بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 07.07.2010
اليد التي تصافح يد وزير الحرب الإسرائيلي "أهود براك" يجب ألا تمتد لها يد حماس للمصالحة، وإلا تشابهت الأصابع، وذاب الفرق بين البصمات، وليكن شرط حماس لأي حديث عن المصالحة هو إقصاء فياض، على ألا يكون ذلك شعاراً اعتراضياً على شرط الاعتراف بشروط الرباعية، وإنما هو التعبير الدقيق عن وجدان الفلسطينيين الذين أحرق كبد جرحاهم سلام فياض، وداس على كرامة أسراهم، ونبش قبور شهدائهم. فلا شرعية لسلام فياض، ولا يحظى الرجل بدعم الأغلبية، أو الأقلية الفلسطينية، ولاسيما أن لقائه مع أهود براك قد مثل قمة الأماني السياسية الإسرائيلية، وبؤرة الحجج والذرائع للتهرب من الضغوط الدولية، لقد تجاوز سلام فياض في لقائه في فندق "كنج ديفيد" في القدس كل الخطوط الحمراء والصفراء، وبصق على الثوابت الوطنية، وهو يتقافز من فوق رأس القرارات الدولية، ويقدم أجمل هدية يحملها معه "نتانياهو" في زيارته لأمريكا، والتي تؤكد على بدء مفاوضات مباشرة فلسطينية إسرائيلية إلى أبد الآبدين، لقد حقق فياض الغرض اليهودي بيسر وسهولة، وأعلن عن بدء المفاوضات المباشرة، بل أن "أوفير غندلمان" الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، لم يكتف بوصف اللقاء بأنه مهم جدًّا وعلني، تم خلاله بحث مجموعة من القضايا المتعلقة بالعملية السلمية، والمباحثات التقريبية، والانتقال للمباحثات المباشرة، وبحث القضايا السياسية والأمنية المتعلقة بين الطرفين، بل زاد اليهودي على ذلك، في حديثة لموقع "إيلاف" قائلاً: "إن اللقاء ناقش وضع قطاع غزة الواقع تحت احتلال حركة حماس.
إذن؛ فاللقاء يشكل غطاءً للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية لتبدو وكأنها محررة، أو على أقل تقدير، لتبدو الضفة الغربية وكأنها تدار بالشراكة بين الطرفين المتفاهمين، المنسقين "أهود براك"، و"سلام فياض" بينما الذي يقع تحت احتلال حركة حماس هو قطاع غزة!.
بعد هذا اللقاء السياسي والأمني بين سلام فياض وأهود براك، والذي جاء متمماً لقائهما السابق في مؤتمر هرتسيليا. بعد هذا اللقاء يمكن لكل فلسطيني أن يصرخ عالياً: لا تسلموا غزة لسلام فياض، لا تصالحوا سلام فياض الذي التقى مع "أهود براك" في اليوم الذي تعلن فيه تركيا عن نيتها قطع العلاقات مع إسرائيل، وفي اليوم الذي يهاجم في "بن أليعازر" وزير حربه "أهود براك"، وفي الوقت الذي يخشى فيه "أهود براك" السفر إلى أوروبا خشية الاعتقال، لأنه يمثل قمة الإجرام، ورأس حربة الهجوم على غزة، ويداه تشر من دم أطفالها.
أكرر ثانية وبصوت جهوري: لا تسلموا غزة لسلام فياض، وليكن أهم شروط المصالحة إن ظل مجال للمصالحة هو: غروب شمس سلام فياض عن سماء فلسطين، وعدم السماح لمن يصافح اليد التي قتلت أطفال غزة، عدم السماح له بدخول غزة نهائياً.