أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
هل زفّوا اليك " جرح غزة؟"*!

بقلم : هيام قبلان ... 16.06.2010

هل غاب وجهي عن صفحة الرسائل يا سيّد الندى ، ياوجه النيل ؟ هل غادرت الطيور أعشاشها هذا الصباح ، هل حلّقت الفراشات فوق سريرك بحلمها المشتهى ؟ هل زفّوا اليك " جرح غزة" ؟ أتفتقد الحرف ، وما عاد يشفيني ، ولا عادت النوارس الفاردة أجنحتها فوق رمل حيفا ترطّب شفة الورد ، كيف زفّوا لك قتل غزة ؟ كيف نامت بين أصابعك كطفلة ذات مساء ، والآن يا سيّد الحلم بالعدالة ، وبالحرية ، يا سيّد الوقت الذي فقد نبض الدقائق ،، أدري أنّ حلمك يتصدّع وتقف في غربتك على أطلال الاحتراق ترقب " طائر الفينيق" أن يخرج من بين الرماد ، هل ستهون المسافات لتعبث بشعر طفلة الندى على شاطىء غزة ؟ من أين سيأتينا الصداح والبلابل غادرت مآقينا ، والوتر يعزف نشازا ، والضمير الغائب لعروبتنا " الباهرة الذكية" ينام على أسرّة من حرير وعلى وسادات من ريش النعام ؟ من أين سيأتينا " ضوء الفنار" وشاطىء عكا قد تناثرت رماله ، لولبية ، كسحابة تتشكّل على أقواس نصر من دخان ،، من أين سترى ضوء الفنار وبين عكا وحيفا وغزة يقف قراصنة الليل يرصدون ( حورية البحر) التي كانت ذات عشق تعرف الحب ، ولون اللازورد ، وشهقة العشاق ، ورائحة الفجر ، من أين سيأتينا النواح ، وقد بحّ الصوت في حنجرة الحرية والتحف المساء بردائه الحزين . من أين سيأتينا الحزن وقد فارقنا وملّ صوت الرعد ، ملّ الرقص على عتبات القهر ، يبحث عن ملاذ ليعرّي نفسه من وهم الحلم الغافي على موائد الزعماء .
يا قلب الاغتراب والرفض ، أيّها الآتي من هرم تسحّر في أروقة المعابد ، اعتلى الحزن وسافر في حوارية الليل والنهار ، لقد تكسّرت الأبواب فاتبع ظلّك ، اتبع حلمك ، اتبع نزفك ، اتبع انتمائك للماء والصحراء ، للسهل والجبل ، للطير وللبشر ، ألم تكن تردّد يوما :
اتبعيني ....
اتبعيني لبلاد لا يموت المرء فيها مثل نملة
اتبعيني ...
اتبعيني انّني أحمل في قلبي ( من صمتك يوما بعد يوم)
.... ألف علّة .....!
هذا هو الوطن اذن سنبحث عنه بين ذرات التراب ، بين تجاعيد العمر ، بين قطرات المطر ، وبين سلاسل العشق بوجهه الجميل ،، كم من الوقت نحتاج لنلملم عراء البطولات الواهية ، كم من الوقت ليصير الوقت رهينة العناوين الصباحية في صفحة الأخبار ؟ كم وأنت من غنّى وصدح للغريب في وطنه ، وللبحر في منفاه ، لبرتقال يافا ، ومدينة العرب الفاضلة ، لمحمد الدرة ، لبراعم الجمر ، لفيروز وزهرة المدائن ، وللقصيدة النابتة داخل جرح من أرجوان : " والى القصيدة وردة جرح / وغزالة حلم / واشراقات توحّد" . من أين سنعبر والبحر محاصر ،، وغزة تفرد شالها الفضيّ على خاصرة من نار، وملمس الطحلب لزج في مساءاته العابثة ؟ هل هناك ستبني مدينتك الفاضلة ؟؟ وبينك وبين الحرية " سيف المسافة " و" سبعة أبحر" و" صحراء من أعين الرقباء" وتقول : تفيض مجلات زيف ورجس صحافة / ولكنّها دون ماء / وها أنذا أصنع الفلك منتظرا / أن تفتح أبواب نافورة الحلم في الأرض " . سافر يا صديقي ، سافر فعيون غزة تنتظر " زهرة اللوتس ترفض أن تهاجر " .!

*لشيخ الشعراء ابن مصر محمد الشهاوي