينيه الى حد محاولة سلخها عن اصلها ومنبتها الفلسطيني!!... اسرائيل استعملت شتى اشكال الطرق في هجومها على الوجود الفلسطيني ومن بين هذه الطرق التهجين والتزييف الحضاري والتاريخي والثقافي والسياسي!
من هنا وبالرغم من اهمية وخطورة جميع اشكال التهجين والتزييف التي استعملت كسلاح ضد الحقوق الفلسطينيه, الااننا هنا سنعالج نوعا ما الشق السياسي بالذات وافرازاته وانعكاساته على الواقع الفلسطيني الراهن الذي وصلت فيه الجرافات الاسرائيليه الى ابواب الاقصى المبارك من جهه ووصل فيه تقزيم وتحجيم القضيه الفلسطينيه الى لقاء مكه المكرمه بين الفلسطينيين اللذين يتقاتلون على ارث وهِم وسراب اوسلو وسلطة اوسلو من جهه ثانيه وبالتالي ما هو جاري اليوم ان المُوس لم يصل الى لحية الواقع والحاله السياسيه والتاريخيه الفلسطينيه فقط لابل ان مُوس اسرائيل وحلفاءها ومشتقاتها من غرب وشرق قد وصل الى المسجد الاقصى المبارك مًرتكزا على تجربه سابقه[ للمثال لا للحصر] وليست بعيده حين هدمت الجرافات والدبابات الاسرائيليه مقر عرفات[2002] في المقاطعه في رام الله, ومرت التنديدات الصوتيه العربيه وغيرها دون ان تؤثر في الواقع على الارض, ودون ان تحول دون هدم مقر عرفات فوق رأسه وابقاءه في غرفه على مرمى امتار من مدفعية الدبابات الاسرائيليه!!.. اسرائيل تعودت على ظاهرة الصراخ والصوتيه العربيه التي ترافق تهويدها وتهجينها للواقع والمناطق الفلسطينيه دون ان تؤثر في مسار المخططات الاسرائيليه وترسيخ الاستيطان الاسرائيلي الذي وصل الان لى مشارف باحات وبوابات المسجد الاقصى في القدس التي تعتبرها اسرائيل" عاصمتها الابديه" بينما في المقابل و منذ اغلاق بيت الشرق وتطويق الاحياء العربيه, ترك او اهمل الفلسطينيون قضية القدس والاستيطان والتهجين الصهيوني الزاحف نحو الاقصى وما بعد بعد الاقصى!!.. الفلسطينيون وخاصة ظاهرة الاوسلويون اللتي جَرَّت الشعب الفلسطيني بالنتيجه النهائيه الى الميدان المقلوب وهو العراك الفصائلي الفلسطيني الداخلي الذي سمح لاسرائيل ببدأ معركة القدس والمعركه حول الوجود العربي في القدس!... بالمناسبه "اسرلت" اسرائيل بطريقه قسريه وغير مباشره الكثير من فلسطينيي القدس من خلال استغلال حالهم وعوزهُم وتقديم بعض المساعدات لهم في حين غاب الدعم الفلسطيني والعربي لاركان وصمود ابناء القدس العربيه الذين تُركوا وحدهم امام هجوم اسرائيلي استيطاني مُتغول يملك كل الامكانيات بينما لايملك ابناء القدس العربيه الا القليل القليل من مقومات الصمود!.... مُوس الاستيطان والتهحين الاسرائيلي وصل الان الى عمق اللحيه الفلسطينيه في الوقت الذي يتفاوض او تفاوض فيه الفصائليون في مكه على سلطة وهم!!!
ساهمت "السلطه الفلسطينيه" ومن لف لفها جنبا الى جنب مع اسرائيل منذ عام 1993 وحتى يومنا هذا في عملية تزييف وتهجين القضيه الفلسطينيه ومعنى الوطن الفلسطيني الى حد ان تصبح عملية وجود " السلطه الفلسطينيه" من وجهة نظر الفاسدين والانتهازييين الفلسطينيين اهم من ماهو جاري على الارض الفلسطينيه من ردم وهدم وتهويد كامل لمعالم الوجود الفلسطيني على المستوى الجغرافي والديموغرافي والسياسي والاقتصادي والروحي والديني, وبالتالي ماهو جاري اليوم هو اعلى واخطر مراحل التهجين الذي تتعرض لها فلسطين والفلسطينيون منذ اكثر من قرن من الزمن, والاشكاليه الخطيره تكمن هنا ليست في وضوح مغزى واهداف اسرائيل الواضحه لابل في اشكالية مساهمة النهج الفلسطيني الفاسد والانتهازي وهؤلاء اللذين يشاركون وشاركوا في لقاء مكه,, ومساهمة هؤلاء جميعا في تهجين وتقزيم معالم القضيه الفلسطينيه الى حد " الشراكه" الموضوعيه والغير مباشره مع اسرائيل!!
