أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
هل الصائب على صواب!!

بقلم : امينة عودة * ... 05.07.2010

يبدو اننا في امس الحاجة في مرحلة تشهد توترا على كافة الاصعدة، لتصريحات، اقرب لما يصبو اليه الشعب الفلسطيني، ام ان الكربة مخرومة، لما لا نطرح برنامج عمل وطني لمواجهة غطرسة الكيان الاسرائيلي، بدلا ان نوزع انفسنا متل غربان العرس، دون ان نسمع انفسنا، كل على مفترق ما وفي سبيل ما، لما لا يطرح اللازم وطنيا وسياسا، يجرى استفتاء عليه، والصائب، ككبير للمفاوضين، لا مشكله لدينا، وطالما الفشل كان ذريعا في ادارة الدف لصالحنا، الى جانب الاحتفاظ بكل ما دار خلال عشرين عاما او اكثر في حقيبته او جعبته، بعيدا عن الفئة المستهدفة اي الشعب الفلسطيني، يؤكد ان هناك خللا مع تقديرنا الشديد لامكانيات الجميع وعلى رأسهم خبراء المفاوضات، ما جئتم به من تصريح، لنكون صريحيين، لن يهز شعرة في بدن اسرائيل، من ان السلطة قد تحل، لنهدأ قليلا، وفي اعقاب ما جاء من تصريحات، هل يتوقع ان الفوضى اثيرت في صفوف المحتل، وقرر العودة لمفاوضات جادة تؤدي للاعتراف بشرعية الفلسطينيين في تحقيق دولة مستلقة، و/او وباشرت اسرائيل بتحريك معداتها الثقيلة ودفاعاتها الجوية واسطولها الحربي، نحو الضفة الغربية على اعتبار انها غادرت وانسحبت منها وستعيد احتلالها من جديد.
ما يجول في خاطر مسؤولينا ليس سهل المنال، وكلٍ منهم متحدث بارع بطرحه ورأيه وفكره بإدلائه بما يريد من معلومات، في اطار "المؤسسة" وغياب التنسيق والمحاسبة، بما ان الامر كذلك هل يحق لاي مسؤول، ان يأخذ على عاتقه طرح مواقف معينه، سواء في ندوة ام خيمة او عزبة او تلة او مأذنة، بما يتعلق بشأن استراتيجي ذات علاقة بشمولية الوضع الفلسطيني، ويبدو ان مكان انعقاد اللقاء قد اعطي مزيدا من فيتامينات الجرأة، لما لم نطلق هذه المواقف في رام الله او القدس ونجري التحضيرات اللازمة لو كان الامر جادا، على اعتبار ان هناك قذف بقنبلة اعلامية، قد تدفع بمعسكر المحتل والمعادي للشعب الفلسطيني وارضه الى الوقوف على شعر رأسه، تحسبا لقرار قد يتخذ في لحظة ما.
وهل سمعت ان ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي، طالما يعود ويؤكد الاخ صائب عريقات في حديثه -اذا ما وافقت اسرائيل - على مطالبنا ذات العلاقة كما اشار في ندوة عقدت في نيويورك بحضور عشرات من مندوبي الدول الاعضاء في الامم المتحدة وصحافيين واكاديميين، ان مطالبنا كالتالي "هل اسرائيل مستعدة لاستئناف
المفاوضات من النقطة التي توقفت عند نهاية عام 2008، وهل تعترف بشرق القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وهل تقبل بحدود عام 67 كأساس لحل الدولتين؟". وفيما يتعلق بالاستيطان اشار الى ان تجميد اعمال البناء في المستوطنات لا يعتبر شرطا مسبقا وانما هو مطلب رئيسي في خارطة الطريق. ولا بد من التوقف عند اذا ما اعترفت!!!، نؤكد هنا للاخ الكريم ان الاعتراف لا يقدم على طبق مهما كان نوعه او لونه، انما ينتزع انتزاعا.
احيانا يجرنا البعض الى تذكيره، ويبدو الزهايمر السياسي او الدبلوماسي، او الهروب من الحقائق والوقائع التي قد تسقط ما بين التسلق والتألق والحضور والمثول والمشاركة والتمثيل والتبجيل والمحاباة والمباركة، للقول عما تتحدثون يا ابناء قومي وممثلي شعبي العظيم، خارطة الطريق سامحك الله، اوسلو والمبادرة العربية وحتى قرارات الامم المتحدة لا زالت وللاسف الشديد حبرا على ورق منذ العام 1948، الى جانب العديد من المبادرات الدولية التي طرحت في الماضي، والداعية لعقد مؤتمر دولي للشرق الاوسط، لنكون واضحين اكثر مما سبق، هل بقي الشرق الاوسط اوسطا، ام اصبح مقطعا موصلا، موزعا اربا اربا، كل منحاز لجماعة ما وتيار ما، وهناك معايير جديدة تشهدها الساحة وتحالفات تتحدث عن نفسها وقوى ظهرت واخذت تفرض نفسها.
هنا دعونا نتساءل هل السلطة هدف ام خيار؟ اذا كانت هدفا فنحن مختلفين واذا كانت خيارا مؤقتا تعالوا لنفكر بحلول وآليات عمل استراتيجي، وليس الاعتماد على الخيار الدبلوماسي، وعقد اللقاءات واطلاق التهديدات والتصريحات، على لسان هذا وذاك مع احترامنا للجميع كل وفقا للقبه وموقعه، عبر التحريض وفضح السياسات العدوانية والهيمنة العنصرية والغول الاستيطاني الذي يلتهم ارضنا، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، اين استراتيجيتنا وماذا نريد؟؟؟
لا خلاف بيننا، اننا نريد دولة مستقلة وهناك اجماع ولكن بأي حال، نبقى صامتين صامدين لتقدم لنا على طبق من قش، انا لله وانا اليه راجعون، حتى المقاومة الشعبية يبدو انها انخمدت انفاسها، والله لا يسمع من ساكت، فبدون وسائل ضغط تتساوى والظلم الواقع على شعبنا لن تقوم لنا قائمة، ليس المطلوب احراج المجتمع الدولي الغير محرج والموالي لاسرائيل والذي تربطه به علاقات متعددة، عدا عن الحلفاء الاستراتيحيين للكيان المحتل، بهذا الحال لن تقوم لنا دولة ولا شقة، ولا عودة للاجىء ولا افراج عن اسير.
الا تعلمون! ان المثول للون معين يخلق ما لا يخلق من اجواء قد تعثر المتعثر، والهروب من مواجهة الوقائع يحكى عنه جبن، اليست هذه حقيقة؟ سؤال بسيط كونه، لا احد يرغب في سماع احد سوى نفسه، لمن يهمه الامر، هل تعترف بحق عودة ما يقارب ثمانية مليون فلسطيني، احياء يرزقون، اعتراف حقيقي وليس ضمني، اذا كان الجواب نعم، اين الدور الفاعل وكيف يوظف الان ام بعد قرون، اما اذا كان الجواب لعم، فلنقرأ الفاتحة، على

