أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
حماس ليست مستهدفة من إسرائيل!!

بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 12.07.2010

لا فرق بين الدكتور محمود الزهار والدكتور سلام فياض إلا بالتقوى، والإخلاص لفلسطين، فكلاهما يقيم على أرض فلسطين، وكلاهما مولود في فلسطين، وكلاهما عربي ومسلم، وكلاهما يعمل في السياسة، وكلاهما يؤدي وظائفه البيولوجية بلا مشاكل، ولكن الفرق بين الرجلين في الموقف، فالدكتور سلام فياض يلتقي مع الإسرائيليين، ويعترف بحق اليهود التاريخي في فلسطين، ويحارب المقاومة، ويؤمن أن المفاوضات هي الطريق الوحيد للتعامل مع الإسرائيليين، لذا صار "براك" اليهودي يستقبله في فندق الملك داوود في القدس، ويتبادل معه الصور التذكارية، وصار مقبولاً من أمريكا وأوروبا، بينما الدكتور محمود الزهار على العكس من ذلك، فقد تم قصف أولاده بالصواريخ الإسرائيلية، واستشهدوا، وتعرض شخصياً للتصفية، وإن نجا، لأنه لا يؤمن بالمفاوضات بديلاً عن المقاومة، ولا يعترف بإسرائيل، ويصر على أن أرض فلسطين وقفاً للمسلمين.
لم أقصد بالمقاربة بين الرجلين تمجيد أحدهما وتقليل شأن الآخر، أو العكس، وإنما قصدت الإشارة إلى أن موقف إسرائيل من أي فلسطيني يعتمد على موقفه من إسرائيل، ومن المقاومة، فلو اعترف الدكتور محمود الزهار بإسرائيل، ونبذ المقاومة، ووافق على المفاوضات إلى الأبد، لصار حكيماً، وتم ضمه إلى صدر "أهود براك" واحتضانه من قبل "تسفي لفني" ولصار حمامة سلام، وعصفوراً مزركشاً بالألوان، ولصارت شعيرات ذقنه مصدر البركة والخير على الشرق الأوسط. ولو عكست الواقع، وصار الدكتور سلام فياض مؤيداً للمقاومة، ورافضاً الاعتراف بدولة إسرائيل؛ لما تم السماح له بالسفر، ولتم حجزه على أقرب حاجز تفتيش إسرائيلي، وإعاقة حركته، وسجنه في المقاطعة في رام الله كما حدث مع أبي عمار، قبل أن تستكمل المؤامرة بتصفيته جسدياً.
هل يمكنني القول: لا فضل لعربي على عجمي، ولا فضل لفلسطيني على فلسطيني إلا بمقاومته للمشروع اليهودي، لذا قد يصير التركي فلسطيني أكثر من الفلسطينيين، ويصير الفلسطيني إسرائيلي أكثر من الإسرائيليين، وللتدليل على ذلك أقول: هل سمعتم عن العربي الفلسطيني "أيوب قرا" الذي صار نائب وزير في إسرائيل، وذلك لأنه يصف المقاومة بالإرهاب، ويمثل مصالح اليهود أكثر من اليهود، ويكره القضية الفلسطينية أكثر من أعدائها؟ وهل سمعتم بالشيخ العربي رائد صلاح؟ ولماذا يفرضون عليه الإقامة الجبرية؟.
إذن؛ لا صحة لما يردده البعض: بأن حماس مستهدفة من إسرائيل، وأن إسرائيل تحيك المؤامرات، وتخطط ليل نهار لتصفية حركة حماس، وتصفية قادتها، فالصحيح هو: أن المستهدف موقف حركة حماس الفكري، والسياسي من إسرائيل، فإن تغيير الموقف فلن تعود حماس مستهدفه، وستصير جسماً سياسياً مقبولاً على إسرائيل، وقد يحمل قادتها بطاقة vip ويركبون السيارات المصفحة، وينحني لهم الجندي الإسرائيلي على الحاجز.