بقلم : عطا مناع ... 10.09.2010
هناك حيث الصقيع الذي يغلف القلوب المتعبة وحيث الارواح الهائمة في العدم يغيب العيد عن المشهد،هناك حيث الزمن الذي توقف اشتياقاً لارض البرتقال الحزين التي اخذت مكانا لها سرمدياً في تلك الزاوية التي لا يعرفها الا من عاش صقيع اللجوء، هناك يخجل هلال العيد من الظهور واباطرة الافتاء السياسي.
في ليلة العيد تسبح الملائكة للة حمداً وشكرا وتطوف في البلاد وعلى العباد الا نهر البارد، فالملائكة لا تعترف بنهر البارد الذي لم يعرف غير فلسطين واللة، لكن اللة قسى على نهر البارد وتركة وحيداً في المساحة المحرمة حطباً للعهر السياسي والكتبة والمتباكين كذباً عليك يا سيدي.
العيد لا يعرف نهر البارد، والبارد لا يعرف العيد، لا ولائم ولا ضحايا سوى الاطفال الذين نبذهم اللة وابناء جلدتهم الذين تركوهم في خزانات الموز يقارعون قهرهم لا اما لهم سوى ما تبقى من ذكريات لوطن تكالبت علية قوى العهر تنهشة في مناسبة وغير مناسبة.
هناك في نهر البارد ومخيمات الصقيع الذي يلف الحنين الى اللاوجود وتتسع مساحة الصقيع لتجتاح الذاكرة حيث فلسطين التاريخية ليتداعى الجالسون في المدرج وانصاف المثقفين ليعلنوا ان فلسطين وقراها ومدنها رحلت عن الذاكرة وبلا رجعة، هل يعقل ان انهم تاهوا عن العاصمة؟؟ هل هي الحقيقة؟؟؟ واذا كانت الحقيقة، كيف ولماذا؟؟؟ لقد نقلت كاميرا تلفزيون فلسطين وعبر الصحفي ماهر شلبي في برنامج ارزة وزيتونة المشهد؟؟؟ ولكن هل هذا هو الواقع في المخيمات الفلسطينية؟؟
قل لنا يا ماهر شلبي ما لم تنقلة الكاميرا؟؟؟ احكي لنا عن مخيمات الشتات وعن المتكرشين وعن منظمة التحرير الفلسطينية، حدثنا يا ماهر شلبي عن مشاهداتك، تحدث عن تفاصيل الوجع الذي تعجز كل كاميرات العالم عن نقلة، قل الحقيقة والحقيقة فقط لماذا غابت فلسطين عن نفسها؟ وكيف تهنا عن العاصمة.
يا نهر البارد العيد ليس لنا ولا الملائكة ولا اللة الذي نسيك في غفلة من الزمن، فيا نهر البارد قل لصبرا واخواتها لماذا تهت عن العاصمة وانت الذي حمل المستحيل ومشى يبشر بالحقيقة، قل يا نهر البارد لماذا العيد ليس لنا نحن الذي نعرض كبضاعة في اسواق النخاسة الاممية، يا نهر البارد يا من ينظرون اليك كنبتة شيطانية تعكر صفو عالمهم لا تيأس فانت شوكة في حلوق الغاصبين والمفرطين والمساومين والوطنجين الذي تركوك وحيدا في التية ومضوا في تيههم.
يا نهر البارد عيدهم ليس لنا، عيدنا يوم عودتنا، عيدنا عندما تزاح الصخرة عن اكتاف الاجيال التي لا زالت تدفع ثمن لجوئها قهرا واشتياق، لكنها لم تساوم ولم تتساوق وبقيت بوصلتها باتجاة الوطن لا التنظيمات الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية التي ترجلت عن الجبل الذي هو انت وكل المخيمات يا نهر البارد، المنظمة التي تعاملت معك يا نهر البارد كمحطة لمصالح من نزل عن الجبل ومشى لفلسطين على بطنة.
اعلن غضبك والانبعاث الجديد وابكي من ترك وطن الشتات وعاد الى شتات الوطن يبحث عن دولتة على الموائد الاميية، لا تستثني احداً يا نهر البارد، فابو الخيزران يعيث فساداً في احلامنا التي يا ابن جلدتي سلمان برغوث يا من تركوك الرفاق وحيداً وما عادوا رفاق، لا تبكي عالمك يا ابن جلدتي فنهر البارد ومن عاشوا الشتات وطعم المخيم لهم كلمة ستقال في المكان والزمان، واعلنها كحد السيف ميثاق لمن ساروا على طريق العودة، ولتكن انبعاثاً، لتكن ثورة على الثورة، فانت يا نهر البارد لها.