روح المشروع السياسي، هل علينا ان نبقى محكومين بمن يستقبل ويرسل، ام يجب ان تتوسع الدائره لتشمل ما لم يشملهم الدور حتى اللحظة، بفتح الباب لمن يمثلون الصفوة الفلسطينية، وزارات تتقلب ومراكز ومواقع، تكرر نفسها، صراع دائر حول من سيستلم هذه الحقيبة او تلك وكل ساع في صلب اهدافه وعلى رأسها الذاتية، وليس على من يقع على العبئ والمسوؤلية في اتخاذ القرارات المناسبة، الحاسمة، لقد قمنا بتشكيل العديد من الهئيات واخرها هيئة مكافحة الفساد نتمنى ان تتمكن من الحراك والتوصل الى ما لم يستطع احد التوصل اليه ولو في حدود معقولة، ونتمى في الوقت نفسه لرئيسها السلامة.
اليوم الكل منهك بالتغيير الوزاري، ما شاء الله!، ونحن على موعد قريب مع من سيطل علينا من الاخوة الذين لا يغادرون المناصب، وكأن الفلسطينيون انقطع نسلهم، فتح ليست بعاقر، لديها ما يكفي من الكوادر النادرة المميزة الى جانب من هو مستقل وفصائلي، اليس من الاولى ان يتغيير قليلا سبل توزيع هذه المراكز الشبه سيادية، وفتح الباب امام ذوي الزندقة السياسية"، لان البعض فشل في رسالته؟ الاهم لمن تسلم الراية ليس عيبا ان نفشل في نشاط ما، فمشروعنا السياسي بثوابته الغير قابلة للتصرف، يطال منه ويشهده نهشا منظما، هناك من يقول ان مفاوضات تجري في السر واقترب موعد المثول للعلن، اليس هذا الشأن مقلق، ونحن مهمشين لا علم لنا بما يتعلق بمصيرنا، الجميع مطلوب منه للانتظار هذا التخدير الوهمي، لتحقيق امر ما، قد يتمثل في إزالة حواجز متنقلة وليست ثابته او وقف بناء اساس لمستوطنة، في الوقت الذي تعمل فيه الجهة المحتلة في سباق مع الزمن للسيطرة علينا ودحرنا من الخارطة السياسة الفلسطينية المستقلة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كلمة اخيرة لا تنتقصوا من قومكم وابنائكم؟

*الكاتبة: صحفية فلسطينية دائرة العلاقات القومية والدولية