مُنذ اتفاقية اوسلو وحتى يومنا هذا جَرت كثير من المُتغيرات على الواقع السياسي والجغرافي و الديموغرافي الفلسطيني بشكل عام ولا يقتصر الامر على مناطق الضفه والقطاع لابل على كامل حقوق قطاعا ت الشعب الفلسطيني بما فيها اللاجئين وفلسطينيي الداخل , وخاصة في مجال الحقوق والارض التي تقضمها اسرائيل يوما بعد يوم وعام بعد عام ليست في الضفه والقطاع فقط لابل على كامل التراب والمهجر الفلسطيني[ لا حظوا ايضا الهجمه الجاريه على تواجد العرب الفلسطينيين في الجليل والنقب و ما يسمى بمخطط " تطوير النقب والجليل"!!] اللتي تشن عليه اسرائيل حملة تهويد وتهجين وتزييف تستهدف جميع معالم الهويه الفلسطينيه بكل مركباتها من الارض ومرورا بالانسان والمكان وحتى اسماء وتسميات ومفردات التاريخ والتراث الفلسطيني,,, و اللذي جرى بعد اوسلو حقا وحقيقه هُو ان الاعلام الاسرائيلي والى حد كبير الاعلام الفلسطيني والعربي الرسمي قد تَناسى عَمدا وقصدا التاريخ الفلسطيني قبل اوسلو و بَدأ يُعطِي صُوره مُزيفه عن الواقع والتاريخ الفلسطيني مع ألإيحاء بِان لُب وجذور القضيه الفلسطينيه ينحصر في تاريخ ومُسميات مابعد أوسلو وللمثال لا للحصر بَدأ ومازال الاعلام يتناول مصطلح " السلطه ومناطق السلطه الفلسطينيه" دون أن يُحدِد صلاحيات ومساحة مناطق السلطه حتى يومنا هذا ضِمن أستراتيجيه اعلاميه جوهرها إختزال تاريخ القضيه الفلسطينيه في قالِب جديد ومُحدد بين التفاوض على مساحة مناطق وصلاحيات السلطه واعتبار اوسلو كبدايه لِتاريخ القضيه الفلسطينه والصراع الفلسطيني الاسرائيلي, بِمعنى ماهو قبل 1993 وتحديدا عام 1948 وعام 1967 هو تاريخ وواقع اسرائيلي مفروض على الارض ولا علاقه لَهُ بالقضيه الفلسطينيه المُقزمه والمفصله على مقاس اسرائيل وجماعة وسلو من فلسطينيين مُهجنين ومُبرمجين لدور ما هو حاصل اليوم من ضياع رسن القضيه الفلسطينيه ,,,,,!, بمعنى ان والصراع بِتاريخه الجديد ينطلق من مَدى تَثبيت اسرائيل لوجودها وتواجدها وضمها لاراضي من مناطق الضفه والقطاع[ مناطق مُتنازع عليها وليست مُحتله] من جهه ومن مَدى قُدرة اسرائيل الإعلاميه في تَشويه صورة جُذور القضيه الفلسطينيه من خلال جَعِل الصراع يبدو بين فَرِيقين على أساس تاريخ عام 1993 ولا علاقه لَه بقيام دولة اسرائيل القائمه كواقع واللتي ُتفاوض على جُزء من اراضيها ! [في مناطق الضفه والقطاع] بِاعتبار هذا تنازُل "مُؤلم" من اجل "السلام" مع الفلسطينيين! من جهه ثانيه. والسؤال المطروح هو: الى اي مدى ساهم نهج السلطه الفلسطينيه العاجزه والفاسده في دعم اسرائيل في عملية تهجين وتَشويه الواقع الفلسطيني وتزييف التاريخ الفلسطيني وانعكاسات هذا على كامل الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا؟؟
الاجابه على هذا السؤال تتطلب اولا بالجزم أن الفلسطينيين اللذين وَقَّعوا على اتفاقية اوسلو وشَكلوا فيمابعد السلطه الفلسطينيه قد سَلّمُوا[المعنى سياسيا] على المَعابِِرالاسرائيليه الاوراق الثُبوتيه الاصليه والتاريخيه لِميلاد القضيه الفلسطينيه,وإنتحلوا شخصيه سياسيه جديده وتاريخ "ميلاد" جديد ومُنتحَل للقضيه الفلسطينيه بِكُل مُقوماتها ومُكوناتها سواء الجغرافيه او الديموغرافيه او السياسيه او التاريخيه, بِمعنى أن تاريخ التوقيع على اوسلو كان من وجهة نظر اسرائيليه وامريكيه هو التاريخ المُعتمد لِبداية التفاوض على حل القضيه الفلسطينيه إنطلاقا من المُعطيات الاسرائيليه على الارض في عام 1993ومابعد هذا التاريخ وليس بِاي حال من الاحوال من مُنطلق المُعطيات التاريخيه لِعام 1948 اوعام 1967 او حتى مايُسمى بقرارات الشرعيه الدوليه,وسواء شاء البعض أم لم يَشاء شاركت السلطه الفلسطينيه[ عمليا وموضوعيا] اسرائيل وامريكا وجهة النظر هذه وانسجمت الى حَد بعيد مع ما طرحته وفرضتهُ امريكا واسرائيل من تصورات وافكار سياسيه تتعلق بالوضع الديموغرافي والجغرافي في مناطق الضفه والقطاع ومناطق فلسطينيي الداخل وقضية اللاجئين الفلسطينيين.
