بقلم : ... 10.06.2011
شيع المصريون أمس جثامين 19 شهيداً من مجهولي الهوية لشهداء ثورة 25 يناير، والذين قضوا في ما يعرف إعلامياً ب”جمعة الغضب”، وهو اليوم الذي شهد وقوع مئات الشهداء وآلاف المصابين .وقد أدى المصلون صلاة الجنازة على الشهداء، والذين لم يستدل على ذويهم بعد، ما دفع بالدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، إلى الموافقة أخيرا على التصريح بدفنهم، حيث التف المصريون لتأدية صلاة الجنازة على أرواح شهدائهم، في الوقت الذي حصلت فيه وزارة الصحة على فحوص للحامض النووي لكل منهم، للاستعانة بها في حال ظهور ذويهم للتعرف إليهم . وقد أمّ المصلين الشيخ الشحات عزازي، الداعية بوزارة الأوقاف، الذي أكد عقب الصلاة أن “شهداء ثورة 25 يناير والذين من بينهم 19 شهيدا قتلوا ليكتب لمصر الحياة من بعدهم”، مؤكدا أن “دماءهم لن تضيع هدراً، لأن وراءهم من سيكمل مسيرتهم التي بدأوها من ميدان التحرير.وفي الوقت الذي تجمع فيه المئات من شباب ثورة 25 يناير أمام مسجد السيدة نفيسة لأداء صلاة الجنازة، فقد حضرها عدد من المسيحيين، الذين أخذوا يثمنون دور الشهداء في الثورة، في مشهد لافت أعاد للأذهان روح ميدان التحرير، الذي تكاتف فيه المصريون على مختلف انتماءاتهم ودياناتهم .في الأثناء، أعلن رئيس الوزراء تأسيس مؤسسة لرعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة . وقال منسق المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة خالد تليمة إن شرف استجاب لمطالب ائتلافات الشباب خلال اجتماعه بممثلين عنهم وأصدر تعليماته بنقل 19 جثة لشهداء ثورة 25 يناير من مشرحة زينهم ودفنهم بمقابر الإمام الشافعي بالقاهرة . وأضاف أن هؤلاء الشهداء كانوا قد استشهدوا في الأسابيع الأولى للثورة المصرية ولم يتم التعرف إليهم، لافتاً إلى أن شرف أعلن لشباب الائتلاف عن تأسيس مؤسسة لرعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة، وذلك بمقر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء . وأوضح أن تلك المؤسسة ستقوم بصرف التعويضات لأسر الشهداء، لتقديم الخدمة العلاجية المجانية لهم، “وستسعى لتشغيل العاطلين من أسر الشهداء، كما ستوفر امتيازات عينية ومادية من خلال صندوق سينشأ لهذا الغرض” ..إلى ذلك، تدرس الحكومة المصرية حالياً رفع التعويضات التي خصصتها لمصابي الثورة، من ألف جنيه إلى 5 آلاف جنيه للمصاب الواحد، في الوقت الذي وافقت فيه على استكمال علاج بعض مصابي الثورة!!