أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
اوباما ... الحلم الكاذب!!

بقلم : مصطفى محمد أبو السعود ... 26.07.2010

استبشر العالم خيراً حين ظهر رجل من ذوي البشرة السمراء على مسرح السياسة الدولية وأخذ يدغدغ مشاعر المسحوقين في الدنيا ويخبرهم بأن رياح التغيير قد هبت نسائمها ، وصدق الناس واستأجروا أعلى الأماكن لينالوا قسطاً وافراً من الرياح وفتحوا نوافذهم وقلوبهم و صفحة جديدة مع الحياة ونسوا الآم الماضي واتكاءوا على جدار الثقة من جديد و تناسلت أحلامهم بسرعة لدرجة التضخم بعدما اقتحمت كلمة التغيير أذانهم لمئات المرات .
وبعد مرور عام ونصف على جلوس الرجل على قمة العرش في البيت الأبيض يبدو أن رياح التغيير قد ظلت طريقها وحين سُئل أين رياح التغيير قال لقد تغيرتُ كثيراً فأنا لم أكن رئيساً لأمريكا والآن أصبحتُ رئيسها وهذا أجمل معاني التغيير فانتظروا بعد نهاية ولايتي رياح جديدة من التغيير تأتي مع رجل جديد.
لقد كان هذا التغيير صدمة كبرى للحجاج العرب الذين حجوا للبيت الأبيض وقدموا الطاعة والولاء وعادوا لديارهم ومعهم صك الغفران وخطة العمل خلال الأربعة سنوات القادمة فقد ظنوا ان اوباما سيخرج عن السياق العام للسياسة الأمريكية التي تنتجها دوائر صنع القرار ويشارك في التصديق عليها لوبي صهيوني يسخر كل قدراته وقذاراته لخدمة الكيان الإسرائيلي .
اوباما أسوأ من بوش هذه حقيقة واضحة لأن بوش كان واضحاً في مواقفه العدائية للإسلام أما اوباما فهو يعمل تمييع القضايا وأول تلك الممارسات الفعلية لسياسات اوباما صمته في حرب غزة وكأنها لعبة الكترونية ووقوفه موقف أبسط مواطن على وجه الأرض ومطالبة المقاومة بالكف عن إيذاء إسرائيل وضرورة تمديد عقد عمل العقوبات الدولية على كل من يقول " لا " لأمريكا أو يكتب قصيدة هجاء بإسرائيل ، ومطالبة المقاومة بألا تكون شوكة في حلق عشاق السلام والنظر بعين العطف للمروعين والباحثين عن الأمان في دولة الكيان، والحجة جاهزة وجمهور المنافقين يستعد للتصديق والتصفيق .
إن ردود الأفعال الأمريكية تؤكد أنه لا مجال للمقارنة بين أي رئيس أمريكي وأخر إلا بمدى الوعود التي يستطيع تسريبها للعالم وخاصة العرب فهم يتنافسون فيمن يعطي وعودا أكثر للعرب ويحقق أفضل النتائج لإسرائيل ، لهذا يجب على كل من يراهن على أن أمريكا تهتم بالمصالح العربية أن يستوعب أن الغرب كله يدعم وبلا شروط كل مطالب إسرائيل لأنه ينظر إليها كأحد أهم عوامل إحكام السيطرة الغربية على العرب.

كاتب من فلسطين