استغلت اسرائيل سياسيا واعلاميا الوضع القانوني والسياسي المُهلهل لاوسلو بالترويج "للسلام" كما هو كامن في مُخططاتها من خلال تَدجين قيادات السلطه وإقامة علاقات عامه وأمنيه وتجاريه مع الطبقه الفلسطينيه الحاكمه يتخللها شكليا مُفاوضات على الوضع النهائي واقامة " الدوله" الفلسطينيه وفي المُقابل أستمرت اسرائيل في فرض الوقائع على الارض بِتكثيف الاستيطان ومُصادرة الاراضي الفلسطينيه في الضفه والقطاع, وشق الطرق الالتفافيه, وبناء الجدار العا زل وطوق استيطاني مُحكم حول القدس.والحقيقه أن ماجرى كان ومازال دعايه اسرائيليه اعلاميه مُكثفه عن "السلام" بينما الواقع على الارض كان ترسيخ للإحتلال وتوسيع مُبرمج لِحدود دولة اسرائيل من جهه وتَسلُط وسيطرة اسرائيل على السلطه الفلسطينيه نفسها اللتي تَحتاج الى مُوافقه اسرائيليه في اي نشاط او قرار سياسي او حتى تَحَرُك أعضاءها داخل وخارج مناطق السلطه من جهه ثانيه وبالتالي ماجرى هو أن اسرائيل جَرَّت القياده الفلسطينيه المُهجنه والمُصنعه خصيصا لهذه المرحله التشطيريه, الى ملعب مُخططاتها ,بتعريف وتأريخ القضيه الفلسطينيه كما تَشاء, وبسحب القضيه الفلسطينيه من عُمقها العربي[ كانت اوسلو بِمثابة الفرصه الذهبيه لِتَخلُص النظام العربي من القضيه الفلسطينيه وتَحميل المسؤوليه والنتائج للفلسطينيين],وسحب قرارات هيئة الامم المُتعلقه بالقضيه الفلسطينيه وإحلال مكانها المفاوضات والوساطه الامريكيه وما يتمخض عنها من نتائج بين الطرف الفلسطيني المُجَرَّد من مقومات القوه والمناوره السياسيه من جهه والموبوء بالفساد والعجز من جهه ثانيه..... تعرضت القضيه الفلسطينيه منذ اوسلو وحتى معارك غزه[2007] بين فتح وحماس الى ابشع عملية تزييف تاريخي وجغرافي وسياسي شارك فيها الى جانب اسرائيل " الاوسليون" من الفلسطينيين, والفلسطينيين هنا لا تعني حركة فتح لابل ايضا حركة حماس اللتي انضمت الى ركب اوسلو تحت مصوغات عدميه وانتهازيه لا تُعفي هذه الحركه باي حال من الاحوال من مسؤولية ماهو جاري وحاصل لكامل قطاعات الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا!!.. الفلسطينيون الاوسلويين الذين تنازلوا عن الميثاق الوطني الفلسطيني وقاموا بتجميد وتحنيط منظمة التحرير الفلسطينيه وتنازلوا عن كامل الحقوق الفلسطينيه,,,هؤلاء لن يُعيدوا ذرة واحده من الحقوق الفلسطينيه لابل سيستمرون في هدر حقوق الشعب الفلسطيني من اجل مصالح الثله الفاسده والعاجزه!!
هُنا لابُد من التذكير بورود فقره في اتفاقية اوسلو تَقضي وتنص"بأنه ليس بوسع أي جانب[الفلسطيني والاسرائيلي] إتخاذ مُبادرات تُغير من الوضع القائم في الضفه والقطاع وانتظار نتيجة المفاوضات حول الوضع النهائي", ولكن ماجرى هُو أن الاستيطان والاستيلاء على الارض في الضفه والقطاع قد بلغ ذروته في الفتره مابين عام 1993 وعام 1996 وهي الفتره اللتي كان فيها يتسحاق رابين "شريك" الفلسطينيين رئيس وزراء اسرائيل والمُفارقه هُنا تكمن في المُشاركه الفلسطينيه في ا لتضليل الاعلامي الاسرائيلي والحديث المُفرط عن" الشريك والسلام" بينما الحقيقه هي ان " الشريك\الفقيد" ومن سَبَقهُ وخَلَفهُ في رئاسة الحكومات الاسرائيليه يَتفقون جميعا في الرؤيه والاستراتيجيه على شكل وفحوى " الحل النهائي" وهذا الحل وارِد بوضوح في النظريه الصهيونيه اللتي طُبقَت وتُطبق حَرفيا من خلال الاستيطان وفرض الوقائع على الارض الفلسطينيه مُنذ بداية المشروع الصهيوني وحتى يومنا هذا...::اللذي تَغيَر حقا وحقيقه هو المشروع الوطني الفلسطيني وإنعدام الرؤيه والاستراتيجيه وحتى المرجعيه السياسيه, وقد شَكََّلَت الإرتوازيه والغوغائيه في الخطاب الرسمي الفلسطيني بالاضافه ل ما يسمى ب" معسكر السلام الفلسطيني" عامل مُساعد ومُهم في التضليل الاعلامي الاسرائيلي وعملية نُكران وتزييف وتهجين الواقع والتاريخ الفلسطيني .......بعيدا عن العواطف والتصاقا بالحق والواقع الفلسطيني لابُد من القول ان الضرر اللذي الحقه الفاسدين بالقضيه الفلسطينيه ضرر كارثي على جميع المستويات واهمها الحق التاريخي الفلسطيني اللذي قام الفاسدين والعاجزين والانتهازيين بضربه سياسيا واعلاميا الى حَد حصر هذا الحق المُقدس بين فَكي اجنحة مصالح اعضاء سلطه ورئيس سلطه ورئيس حكومه " اوسلويه" يتقاتلان في غزه ويتفاوضان في مكه تحت كنف نظام سعودي يتبنى الرؤيه الامريكيه والى حد بعيد الاسرائيليه!!.. وللتذكير [وللمثال لا للحصر ]على ما جرى للقضيه الفلسطينيه في ظِل حكم السلطه هو مُحاولة اقتلاع لُب القضيه الفلسطينيه على يد اعضاء السلطه وبمباركة رئيسها الحالي من خلال مايُسمى مبادرة جنيف [2003] اللذي سَيكون لها مُستقبلا عواقب وخيمه على قضية اللاجئين الفلسطينيين والقضيه الفلسطينيه برمتها...اخطأ من ظن ان مُبادرة عبدربه بيلين لم تحصل على الضوء الاخضر من قبل رئاسة السلطه الفلسطينيه الحاليه ومحمود عباس بالذات !!! . واخطأ من ظن ايضا ان حركة حماس ليست مشاركه موضوعيا في محاولة تزييف وتهجين فلسطين والقضيه الفلسطينيه برمتها وبالتالي وللاسف يبدو فلسطين الاصيل شئ والهجين شئ اخر يتجلى في الواقع الفلسطيني الراهن!!
واخيرا وليست اخرا لابد من القول ان الوحده الوطنيه الفلسطينيه امر مطلوب وواجب ولكن ما يجري وسيجري في مكه من اجتماعات واتفاقيات لا يدور سوى حول الاتفاق على مقومات اوسلو بين فتح وحماس اللتي تضمن عودة النهج الفلسطيني الفاسد الى الواجهه السياسيه, ولن تُغير في واقع تشويه وتهجين القضيه الفلسطينيه اي شئ يُذكر لابل ستزيد الطين بله والتهجين هجنا في ظل عجز فلسطيني ووضع فلسطيني سياسي مشلول وعاجز عن طرح اي تصور شامل لمستقبل القضيه الفلسطينيه والسؤال المطروح ليست ما سيتمخض عن اجتماعات مكه من اتفاقيات لابل مابعد مكه:: هل هنالك تصور فلسطيني للخروج من التيه السياسي وحالة الهجين وازمة الاقتتال الداخلي على كعكة اوسلو ووهم اوسلو؟؟,,,, ونحن على موعد مرة اخرى وبعد بضعة شهور او اكثر حين يُقال للفلسطينيين::: ان الاداره الامريكيه الحاليه غير قادره على فعل شئ وانتخابات الرئاسه الامريكيه على الابواب تماما كما حدث ويحدث سابقا وهو ان جميع الادارات الامريكيه[ حزب جمهوري او ديموقراطي] تلعب مع اسرائيل بوهم المبادرات وكسب المزيد المزيد من الوقت الى حين قدوم الانتخابات الامريكيه القادمه وهكذا دواليك منذ عقود من الزمن.....!!